الجمعة 7 فبراير 2025
فن وثقافة

مهرجان الدار البيضاء الدولي للسينما المستقلة يحتفي بفيلم ''لو كان يطيحو لحيوط'' لحكيم بلعباس

مهرجان الدار البيضاء الدولي للسينما المستقلة يحتفي بفيلم ''لو كان يطيحو لحيوط'' لحكيم بلعباس المخرج حكيم بلعباس
قريبا جدا ستنطلق الدورة الثانية والفعلية من مهرجان الدار البيضاء الدولي للسينما المستقلة وهو بلا شك إضافة للمشهد السينمائي المغربي وذلك من 2 الى 7 من الشهر المقبل، أُرسل لي برنامجه وهو برنامج مكثف وبه فقرات وأنشطة مهمة، كما أن الأفلام التي ستعرض ضمن فعالياته تستحق المشاهدة والمتابعة وأنا شخصيا شاهدت البعض منها وكتبت حولها كفيلم ''لو كان يطيحو لحيوط'' للمخرج حكيم بلعباس الذي سيعرض في حفل الإفتتاح بالمركب الثقافي محمد زفزاف. 
 
الفيلم من أجمل الأفلام المغربية التي شاهدت مؤخرا كونه يتمتع بالواقعية الصادقة، المنبثقة من الجذور الإنسانية وعوالمها الهامشية، واقعية تتخللها أسئلة مقلقة حول عالمنا الانساني وارتباطه بالمصير، والقدر، والموت، والعائلة...أسئلة تترك للمشاهد اكتشافها بنفسه من خلال الصور، لكن هذه الصور ليست كمثيلاتها، هي علامات استفهام غامضة، تتراقص امام المشاهد حتى توهمه بمكمن الداء لكن في نفس الوقت يجد دواخلها -أي الصور- تعج بعلامات اخرى أكثر غموضا واستعصاء من سابقتها، لكنها في نفس الوقت أكثر تعبيرا وصدقا وقوة... هي إذاً حكايا مركبة ومتتداخلة ببعضها البعض رغم اختلاف صورها، لكنها في الأخير تصب في قالب واحد وبرؤية واحدة تنم عن مكنونات وتوجهات صانعه.
 
بلعباس مخرج حكيم في سينماه وفيلسوف في لغته وأسلوبه ورؤيته، أعماله ارتبطت بالأرض والتراث والجذور والوجوه... المغربية، ورسمت بهذه العناصر مشاهد سينمائية تتسم بشعرية الصورة ومدلولاتها الايحائية، لتكوّن فيما بينها سلسلة مترابطة تغوص في ذات المخرج وسيرته وهذا ما نستشفه في أغلب أعماله ولن نجد مثالا يرصد هذا الطرح أحسن من فيلمه هذا.
 
الفيلم ليس بسيطا في طرحه، ولا في سرده فهو يدخل في بعض المناطق المهجورة في فكرك ويستفزها استفزازا، يحتفي بالهامش بأسلوب سينمائي اعتاد عليه حكيم بلعباس واختمر لديه كتجربة حتى أصبح أسلوبا ينفرد به، وبالتالي من أحب التجارب السابقة لبلعباس فسيحب هذا الفيلم أكثر .
 
الفيلم سبق عرضه في الدورة الأخيرة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة حيث فاز بجائزة لجنة النقد وجائزة لجنة التحكيم.