الخميس 6 فبراير 2025
سياسة

أنور مالك في الداخلة يكتشف حقيقة وهم البوليساريو؟

أنور مالك في الداخلة  يكتشف  حقيقة وهم  البوليساريو؟ أنوار عبد المالك
في هذا المقال يكتب سمير كرم للجزائر تايمز متسائلا أين  البوليساريو؟ ويذكر  في نفس الوقت  أنوار عبد المالك المشهور باسم أنور مالك  كيف اكتشف هذا الأخير الحقيقة  وخرايف الكبرانات بين زيارته للداخلة في سنة 2010 قبل هروبه إلى فرنسا وعودته إلى الداخلة في سنة 2023 ..   
 
 في عام 2010 كان أنور مالك لايزال منفوخا بتخاريف وأكاذيب العصابة الحاكمة في الجزائر فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية خاصة وأنه كان في يوم من الأيام جزءا من سلطة العسكر الحاكم في الجزائر بمعنى أنه يعرف العسكر الجزائري ومخابراته حق المعرفة ، وكانت المخابرات الجزائرية في تلك الأحيان تُحَضِّرُ شيئا مهما في قلب الصحراء المغربية.. ألا وهو تدبير المخابرات الجزائرية لكل صغيرة وكبيرة لأحداث اكديم إزيك التي قامت ما بين أكتوبر و بداية نوفمبر 2010 وانتهت باستشهاد عدد من رجال الأمن المغربي العُزَّل من السلاح الذين مُـثِّــلُوا بجثـثهم والتي انتشرتْ صورهم على اليوتوب وعناصر من البوليساريو ومخابرات الجزائر يتبولون عليهم مثل الكلاب المسعورة ، وانتهت هذه الأحداث المؤسفة باعتقال كل المتورطين فيها وحوكموا أمام أنظار العالم ، ومن الغريب أن يكون السيد أنور مالك كان قد زار مدينة الداخلة في نهاية شهر يوليوز  2010 أي قبل أحداث اكديم إزيك بشهرين فقط وجَمَعَ في ذلك الوقت عناصر موضوع نشرته جريدة الشروق الجزائرية حول ثورة الصحراويين
 وحكم في هذا الموضوع على جميع الصحراويين بأنهم انفصاليون ويطالبون بتقرير المصير والاستقلال، وكما هو معلوم جرت رياح أنور مالك بما لا تشتهيه نفسه وحدث ما حدث وغادر الجزائر إلى فرنسا في ظروف لا يعلمها سواه ...وبقيةُ قصة أنور مالك يعرفها الجميع ... ) ...
وللأمانة التاريحية أيضا أدعو أنور مالك للعودة للموقع الالكتروني ( الجزائر تايمز ) في ركن " للأحرار فقط " ليقرأ ما نشرتُه أنا على الخصوص وغيري طبعا كنا نقول أين يوجد البوليساريو منذ 2010 وهي السنة التي كان يُصَدِّقُ أنور مالك ما تُرَوِّجُ له وسائل النجاسة الإعلامية الكريهة لكابرانات الجزائر ، بل لم يكتف أنور مالك بتصديق ما يصدر من نجاسة الكابرانات بل ذهب بنفسه وبحث في الداخلة عما يريد سماعه الكابرانات ، أعيد كلامي بصيغة أخرى : تكلف أنور مالك مشقة السفر في 2010 إلى الداخلة " بِـنِـيَّـةِ البحث" عن بضعة أشخاص يقولون " بتقرير مصير الشعب الصحراوي والإستقلال " أي ذهب إلى الداخلة وهو على يقين أن ما يَرُوجُ في دواخله وما تتوجسه نفسه المنفوخة بتخاريف وأكاذيب كابرانات الجزائر ومعه الذين يشتغل عندهم ، كل ذلك سيجده حتما في الداخلة ، وطبعا وجد صحراويين بحث عنهم ووجدهم وسمع منهم ما يريد أن يسمع الذين يشتغل عندهم ، أي جمع منهم بضع كلمات توافق مزاج كابرانات الجزائر وباعها لجريدة الشروق الجزائرية وكانت مفردات الجملة التالية " تقرير مصير الشعب الصحراوي والاستقلال" هي مفاتيح موضوع مقاله الذي نشرته جريدة الشروق الجزائرية على حلقات... لكن بعد ذلك جرت ريَّاحُ أنور مالك بما لا تشتهيه نفسه وحدث ما حدث وهرب إلى فرنسا، وبعد 13 سنة عاد إلى الداخلة في ربيع 2023 ..

