الجمعة 7 فبراير 2025
سياسة

هذه تجليات الجدية التي دعا لها الملك محمد السادس في خطاب العرش 2023

هذه تجليات الجدية التي دعا لها الملك محمد السادس في خطاب العرش 2023
ككل خطاب ملكي، يزخر بكلمات مفتاحية تشكل أدوات للفهم، ومنها كلمة "الجدية"، التي تكررت بصيغ مختلفة في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش مساء السبت 29 يوليوز 2023. 
في هذا الخطاب قال الملك محمد السادس أن "المغاربة معروفون على الخصوص بالجدية والتفاني في العمل".
وأضاف الملك في الخطاب ذاته، أن الحاجة ملحة لهذه الجدية، للارتقاء بالمسار التنموي إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة". 
ولمزيد من التفصيل في هذه الجدية المطلوبة التي اعتبرها الملك محمد السادس، "ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية. وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية".
وعند الالتزام بالجدية يقول الملك أنه "كلما كانت حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات".
وربط الخطاب الملكي بين الشباب والجدية، ف "متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم".
مسترجعا إنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم في قطر 2022، "فقد قدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي".
وعلى نهج الجدية في العمل أكد الملك محمد السادس أن هذه الجدية، "هي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات"، واصفا الترشيح المشترك بأنه "غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم".
ولم يحصر الملك الجدية في نموذج المنتخب المغربي وإنجازاته، بل "تتجلى الجدية كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات"، مشيدا بإنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.
واصفا هذه المشاريع بأنها "تؤكد النبوغ المغربي والثقة في طاقات وقدرات شبابنا، وتشجعه على المزيد من الاجتهاد والابتكار، وتعزز علامة "صنع في المغرب" وتقوي مكانة بلادنا كوجهة للاستثمار المنتج".
ويبقى التجسيد الأبرز للجدية هو عندما يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية.
وفي هذا الصدد يقول الملك محمد السادس، "فهذه الجدية والمشروعية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية؛ وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي".
وبنفس الجدية والحزم، أكد الملك محمد السادس موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
ليتوسع الخطاب الملكي في تجليات الجدية، التي "يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات:
الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية: من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة.
وفي المجال الاجتماعي، وخاصة قطاعات الصحة والتعليم والشغل والسكن.
كما أن الجدية التي نريدها، تعني أيضا الفاعلين الاقتصاديين، وقطاع الاستثمار والإنتاج والأعمال.
والجدية كمنهج متكامل تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص"، وفق ما جاء في الخطاب الملكي.