Sunday 11 May 2025
سياسة

هكذا تحولت تندوف إلى مصنع لإنتاج الفظاعة والقذارة

هكذا تحولت تندوف إلى مصنع لإنتاج الفظاعة والقذارة تمارس‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬فسادا‭ ‬كبيرا‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الصحراويات‭ ‬المحتجزات
ترتبط‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬رغم‭ ‬الطبقة‭ ‬السميكة‭ ‬من‭ ‬الصمت‭ ‬التي‭ ‬يضفيها‭ ‬عليها‭ ‬جنرالات‭ ‬الجزائر‭ ‬منذ‭ ‬1975، ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬الـ‭ ‬"ديستوبيا"‭ ‬أو‭ ‬أدب‭ ‬«المدينة‭ ‬الفاسدة»،‭ ‬الذي‭  ‬ليس‭ ‬للخير‭ ‬مكان‭ ‬فيه،‭ ‬ويحكمه‭ ‬الشر‭ ‬المطلق،‭ ‬أي‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬الآهل‭ ‬بالشرور‭ ‬الذي‭ ‬تشتغل‭ ‬فيه‭ ‬السلطة‭ ‬القائمة‭ ‬لتجريد‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬إنسانيته،‭ ‬حيث‭ ‬يتحوّل‭ ‬ساكنيه‭ ‬إلى‭ ‬مسوخ‭ ‬أو‭ ‬«زامبي»‭ ‬يناحر‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً،‭ ‬ويفسد‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضا‭.‬
وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الـ‭ ‬«ديستوبيا»‭ ‬تعني‭ ‬باللغة‭ ‬اليونانية‭ ‬المكان‭ ‬الخبيث‭ ‬أو‭ ‬المزعج‭ ‬أو‭ ‬السيء،‭ ‬فإن‭ ‬المخيمات،‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬الأسبق‭ ‬الهواري‭ ‬بومدين،‭ ‬لاحتجاز‭ ‬مواطنين‭ ‬صحراويين‭ ‬بوعد‭ ‬«وطن‭ ‬تابع‭ ‬لقصر‭ ‬المرادية»،‭ ‬لا‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النطاق،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬«مراجل‭ ‬الضغط»،‭ ‬سياسيا‭ ‬وعسكريا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسر‭ ‬كل‭ ‬محاولة‭ ‬لـ‭ ‬«أنسنة‭ ‬المخيمات»‭ ‬وإخراج‭ ‬ساكنتها‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والعبودية،‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬العسكرية‭ ‬الحاطة‭ ‬بالكرامة‭. ‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬إنقاذ‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬من‭ ‬الطغمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الفكرة‭ ‬المثالية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الحصار‭ ‬المضروب‭ ‬على‭ ‬الحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والحركة‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬هناك،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إبراز‭  ‬الإطارات‭ ‬المختلة‭ ‬التي‭ ‬تسود‭ ‬داخل‭ ‬المخيمات،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكدها‭ ‬تقارير‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬النزيهة‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الموثوق،‭ ‬وهي:
أولا:‭ ‬تؤكد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬مخيمات‭ ‬البوليساريو‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬محضنة‭ ‬مفتوحة‭ ‬للإرهابيين،‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬الساكنة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬يرتمي،‭ ‬بفعل‭ ‬اليأس‭ ‬وانسداد‭ ‬الآفاق،‭ ‬في‭ ‬أحضان‭ ‬الإرهاب‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته،‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬ماي‭ ‬2023،‭ ‬محاكمة‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬حيث‭ ‬اعترف‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أعلى‭ ‬محكمة‭ ‬جنائية‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬إشاعة‭ ‬الفكر‭ ‬الإرهابي،‭ ‬والانتماء‭ ‬لتنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬الإرهابي،‭ ‬وبربط‭ ‬صلات‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬مع‭ ‬الزعيم‭ ‬السابق‭ ‬لهذا‭ ‬التنظيم،‭ ‬أبو‭ ‬وليد‭ ‬الصحراوي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬موال‭ ‬لـ‭ ‬«البوليساريو»،‭ ‬وقتل‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬2021‭.‬
وليست‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬السجل‭ ‬الإرهابي‭ ‬لـ‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬بإسبانيا‭. ‬ففي‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ألقت‭ ‬الشرطة‭ ‬الإسبانية‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬ناشط‭ ‬انفصالي‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬بسكاي‭ ‬«إقليم‭ ‬الباسك»،‭ ‬والمتهم‭ ‬بالتحريض‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬ضد‭ ‬مؤسسات‭ ‬مغربية‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وخارجها‭.‬
وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬أهمية‭ ‬الإنذارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬لمراكز‭ ‬بحثية‭ ‬وخبراء‭ ‬دوليين‭ ‬أبلغوا‭ ‬عن‭ ‬الصلات‭ ‬بين‭ ‬ميليشيات‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬والشبكات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬ومناطق‭ ‬النزاع‭.‬
ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬تفكيك‭ ‬خلايا‭ ‬إرهابية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2008،‭ ‬أكدت‭ ‬وجود‭ ‬صلات‭ ‬وثيقة‭ ‬بين‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬أرضا‭ ‬خصبة‭ ‬لنشوء‭ ‬الحركات‭ ‬الإرهابية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬أصبحت‭ ‬خزانا‭ ‬لتزويد‭ ‬مختلف‭ ‬المنظمات‭ ‬التابعة‭ ‬لـ‭ ‬«داعش»‭ ‬بمرشحين‭ ‬إرهابيين‭ ‬بتواطؤ‭ ‬مكشوف‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬«البوليساريو»،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الإرهابي‭ ‬المشهور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬والمعروف‭ ‬باسم‭ ‬أبو‭ ‬عدنان‭ ‬الصحراوي،‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬في‭ ‬«المخيمات»‭ ‬داخل‭ ‬تيندوف،‭ ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬بالنسبة‭ ‬نائبه‭ ‬المعروف‭ ‬بعبد‭ ‬الحكيم‭ ‬الصحراوي‭.‬
ثانيا: ‬تؤكد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬والشهادات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬عائدون‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬الاحتجاز‭ ‬أن‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬تتاجر‭ ‬في‭ ‬السلاح‭ ‬بالصحراء‭ ‬الكبرى‭. ‬وقال‭ ‬فاتح‭ ‬أحمد‭ ‬ولد‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬ولد‭ ‬علي‭ ‬سالم،‭ ‬القيادي‭ ‬السابق‭ ‬بالجبهة‭ ‬«مدير‭ ‬المنطقة‭ ‬الأمنية‭ ‬الثالثة»،‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬«القاعدة»‭ ‬بالمنطقة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬نفذ‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬ضد‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬تواطؤ‭ ‬الطرفين‭ ‬وتقاطع‭ ‬مصالحهما‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬السلاح‭. ‬حيث‭ ‬تستغل‭ ‬قيادة‭ ‬الرابوني‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬انتشار‭ ‬ووفرة‭ ‬الأسلحة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الاتجار‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء،‭ ‬حيث‭ ‬انضم‭ ‬أعضاؤها‭ ‬إلى‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الذين‭ ‬أدركوا‭ ‬أن‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬محضنة‭ ‬أساسية‭ ‬لتجنيد‭ ‬الجهاديين،‭ ‬وأيضا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬السلاح،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭.‬
ثالثا:‭ ‬دأبت‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬«التجنيد‭ ‬الإجباري‭ ‬لأطفال‭ ‬المخيمات»،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرمانهم‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬التدريب‭ ‬العسكري،‭ ‬وزرع‭ ‬الكراهية‭ ‬والأحقاد‭ ‬في‭ ‬نفوسهم،‭ ‬والدفع‭ ‬بهم‭ ‬نحو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬المحتملة‭ ‬ضد‭ ‬وطنهم‭ ‬المغرب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬خرقا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يحظر‭ ‬إشتراك‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬بموجب‭ ‬الفقرة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬77‭ ‬من‭ ‬بروتوكول‭ ‬جنيف‭ ‬لعام‭ ‬1977،‭ ‬والمادة‭ ‬38‭ ‬من‭ ‬إتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬لعام‭ ‬1989،‭ ‬والبروتوكول‭ ‬الاختياري‭ ‬لاتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬بشأن‭ ‬إشتراك‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬لعام‭ ‬2000،‭ ‬الذي‭ ‬يحظر‭ ‬اشتراك‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يبلغوا‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية؛‭ ‬وهي‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬الممثل‭ ‬الدائم‭ ‬للمغرب‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬يباشر‭  ‬فضحها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسبات‭.  ‬حيث‭ ‬أبرز‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬البوليساريو‭ ‬والدولة‭ ‬الحاضنة‭ ‬«الجزائر»‭ ‬تتحملان‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬والمباشرة‭ ‬عن‭ ‬تجنيد‭ ‬أطفال‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬يشكل‭ ‬«جريمة‭ ‬حرب»‭. ‬