إذن فالأعمال بالنِّيات المسبقة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم .إذن الصحافي الموضوعي النزيه لا يبحث بنية أن يجد ما تشتهيه نفسه أي حسب مزاجه أو ما يشتهيه الذين يشتغل عندهم أو حسب مزاجهم ... لقد نشر لنا الموقع الالكتروني  ( الجزائر تايمز ) في " ركن للأحرار فقط " نشر لي ولغيري مقالات عديدة عن أين كان يوجد البوليساريو منذ 2010 وهي السنة التي كان يُصَدِّقُ أنور مالك ما تُرَوِجُ له وسائل النجاسة الإعلامية الكريهة للكابرانات ما يعيشه ساكنة الصحراء المغربية من أوضاع متفجرة ضد (المخزن والصحراء الغربية تكاد تنعتق من الاحتلال المغربي..) وهي أكاذيب وافتراءات ، وسأختصر ما نشرناه في الموقع الاكتروني ( الجزائر تايمز ) منذ عام 2010 ويمكنه الرجوع لذلك للتأكد من كلامنا : يوجد البوليساريو
1) يوجد عناصر من البوليساريو في كل مفاصيل عموم إدارة دويلة الجزائر المنهارة في الشمال والجنوب والشرق والغرب إما كجواسيس على الموظفين الجزائريين في هذه الإدارات أو كموظفين يقتاتون من أموال الشعب الجزائري، وتصور معي كم من إدارة في عموم الجزائر يتقاضون رواتب من أموال الشعب الجزائري المغبون .
2) لقد أصبح البوليساريو جزءا من بنية السلطة الحاكمة في الجزائر لذلك فأي إدارة مدنية أو عسكرية يوجد فيها عدد كبير من البوليساريو باختصار يكاد البوليساريو يحكم الجزائر لأنه أداة قوية في يد جنرالات الجزائر يضعونهم حيثما أرادوا في دواليب دويلة الجزائر.
3) الموظفون الجزائريون الذين يعرفون أن من بينهم عناصر من البوليساريو يرتعدون خوفا من عناصر البوليساريو لأن الذي يذكر كلمة ولو بالإشارة أن (هذا البوليساريو ماذا يفعل بينهم فمصيره الموت المحقق مثل ذبابة ) ولا من يتحدث عنه لأنهم فعلا مجرد ذباب.
4) أصبح عناصر البوليساريو الذين يعيشون في عموم مدن الجزائر لهم ( سلطة الجنرالات الحاكمين في الجزائر ) ويمكن أن تتبادل الحديث مع جزائري مثلك لكن الحديث مع عنصر من البوليساريو فيه تهديد لحياتك .
5) يوجد عدد كبير جدا من البوليساريو خارج الجزائر يعملون في قنصليات الدول التي لها علاقة مع البوليساريو، وبعد البحث لم أجد سوى سفير في الجزائر وآخر في جنوب إفريقيا وآخر في كوبا، أما بقية الدول المعترفة بالبوليساريو ففي أغلبها مجرد قناصلة، ومعلوم أنه من أعلى منصب دبلوماسي للبوليساريو وهو القنصل ممثل البولسياريو إلى (الشاوش) وعدد لايحصى من الموظفين العاديين في مكاتب كل قنصلية عبر مجموع قنصليات الدول المعترفة بالبوليساريو كلهم يعيشون معيشة الملوك على نفقة دويلة الجزائر المنهارة. ولنزيد من تعميق المأساة يجب أن يعلم الشعب الجزائري أن كل موظف في قنصلية خارج الجزائر يملك سيارة تصرف عليها الجزائر كل ما يتعلق بمستلزماتها بداية من ثمنها والوقود الذي تستهلكه يوميا طيلة عمرها وهي تحت تصرف عنصر البوليساريو، وبعملية حسابية يمكن تصور المبالغ الضخمة التي تصرف على هذه السيارات في بقاع العالم وكلها على نفقة شعب المليون طابور، شعب الجزائر.
6) يوجد عدد محدود من ( صحراوة ) من أصول الصحراء المغربية في الجيش المسمى الجيش الصحراوي لكن الأغلبية الساحقة هم من ( صحراوة ) قبائل موريتانية لأن صحراوة المغاربة جبناء ولا يتقنون أي مهنة من المهن اليدوية، أما صحراوة موريتانيا فقد تمرسوا في حربهم مع البوليساريو في زمن المختار ولد داداه و كثرة عدد المعارك التي انهزموا فيها أمام البوليساريو لأن هذا الأخير كان مدعما بفرق عسكرية جزائرية خاصة، وهو السبب في انهزام الموريتانيين دائما، حتى تم الانقلاب على المختار ولد داداه وتم الصلح بين البوليساريو وموريتانيا في أواخر 1979 إلى اليوم، مع العلم أن موريتانيا تعترف بجمهورية الوهم لكن ترفض أن  تفتح في موريتانيا سفارة لهذا الكيان الوهمي.
