الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

أسود الأطلس.. ضيوف من طينة الأبطال في سجن سلا (مع فيديو)

أسود الأطلس.. ضيوف من طينة الأبطال في سجن سلا (مع فيديو) التامك، المندوب العام للسجون خلال استقبال أسود الأطلس في سجن سلا
ستظل الدورة رقم 12 من الجامعة الربيعية في السجون موشومة في الذاكرة السجنية للمغرب، والحدث هو نزول أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم لاعبين وطاقم تقني ضيوفا لدى نزلاء هذه الجامعة الربيعية، الثلاثاء 21 مارس 2023.
كانت الساعة تشير إلى 11 صباحا، عندما توقفت حافلة مزينة بالعلم الوطني، وبخط عريض مكتوب عليها "المغرب"، توقفت الحافلة عند الباب الرئيسي للسجن، بكامل أعضائها يتقدمهم وليد الركراكي، فتح باب السجن على مصراعيه، فيما كامت ضحكات بعض اللاعبين تسمع، والبعض الآخر يهمهم بصوت خافت، الأكيد أن ولوج نجوم مونديال قطر 2022 لفضاء السجن كان هو حديث رفاق بونو، "من القصر الملكي إلى سجن سلا، سير عل الله"، هكذا تحدث أفراد الطاقم التقني لزميل له، ليجيبه الآخر مازحا، "إذا كنت روشيرش ارجع بلا ماتدخل"، لينخرط الجميع في لحظات ضحك جماعي.
محمد صالح التامك، المندوب العام للسجون وإعادة الإدماج، كان أول من استقبلهم، داخل الفضاء الرسمي للسجن الذي زينته صور عملاقة تتقدمها الصورة الجماعية للمنتخب المغربي خلال الاستقبال الملكي التاريخي الذي خصص لهم، فيما كانت الصور الفردية المرسومة على جدران السجن تحكي زمنا جميلا في تاريخ مونديال قطر، عاشه المغاربة ومعهم العالم بأسره..
رغم حرص اللجنة التنظيمية على البروتوكول، بحضور ضيوف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، من السفراء الأجانب إلى المسؤولين في مختلف الإدارات والمؤسسات، فإن توثيق هذه اللحظات بالتقاط الصور مع نجوم مونديال قطر، تكسر فيها البروتوكول، بل حتى السلالم الإدارية، وهو ما ظهر من خلال حرص جل أطر المندوبية ومعهم الضيوف على توثيق صورهم مع هذا اللاعب أو ذاك..
مجسم كأس العالم الذي وضع في مدخل الممر المؤدي إلى القاعة الرئيسية لهذا النشاط، زاد من شعلة الحماس، إلى جانب النزلاء من الجنسين الذين اصطفوا بالمدخل، مرتدين الأقمصة الكروية، مرددين شعارات التشجيع، وهو ما أعاد للانتصارات الكروية في قطر تألقها وزخمها الجماهيري.
كان ولوج أعضاء المنتخب المغربي للقاعة الرئيسية صعبا في ظل حرص الجميع على التقاط صور فردية أو جماعية، ومع ذلك، كانت التنظيم محكما، وهو ما سجل للمندوبية إضافة نوعية ضمن ما يصب في إطار التنزيل الحقيقي لأنسنة السجون، كما أطلقه الملك محمد السادس وهو يعتلي العرش الملكي، فقد اختلطت دموع الفرح بالحزن، لدى نزيلة، دخلت في نوع من الهستيريا، وهي ترفع شعارات، "سير سير سير" رفقة زميلاتها، فرح باللقاء المباشر مع نجوم ادخلوا الفرحة لقلوب المغاربة والعرب والافارقة، وحزن بوضعيتها وهي حبيسة الجدران، ومع ذلك، أكد مدير مولاي ادريس اكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم، أن الحقوق لا تتجزأ، فمن حق النزلاء والنزيلات، أن يشاطروا الفرح والسرور مع جميع المغاربة، في الافتخار بإنجازات أسود الأطلس في مونديال قطر، مشددا على أن السجون في المملكة، هي لإعادة الإدماج، وهو ما جعل الدورة 12 من الجامعة الربيعية، ترفع شعار: "الرياضة بالمؤسسات السجنية، إعلاء للقيم الوطنية ودعامة للتأهيل وإعادة الإدماج".
زينت الأعلام الوطنية جنبات القاعة الرئيسية، التي أعدت خصيصا لهذا النشاط، فيما جلس أسود الأطلس جنبا إلى جنب، يتابعون باهتمام كورال غنائي من أداء النزلاء يتضمن الأهازيج التشجيعية للجماهير المغربية خلال مونديال قطر 2022.
كورال انخرط فيه أسود الأطلس بكل جوارحهم، تصفيقا وترديدا تشجيعا منهم لهذه الفئة الاجتماعية التي وجدت نفسها داخل جدران السجن، لخطأ ارتكب في لحظة من اللحظات.. 
ولأن المناسبة شرط، فقد تم تبادل الهدايا بين ممثل النزلاء ومدرب المنتخب المغربي، وهي لحظات مؤثرة، ظهرت على وجوه بعض اللاعبين، أبدوا تعاطفا مع النزلاء، داعين إياهم خلال التقاط صورة عائلية مع المندوب العام للسجون، إلى عدم العودة من جديد، والخروج من السجن بنية اللاعودة والاندماج من جديد في الحياة..