الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

زيارة "لافروف" لموريتانيا.. "كرين" يعدد أسباب الحاجة لتحرك الديبلوماسية المغربية

زيارة "لافروف" لموريتانيا..  "كرين" يعدد أسباب الحاجة لتحرك الديبلوماسية المغربية مصطفى كرين، المحلل السياسي إالى جانب الزيارة التي قام بها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى موريتانيا
توقف مصطفى كرين، المحلل السياسي، عند الزيارة التي قام بها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى موريتانيا، مشددا على أنه من البلادة أن نعتبر أن موقف موسكو من العلاقات مع المغرب سيظل ثابتا في كل الأحوال.
وفي تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، أكد كرين على ضرورة تحرك الدبلوماسية المغربية لاستجلاء الموقفين الموريتاني، والروسي.
جريدة
" أنفاس بريس" تنشر موقف مصطفى كرين:
 
بينما غالبية "المحللين تحت الطلب" غارقون في ممارسة الإلهاء، وتحليل، وتفكيك التفاهات، هناك  تحولات خطيرة تقع حولنا وفي علاقة بنا، آخر هذه الأحداث تتعلق بنتائج الزيارة التي قام بها وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إلى موريتانيا، وحيث أنه من المعلوم أن موريتانيا ليست وجهة سياحية بامتياز ، فإن هذه الزيارة، وفي هذه الظرفية بالضبط، كان يجب أن تحظى في المغرب بالاهتمام اللازم، سواءً على الصعيد الرسمي أو الغير رسمي .
فروسيا التي زودت باماكو بطائرات هجومية، ومروحيات للقضاء على العصيان، والإرهاب بمالي، ستفعل حتما كل ما في وسعها لمحاصرة تمدد الغرب في إفريقيا، وسيكون من البلادة أن نعتبر أن موقف موسكو من العلاقات مع المغرب سيظل ثابتا في كل الأحوال، فقد تبين أن الصراع الجيوستراتيجي بين محوري واشنطن-بروكسل ومحور موسكو- بيجين سيحطم الكثير من المسلمات، وموريتانيا كما قال أحد المحللين الموريتانيين، "ليست غارقة في الغرب مثل المغرب "، واعتبر في حوار مباشر على إحدى القنوات التلفزية تعليقا على مخرجات زيارة لافروف، أن "التواجد الروسي في إفريقيا يعتبر حاليا في صالح موريتانيا "، وقال آخر أن  " موريتانيا تتفهم مخاوف روسيا الأمنية مثلما تتفهم روسيا حاجة نواكشوط إلى القمح والغذاء "، وأن "سفراء الغرب يطلبون لقاء مع وزير الخارجية الموريتاني " بخصوص هذه الزيارة . 
وما أخشاه هو استكمال الهلال المحيط بالمغرب عبر محور الجزائر- موريتانيا-مالي .  
وهذا الأمر في حال حدوثه فإنه سيؤدي إلى كارثة جيوستراتيجية بالنسبة للمغرب ، لأنه سيؤدي لما يلي : 
- قطع المغرب عن إفريقيا براً ، بما يحمله ذلك من نتائج تتعلق بالعلاقات المغربية الإفريقية بشكل عام أو بمشروع أنبوب الغاز  نيجيريا- المغرب. 
- سيفقد المغرب أهميته الاقتصادية والجيواستراتيجية بالنسبة لأوروبا، لأن هذه الأخيرة تتعامل مع المغرب باعتباره بوابتها الاقتصادية والسياسية نحو إفريقيا، وخصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التيار المناهض للمغرب في أوروبا والذي كان قرار البرلمان الاوروبي الأخير تعبيرا عنه وترجمة له.
- سيعطي للجزائر أدوات جديدة وخطيرة للتأثير على ملف الوحدة الترابية لبلدنا، وخصوصا في ظل غموض الموقف الموريتاني من القضية.
- سيصبح المغرب قريبا جداً إن لم نقل أنه سيتواجد في بؤرة صراع طاحن بين المحاور. 
- وإذا أضفنا إلى ذلك، تصريح السودان خلال الأسبوع الماضي بأنه " يؤيد عالما متعدد الأقطاب " فإن الأمر يصبح أكثر جدية وخطورة، وما يجعل الأمر جديرًا بالتساؤل والاهتمام هو عدم زيارة لافروف للرباط، لأسباب أتصور أن لها علاقة بضغط محور واشنطن-بروكسل، وهو ما قد يحمل موسكو على تصنيف المغرب في خانة " الدول غير الصديقة " ولو بشكل غير علني وغير رسمي. 
 وبناءً على كل ما سبق أتمنى أن تتحرك الدبلوماسية المغربية لاستجلاء الموقفين الموريتاني، والروسي بهذا الخصوص، وتدارك ما قد تصبح نتائجه من الثقل بحيث يستحيل التعاطي معها لاحقا .