7) إن دويلة الكابرانات الجزائرية توفر لهؤلاء الموظفين عندها من البوليساريو في الخارج ، توفر لهم السفر عبر الطائرات من الدرجة الممتازة وكذلك الإقامة في أفخم فنادق 5 نجوم عبر العالم باعتبارهم يسوقون أطروحة ( أولاد الحرام ) الحاكمين في الجزائر وذلك طيلة 50 سنة بدون نتيجة 
8) ما ذكرناهم من عناصر البوليساريو كلهم يتقاضون أجورا من خزينة الشعب الجزائري ، الشعب الذي أصبح بسبب ما يُصْرفُ على البوليساريو وما يسرقه الجنرالات، أصبح يُعرف في العالم بشعب المليون طابور ، ولكم أن تتصوروا كم من عشرات الآلاف من الدولارات صرفتها دويلة الجزائر على البوليساريو طيلة نصف قرن ولا تزال، وللتنبيه فإن ما ذكرناهم هم فقط الذين لهم علاقة مباشرة مع خزينة الدولة الجزائرية .
9) يوجد من البوليساريو خارج الجزائر بضعة آلاف في أوروبا وخاصة إسبانيا وفي فرنسا موزعين هنا وهناك، وقد اضطر هؤلاء للخروج من المخيمات والبحث عن عمل في إسبانيا على الخصوص بعد فضيحة اختلاس المساعدات الدولية التي تبعثها الدول المانحة من طرف عصابة مكونة من جنرالات جزائريين وقادة البوليساريو المنتشرين في بقاع العالم وبسبب هذه الفضيحة قطعت الدول المانحة مساعداتها للبوليساريو (عدا إسبانيا)، وقد أصبح هؤلاء العمال في الخارج من البوليساريو موردا مهما للرزق الذي يقتات به ساكنة مخيمات تندوف. والغريب أن عددا من هؤلاء العمال الصحراويين في الخارج وهو عدد لا بأس به كنا نعرف حقيقته منذ 2005 ، أقول إن بعضهم يحمل جوازات سفر مغربية يسافر بها ويعود إلى تندوف بواسطتها، وبعضهم قد اغتنى وحمل معه جميع أفراد أسرته عن طريق المغرب أو موريتانيا وهم يعيشون كعمال في الخارج لكنهم عناصر من البوليساريو يخرجون في إسبانيا وفرنسا للتظاهر ضد الاحتلال المغربي للصحراء المغربية ويعودون عن طريق المغرب وبجوازات مغربية دون أن تعترضهم أي مضايقة من طرف المخزن المغربي ...
10) لا يمكن أن ننسى مجموعات لا باس بها من المحسوبين على البوليساريو يعيشون في المغرب وموريتانيا حياة عادية ولكنهم تربطهم بساكنة مخيمات تندوف روابط قبلية وعائلية وخاصة الموريتانيين منهم لأن موريتانيا هي التي اصبحت اليوم ونحن في 2023 هي الرافد الأساسي لما بقي من قادة البوليساريو.
فأين البوليساريو؟ ليس هناك بوليساريو ولا يحزنون، لم يبق في مخيمات لحمادة سوى أولئك الذين اضطرهم الخرف والشيخوخة نساءا ورجالا وبعض الأطفال من الصحراويين المختلطين بين صحراويي المغرب وصحراويي موريتانيا وهؤلاء لا يتعدى عددهم ما بين 4 آلاف و6 آلاف فرد لا غير، وهناك عدد كبير من متشردي ومجانين الجزائر ومالي والنيجر وكافة دول الساحل والصحراء، في حين يعتقد الكثير وخاصة من الشعب الجزائري الذي لا يزال يصدق أخبار النشرة الثامنة، هؤلاء هم الذين يصدقون ما تنشره الأخبار المفبركة في وسائل النجاسة الإعلامية الجزائرية عن بوليساريو المخيمات الوهمية لأن الحقيقة أن العدد الكبير لعناصر البوليساريو الذين صنعهم القذافي والمقبور بومدين طمعا في زرع كيان سادس في المنطقة المغاربية هم خارج مخيمات الذل بتندوف ومنذ زمن بعيد أي بمجرد أن شرع مجلس الأمن في حذف مفردات ( تقرير المصير ) ( الاستقلال ) من قرارته وشرع ينشر ما يؤكد أن لا حل سوى الحل السلمي التفاوضي ويطيل في مدح مقترح المغرب للحكم الذاتي ويمر مَرَّ الكرام على مقترح البوليساريو البالي