في الوقت الذي كانت ساكنة مكناس تترقب افتتاح المسبح البلدي الوحيد بالمدينة، في ظل موجة الحرارة المفرطة التي تجتاح عدد من المناطق المغربية، تم افتتاح المسبح البلدي بشكل متأخر ابتداء من الاثنين 10 يوليوز 2023، لكن وبدل أن يساهم هذا القرار في إدخال الفرحة والسرور على قلوب ساكنة مكناس باعتباره المتنفس الوحيد بعد إغلاق المسبح الأولمبي السلم في ظروف غامضة وتشوبها الكثير من علامات الاستفهام، تسبب القرار في موجة احتقان وغضب شديد في صفوف ساكنة مدينة مكناس وعلى الخصوص رواد الشبكات الاجتماعية، بسبب تحديد توقيت إغلاق المسبح في الثالثة مساء، علما أن هذا المرفق العمومي ظل ومنذ افتتاحه في عهد الاستعمار الفرنسي مفتوحا في وجه الساكنة إلى حدود الساعة 5 مساء على الأقل، علما أن توقيت الإغلاق الحالي يصادف ذروة درجة الحرارة في فصل الصيف، حيث تظل مستقرة في 41 درجة ما بين الثالثة إلى الخامسة مساء، قبل أن تتراجع تدريجيا ابتداء من الساعة السادسة مساء ( نموذج اليوم الثلاثاء 11 يوليوز 2023 ).
والأدهى من ذلك، هو أن تحديد توقيت مغادرة المسبح في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال يعني أن المرتادين ملزمون بتحضير أنفسهم للمغادرة ابتداء من الساعة 2 بعد الزوال، مما يعني تقليص ساعات الاستفادة من هذا المرفق إلى 6 ساعات، وإذا استحضرنا معطى كون غالبية المرتادين لا يقصدون المسبح إلا في حدود الساعة 11 صباحا فإن ساعات الاستفادة من هذا المرفق تتقلص لتصل إلى 3 ساعات فقط ! خصوصا اذا كانوا مرافقين للأطفال، علما أن معظم ساكنة المدينة تفضل السهر إلى ساعات متأخرة من الليل بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يعني استيقاظها المتأخر في الصباح، ناهيك عن كون معطى مغادرة الأطفال في التوقيت المحدد يعني تعرضهم لمخاطر ضربات الشمس الحارقة في فصل الصيف، علما أن غالبيتهم والذي ينحدرون من أحياء شعبية فقيرة، قد يجدون أنفسهم مجبرون على الانتظار لوقت طويل في محطات الحافلات..
في خضم ذلك تسود الكثير من الأسئلة في صفوف ساكنة مدينة مكناس، وضمنها السؤال المتعلق بالخلفيات والدواعي الحقيقية التي تحكمت في اتخاذ هذا القرار؟ وهل استحضر مجلس باحجي جميع المعطيات المحيطة بتحديد توقيت افتتاح وإغلاق المسبح البلدي الوحيد؟ وهل استحضر مجلس جماعة مكناس مصلحة الساكنة؟ أم أن القرار تحكمت فيه أساسا مصلحة المشرفين على تسيير هذا المرفق، مما جعل مجلس باحجي يقرر إعتماد توقيت إداري محض لتدبير مرفق عمومي يؤدي وظائف رياضية واجتماعية لفائدة ساكنة مدينة مكناس؟ ولماذا تسود لغة الصمت المطبق بشأن الإغلاق المستمر للمسبح الأولمبي " السلم " في الوقت الذي تتناسل فيه الكثير من الشائعات بشأن تفويت أجزاء منه تمهيدا لتفويته بالكامل لفائدة أحد المحظوظين بمدينة مكناس؟