مرت حوالي 7 أشهر على تاريخ تقديم المهاجرة المغربية المقيمة بسويسرا مها البهولي شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط ضد ( س. ي ) بتهمة إصدار شيك بدون مؤونة والنصب المنصوص عليهما وعقوبتيهما في المادة 316 من مدونة التجارة والفصل 540 من القانون الجنائي، دون أن يتم تحريك المتابعة واعتقال المتهم من أجل التهمتين المذكورتين لتقديمه أمام أنظار القضاء، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات، علما أن المهاجرة مها البهولي قدمت جميع الأدلة والقرائن التي تثبت بما لا يدع أي مجال للشك تورط المدعى عليه : أصول شيكان موضوع الشكاية، أولهما بمبلغ 50 ألف درهم، وثانيهما بمبلغ 90 ألف درهم، كما عززت شكايتهما بشهادتين بنكيتين تثبتان تؤكد عدم وجود مؤونة ونسخة من محضر تبليغ إنذار موجه للمشتكى به .
وأشارت مها البهولي أنها تتوفر فضلا عن الوثائق المذكورات على تسجيلات صوتية تؤكد تماطل المشتكى به في سداد الدين، وعلى شريط فيديو يعترف فيه المعني بالأمر بفضلها في خروج مشروعه بالرباط إلى حيز الوجود.
وقال مها البهولي في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إن المشتكى به هو ابن الحي الذي نشأت به بمدينة الرباط، كما أنه صديق لشقيقها الأصغر، مضيفة بأنها تعرفت عليه بعد حلولها إلى المغرب لقضاء العطلة الصيفية، وبعد فترة من ذلك اتصل بها لإخبارها بشروعه في إقامة مشروع تجاري ( مطعم ) ملتمسا منها مساعدته في هذا المشروع عبر قرض مالي، مؤكدا بأنه سيتكفل بتسديد ما ذمته مباشرة بعد انطلاق المشروع على دفعات، لكن وعود المشتكى به لم تتحقق- تضيف مها – حيث لم يسلمها سوى مبلغ 20 ألف درهم من أصل الدين ( 140 ألف درهم ) ليدخلها بعدها في متاهة طويلة من التماطل والوعود الكاذبة قبل أن يقرر قطع التواصل معها بشكل نهائي.
وأشار البهولي، أنها فاتحت شقيقته في الموضوع بعد أن أطلعتها على كل الوثائق التي تدين شقيقها وبأنها مستعدة للجوء إلى القضاء من أجل انتزاع حقوقها، لكن هذه الأخيرة توسلت إليها بعدم اتخاذ أي إجراء قانوني عارضة عليها الوساطة لحل المشكل، وكان ذلك خلال زيارة مها للمغرب في يوليوز 2022 خصيصا من أجل متابعة هذا الموضوع، وأضافت مها أن شقيقة المشتكى به وعدت بحل المشكل بعد مرور شهرين (أي في شهر شتنبر 2022) قبل أن يتبخر وعدها من جديد، لتقرر اللجوء إلى القضاء في شهر دجنبر 2022 عبر عرض القضية على المحامي محمد القدوري.
وقالت مها إنها امتطت الطائرة أربع مرات متجهة من سويسرا نحو المغرب من أجل متابعة مآل شكايتها لدى مصالح ولاية أمن الربط. وتحكي مها ل"أنفاس بريس" كيف أن قواها انهارت من داخل إحدى مطارات إسبانيا بينما كانت متجهة نحو المغرب لمتابعة القضية، حيث غلبها النوم داخل بهو الانتظار مما جعلها تخلف موعد إقلاع الطائرة، لتضطر إلى حجز تذكرة أخرى في الساعات الموالية، لتفاجأ بعدم تحريك مسطرة المتابعة في حق المعني وتقديمه أمام أنظار القضاء بذريعة كونه " لا يتواجد في المنزل الذي يقيم به رفقة عائلته "، مؤكدة لجريدة "أنفاس بريس" بأن المشتكى به وتبعا لإفادات الجيران يتواجد في الحي المذكور لازال يقيم برفقة عائلته، وأنه يخرج متنكرا ومغطى الوجه كي لا يلفت الانتباه .
كما سبق لمحامي المشتكية أن طلب إذن من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط للضابطة القضائية بتاريخ 13 فبراير 2023 بمداهمة محل إقامة المشتكى به، لكون الضابطة القضائية لم تتمكن من الاستماع إلى المعني بالأمر موضوع الشكاية المذكورة، لكونه يرفض الخروج من المنزل كلما بحث عنه، وتقديمه الى القضاء لاتخاذ الإجراء المناسب دون أن يتم اتخاذ أي إجراء لحدود الآن.
وتساءلت محاورتنا في تصريحها لجريدة "أنفاس بريس" عن مكمن الخلل في عدم تفعيل القانون من أجل ضمان استرجاعها لحقوقها وعن عدم تفعيل القانون، علما أن متابعة هذه القضية كلفتها مجهودا جسديا وماليا كبيرا منذ دجنبر 2022، ملتمسة من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط وجميع الجهات المعنية التدخل لضمان استرجاعها لحقوقها التي يضمنها القانون .