الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

فردوس: في الحاجة إلى تسريع المتابعات القانونية والقضائية وتحقيق العدالة الاجتماعية

فردوس: في الحاجة إلى تسريع المتابعات القانونية والقضائية وتحقيق العدالة الاجتماعية أحمد فردوس
ما يقع في الساحة الرياضية من خلال جرجرة وسحل فوزي لقجع بحبل الفساد (لقجع فاسد) ونصب المشانق لرئيس جامعة كرة القدم بألوان مختلفة تشير إلى تورط هذه الجهة أو تلك (شخصيا لا أفهم في كرة القدم ولكن مستوعب جدا لملف التذاكر بمونديال قطر) لا تفسير له بالنسبة لي إلا لكون بعض المسؤولين يتعاملون مع ملفات وقضايا الوطن بمكيالين بعيدا عن تطبيق مضامين الدستور المغربي والقوانين ذات الصلة بفضائح الفساد بكل أنواعه. وهذ الأسلوب في التعامل مع ملفات الفساد الذي عمر طويلا في التعاطي مع القانون ومساطره هو الذي يشكل النقطة التي أفاضت الكأس...كيف؟
حين تتلاعب أي جهة بمشاعر الناس البسطاء باستعمال مكيالين في وزن الحقوق والواجبات، وتؤجل أحلامهم وتطلعاتهم بلغة التسويف والمماطلة (بَّاكْ صَاحْبِي) في سياق ربط المسؤولية بالمحاسبة وفق أحكام الدستور والقانون على مستوى حلحلة ملفات قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والرياضية والإنسانية...فلا تنتظر إلا اتساع بقعة الزيت على سطح الواقع المرّ. وانتظر التمرد من كل متسلّل استطاب المقام وجني الغنائم.
 حين يسود النفاق والكذب أغلب مناحي تدبير شأننا المحلي والإقليمي والجهوي والوطني وينتشر الفساد بشتى الأنواع، حيث يختلط الحابل بالنابل، فإنك تساهم نظريا وتطبيقيا في تعبيد الطريق نحو تفويض السلطة والتحكّم في رقاب العباد لكل من هبّ ودبّ لتقييم الوضع وتصبح مسألة توزيع الوعود الكاذبة والخادعة دون قيد أو شرط (اللِّي فَاقْ بَكْرِي يَحْكَمْ) فيصيب الوباء محيط المقربين وتصبح ممارساتك المشينة سلوكا عاديا في نظر الإمّعات. 
حين يغيب الضمير المهني/الوطني ويستباح المال العام، ويتجذر السلوك الانتهازي والوصولي ويتملص كل مسؤول من مسؤولياته هنا وهناك. وحين ينحاز المسؤول لأسلوب النصب والاحتيال والنهب والسلب أمام مرأى ومسمع من الناس البسطاء وتمنح الكلمة للغوغاء و الرويبضة للتهجم أو الدفاع، فاعلم أعزك الله أن وابل النيران الصديقة لا محالة ستسمع طلقاتها في كل الاتجاهات دون استعمال كاتم الصوت لأن الفضيحة ترد بأفضح منها وبكل أنواع الأسلحة والذخيرة.
حين تغطي فضائح سرّاق الوطن بالغربال وتخترق عيونه الواسعة أشعة شمس الحقيقة بملفاتها الملتهبة والحارقة، فإنك لا محالة تؤشر على تعميم كل ما من شأنه أن يصنع الفوضى والتسيب، وتعطي الضوء الأخضر بتسترك على الفضائح المالية للقيل والقال دون كوابح. (تقارير قضائية وهيئات وطنية ذات الصلة بمحاربة الفساد والرشوة)
حين يصول ويجول بعض المشتبهين (ات) في أروقة الوطن وبصماتهم دليل على اقترافهم جرائم خطيرة في حق الوطن، دون أن يطالهم العقاب وهم متأبطين ملفاتهم التي تفوح منها رائحة الفساد مع سبق الإصرار والترصد دون أن يرف لهم جفن (سيماهم على وجوههم)، فاعلم نجاك الله أنك تهيج النفس البشرية، وتزودها بجرعات من طاقة الانتقام من واقع اجتماعي واقتصادي وسياسي لا يستفيد منه إلا من هم في عداد المجرمين الكبار الذين خربوا مقدرات الوطن.
حين تعمر ملفات الفساد سنوات وعقود من الزمن وسط غبار رفوف المؤسسات التي تباشر التحقيقات والبحوث في عدة جرائم تسيء للوطن، دون أن يطال مقترفيها الحساب والعقاب، فذلك يعني أن هؤلاء التماسيح يشكلون خطرا على مستقبل البلاد والعباد، والأمثلة كثيرة ومتعددة تنشر هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المواقع الإخبارية والمنابر الصحفية...وكأننا نعيش في زمن السيبة والتسيب والبقاء حتما ليس للأصلح وإنما للطغاة والجبابرة من أنواع الحيتان الضخمة المفترسة في بر وبحر الوطن.
الأخطر من هذا وذاك هو حين يتورط مسؤول مّا، في ملفات فساد تزكم الأنوف ويظل حرا طليقا يتاجر في كل شيء دون أن تطاله يد العدالة بحجة استمرار التحقيق والبحث (ملف التذاكر)، في حين يتابع آخرون بأتفه الملفات أو حين ينتصر شخص ما لقضايا البسطاء مثل ما يقع اليوم في ظل موجة الغلاء والفقر وانتشار البطالة وارتفاع نسبة الطلاق والتفكك العائلي والأسري.
العلاج الوحيد يتمثل في كَيِّ مكان المرض الخبيث واستئصاله هو الإسراع بإعلان لائحة المشتبهين واتخاذ المتعين في حقهم وفق القانون حتى نحد من منسوب الاحتقان ونتفرغ لقضايا الوطن دون إلهاء.
جاء في حديث رسول الله (صلعم): "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة". و الرويبضة تعني: "السفيه الذي لا عقل له، ولا كياسة عنده، يتكلم في أمر العامة ...وهذا من فساد الأمور وانقلاب الأحوال".