والبائس، وأعتقد أن ذلك بعد قرار 2007، منذ ذلك الوقت شمر 99% من عناصر البوليساريو عن سواعدهم للفرار من مخيمات لحمادة وفكروا في أساليب للحياة مع عائلاتهم خارج مخيمات تندوف، ولم يبق في صحراء لحمادة إلا بضعة آلاف ممن توَرَّطَ فيهم عسكر الجزائر تركوهم يموتون ببطء في فيافي صحراء لحمادة مع الذين يحرسونهم بأمر ابراهيم الرخيص، هذه الكُمْشَة الباقية من بقايا حثالات العجزة والأطفال للبوليساريو هي التي تتاجر بها العصابة الحاكمة في الجزائر في المحافل الدولية أما أكثرية رجال ونساء عناصر البوليساريو فهم خارج مخيمات تندوف كما سبق ذكره لأنهم لم يترددوا في الفرار من معيشة الزوابع الرملية وحياة الذل لذلك ضربت بهم العصابة الحاكمة في الجزائر عصفورين الأول أنها تخلصت من مشاكل شكاياتهم التي لا تنقضي وخاصة أن عددهم أصبح يكثر عاما بعد عام لذلك تخلصت منهم وترتكهم يخرجون للبحث عن العملة الصعبة التي يقتطع منها الجنرالات نسبة لهم ، أما الثاني فقد أصبح للعصابة الحاكمة في الخارج من ينشر تخاريفهم مجانا مع العلم أنه كلما بدت مؤشرات زيارة أحد المسؤولين الأمميين فإن عصابة الجزائر تستدعي بعض الذين سيظهرون في الصورة أمام المسؤول الأممي لبضعة دقائق، ثم يعودون من حيث أتوا و تبقى مخيمات لحمادة فارغة إلا من الزوابع الرملية والجوع والفقر المذقع .
لا يمكنني أن أختم مقالي هذا دون الإشارة إلى عناصر البوليساريو التي انخرطت بصفة نهائية في العدد الكبير من التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء، وكذلك أولئك الذين امتهنوا تجارة المخدرات والسلاح والبشر، وهكذا نستنتج أن صورة البوليساريو كمجموعة بشرية تكتظ بها مخيمات لحمادة تنتظر بجد حلا لقضيتها هي صورة وهمية لا أساس لها من الصحة لأن الواقع يكذب هذه الصورة وكذلك المنطق السليم ، لقد تبخر البوليساريو في مدن مغربية وجزائرية وموريتانية والأكثرية منهم في إسبانيا خصوصا بعد أن حلت إسبانيا مشكلة الجنسية الإسبانية بالنسبة للصحراويين الذين وُلِــدو وعاشوا في الصحراء قبل 1975 وهم الذين يعيشون اليوم عيشة الرخاء في أوروبا، المعيشة التي لن يحلم بها جزائري في بلده الجزائر محروم من الخبز والسميد ويعيش القمع اليومي والتهديد بالسجن ... إذن لا وجود للبوليساريو.. وبما أنه لا وجود للبوليساريو في مخيمات لحمادة فإن نزاع الصحراء قد تم إقباره نهائيا منذ بناء دبلوماسية مغربية صلبة كالصخر تعمل في صمت وتكيل الضربات تلو الأخرى لدبلوماسية الهواة الجزائرية ومخابراتها الغبية ....
أين البوليساريو؟ البوليساريو في الأوراق فقط وفي مخيلة الحثالات الذين ورثوا عداوة المقبور بومدين للحسن الثاني، وكذلك مخيلات الذين اغتنوا من هذا النزاع ولا يريدون له حلا أبدا لأنه مصدر اغتنائهم ، فهل يعقل أن يغلقوا ملف نزاع اغتنى منه أجدادهم وسيغتني منه حفدتهم وهم لم يروا قط مكانا اسمه ( صحراء لحمادة ) لأنهم ولدوا وعاشوا خارج الجزائر، لم يبق في صحراء لحمادة سوى المجرمون والمشردين من جميع دول منطقة الساحل والصحراء، ولم يعد البوليساريو سوى عنوانا لمسرحية انتهت منذ 1991؛ تاريخ انتهاء بناء الجدار الأمني الرملي المغربي وليس ربط هذا التاريخ بعقد اتفاقية وقف إطلاق النار سوى أكذوبة لحفظ دماء وجه كابرانات الجزائر وقادة البوليساريو الذين يعيشون في النعيم خارج الجزائر وداخلها ... إذن لا وجود للبوليساريو ...