رابعا:‭ ‬كشف‭ ‬منتدى‭ ‬«فورساتين»‭ ‬عن‭ ‬شبكات‭ ‬لتهريب‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬تندوف‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬ودول‭ ‬أوربية‭ ‬أخرى،‭ ‬تنشط‭ ‬عناصرها‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬أوروبا‭ ‬والجزائر‭. ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬الشبكات‭ ‬على‭ ‬«تسهيل‭ ‬هجرة‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬مهمة،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وسطاء‭ ‬جزائريين‭ ‬يتدبرون‭ ‬استصدار‭ ‬تأشيرات‭ ‬لهم،‭ ‬ويتم‭ ‬تسليمهم‭ ‬عند‭ ‬وصولهم‭ ‬وثائق‭ ‬مزورة‭ ‬تفيد‭ ‬بأنهم‭ ‬من‭ ‬ساكنة‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة،‭ ‬وأنهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاضطهاد‭ ‬والتعذيب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتسهيل‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬اللجوء»‭.‬
وأوضح‭ ‬المنتدى‭ ‬أن‭ ‬«قيادات‭ ‬البوليساريو‭ ‬منخرطة‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الإجرامي‭ ‬وتتحصل‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬عائدات‭ ‬مهمة»،‭ ‬وأنها‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬«أصبحت‭ ‬تتخذه‭ ‬وسيلة‭ ‬لتهجير‭ ‬الأصوات‭ ‬المعارضة‭ ‬لها‭ ‬داخل‭ ‬المخيمات‭ ‬وتسهيل‭ ‬ترحيلها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬لإبعادها‭ ‬عن‭ ‬المشهد»‭.‬
خامسا:‭ ‬أوردت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التقارير،‭ ‬مثل‭ ‬تقرير‭ ‬المركز‭ ‬الصحراوي‭ ‬للإعلام‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أن‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬لم‭ ‬يسلموا‭ ‬من‭ ‬سماسرة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬الجبهة‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬برنامج‭ ‬«عطل‭ ‬السلام»‭ ‬بإرسال‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬لقضاء‭ ‬عطلهم‭ ‬الصيفية‭ ‬لدى‭ ‬أسر‭ ‬إسبانية‭ ‬وفرنسية،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعبئتهم‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬العائلات‭ ‬الحاضنة،‭ ‬وتكوين‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬أوربي‭ ‬معاد‭ ‬للمغرب‭.‬
وأفاد‭ ‬منتدى‭ ‬«فورستاين»‭ ‬بأن‭ ‬«عددا‭ ‬قليلا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬يعودون‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬العطلة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تبقى‭ ‬أعداد‭ ‬مهمة‭ ‬لدى‭ ‬عائلات‭ ‬تتبناها،‭ ‬أو‭ ‬تعيش‭ ‬معها،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬أو‭ ‬شروط‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬التخرج‭ ‬من‭ ‬الجامعة،‭ ‬دون‭ ‬زيارة‭ ‬واحدة‭ ‬للعائلة‭ ‬البيولوجية‭ ‬في‭ ‬المخيمات"‭.‬
وأضاف‭ ‬المنتدى‭  ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬«مجرد‭ ‬واجهة‭ ‬لترحيل‭ ‬أطفال‭ ‬وبراعم‭ ‬صغار‭ ‬بهدف‭ ‬التبني‭ ‬لدى‭ ‬عائلات‭ ‬أوروبية،‭ ‬بمقابل‭ ‬مادي لشبكات‭ ‬تنشط‭ ‬داخل‭ ‬المخيمات»‭.‬
وحسب‭ ‬الهيئة‭ ‬نفسها،‭ ‬فإن‭ ‬الشبكات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬العائدات‭ ‬المالية‭ ‬المتأتّية‭ ‬من‭ ‬إرسال‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬تتزعمها‭ ‬قيادات‭ ‬الجبهة،‭ ‬ويشتغل‭ ‬ضمنها‭ ‬أطر‭ ‬محسوبون‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬ومندوبون‭ ‬عن‭ ‬جمعيات‭ ‬بالديار‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬«العائلات‭ ‬الصحراوية‭ ‬تدفع‭ ‬أبناءها‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬لدى‭ ‬عائلات‭ ‬أجنبية،‭ ‬بهدف‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقابل‭ ‬مادي‭ ‬أولا،‭ ‬وبهدف‭ ‬إنقاذ‭ ‬أطفالها‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬المخيمات‭ ‬ثانيا،‭ ‬وضمانا‭ ‬لتعليم‭ ‬جيد»‭.‬
سادسا:‭ ‬يسود‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬تزوير‭ ‬ملفات‭ ‬طبية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استصدار‭ ‬تأشيرات‭ ‬سفر‭ ‬خاصة‭ ‬بالعلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬والمتاجرة‭ ‬بها،‭ ‬وبيعها‭ ‬بمبالغ‭ ‬مالية‭ ‬مهمة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬الهجرة،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المرضى‭ ‬الحقيقيين‭ ‬والحالات‭ ‬الحرجة،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬العائدات‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬جيوب‭ ‬القياديين‭ ‬الذين‭ ‬يتصارعون‭ ‬حول‭ ‬تدبير‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭.‬
