يبدو أن وضع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية والمحروقات وغير ذلك ازداد تفاقما، حيث أن المغاربة صاروا يكتوون بارتفاع هاته الأسعار بعدما عانوا وما يزالون في الواقع بسبب تداعيات الجائحة والحرب الرّوسية الأوكرانية بسبب اعتماد المغرب على الخارج.
اليوم اتضح أمام الإرتفاع المهول للأسعار وتوضّح بالملموس فشل كل المخطّطات التي اعتمدها المغرب من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي. ونؤكد هنا فشل المخطط الأخضر ومعه السياسات المتعاقبة في المجال الفلاحي. ولما صارت اليوم معاناة المغاربة في الحصول على منتجات فلاحية ومعاناتهم يتحمل رئيس الحكومة مسؤوليتها لما يزيد من 15 عاما.. هو عنوان فشل في تدبير الأزمة.. فشل في حماية القدرة الشّرائية للمغاربة.. فشل لدى الحكومة أن يكون لديها تصوّر يتلاءم مع شعار الدّولة الإجتماعية الذي ترفعه.
الوضع أكثر من أن نتحدّث عن فشل، فالتّدابير الحكومية غير ناجعة وأثبتت اليوم عدم نجاعتها وهي مستمرة في الغياب وغير موفقة بالمرّة.
اليوم يتجاوز الوضع الفشل والتّبريرات إلى التواطؤ، فلما نرى أن هناك جشع واضع لوسطاء السوق مواد وخضر والتذرع بعوامل التضخم، وأن تمت شركات محدودة تساهم في ارتفاع الأسعار ، في الوقت الذي تقع تفاهمات في ما بينها وتزداد غنى ورقم أرباحها يرتفع أمام معاناة المغاربة بكل فئاتهم وشرائحهم، وصار هطا تواطئا، ولم تقم الحكومة بأي إجراء لمواجهة الإحتكار الرّيع والجشع شركات ووسطاء فصرنا أمام تواطؤ.
شي ء طبيعي أن يشهد مغرب اليوم احتقانا اجتماعيا ومعاناة تتفاقم أمام احتجاجات تتزايد وسط غياب الحكومة وضعف التواصل، وغياب أي تدابير ناجعة، وعدم التقاط نبض المغاربة والفئات المتضررة الذي تتزايد، مقابل تصريحات مستفزة منفصلة عن الواقع، تصريحات يضحدها واقع الأسواق، تبعث على الاشمئزاز أمام الإرتفاعات الصاروخية، يهدد التمساك الاجتماعي للمغاربة ويرضب القدرة الشرائية للمغاربة.