سابعا:‭ ‬قالت‭ ‬«خديجتو‭ ‬محمود»،‭ ‬المترجمة‭ ‬السابقة‭ ‬لدى‭ ‬البوليساريو‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2005‭ ‬و2010،‭ ‬إنها‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬كسر‭ ‬حاجز‭ ‬الصمت‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬العدالة‭ ‬ضد‭ ‬إبراهيم‭ ‬غالي،‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬النساء؛‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ظلت‭ ‬تردده‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إماطة‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬الشنيعة‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رددته،‭ ‬في‭ ‬أواسط‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬بمدينة‭ ‬دوسلدورف‭ ‬الألمانية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬«العنف‭ ‬الجنسي‭ ‬في‭ ‬السياسة»‭.‬
وتمارس‭ ‬قيادة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬المعزولة،‭ ‬فسادا‭ ‬كبيرا‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬الصحراويات‭ ‬المحتجزات‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬مما‭ ‬يكرس‭ ‬واقع‭ ‬العبودية‭ ‬والوصاية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬إمكانية‭ ‬متاحة‭ ‬للنساء‭ ‬للتنقل‭ ‬بحرية‭ ‬داخل‭ ‬هاته‭ ‬المخيمات‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬إذن‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬«الجبهة»‭ ‬الانفصالية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬قتامة‭ ‬الوضع‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬الابتزاز‭ ‬الجنسي‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأغذية‭ ‬واللوازم‭ ‬الضرورية‭.  ‬
وتجد‭ ‬نساء‭ ‬المخيمات‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬معاناتهن،‭ ‬بسبب‭ ‬اجتماع‭ ‬مشاعر‭ ‬العار‭ ‬والخوف‭ ‬داخلهن،‭ ‬والرهبة‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬الاعتداء‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بوحهن‭ ‬بما‭ ‬يمارس‭ ‬ضدهن،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬رفعتها‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬محكمة‭ ‬جزاء‭ ‬دولية‭ ‬مختصة‭ ‬للبث‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الأفعال،‭ ‬المحمولة‭ ‬من‭ ‬شكاوى‭ ‬مرفوعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نساء‭ ‬عشن‭ ‬ولا‭ ‬زلن‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬جحيم‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والاعتداءات‭ ‬الجنسية‭.‬
ثامنا:‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬ممارسات‭ ‬النهب‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬زعماء‭ ‬البوليساريو‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬حد‭. ‬فحتى‭ ‬المساعدات‭ ‬الدولية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬المحتجزين‭ ‬يقع‭ ‬الترامي‭ ‬عليها‭ ‬وتحويلها‭ ‬أو‭ ‬الاتجار‭ ‬فيها‭ ‬واقتسام‭ ‬عائداتها‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬الانفصالية‭ ‬والضباط‭ ‬الجزائريين‭ ‬الساهرين‭ ‬على‭ ‬تطويق‭ ‬المخيمات‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬عسكر‭ ‬الجزائر‭ ‬يبذلون‭ ‬كل‭ ‬جهودهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تضخيم‭ ‬أعداد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المقيمين‭ ‬بتندوف‭ ‬بغية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المساعدات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬زعماء‭ ‬الجبهة‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬لاجئ،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أوضحت‭ ‬فيه‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬أن‭ ‬عددهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬70‭ ‬ألف‭.‬
إن‭ ‬هذه‭ ‬الإطارات‭ ‬المختلة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يصنع‭ ‬الـ‭ ‬«ديستوبيا»‭ ‬داخل‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لرقابة‭ ‬أمنية‭ ‬جزائرية‭ ‬مشددة،‭ ‬ولسلطة‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬يعيث‭ ‬فيها‭ ‬فسادا،‭ ‬خلف‭ ‬تلك‭ ‬الأحزمة‭ ‬الرملية‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬يتوهم‭ ‬جنرالات‭ ‬الجزائر‭ ‬أنها‭ ‬تحجب‭ ‬الحقائق،‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الانترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬للصحة‭ ‬العامة،‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لحقوق‭ ‬العمل،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬أفق‭ ‬أو‭ ‬مستقبل‭ ‬للشباب،‭ ‬اللهم‭ ‬الارتماء‭ ‬في‭ ‬محاضن‭ ‬الجريمة‭ ‬والإرهاب‭ ‬واليأس،‭ ‬أو‭ ‬التعرض‭ ‬للتعذيب‭ ‬بالأقبية‭ ‬السرية‭ ‬التابعة‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو‭.‬
 
 تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الجديد من أسبوعية " الوطن الآن"