الخميس 13 مارس 2025
كتاب الرأي

الصادق العثماني: حي على خير العمل

الصادق العثماني: حي على خير العمل الصادق العثماني
حقيقة العبادة في الإسلام ،لا كما يفهمها الكثير من المسلمين اليوم. هي كثيرة ومتنوعة، كالبر والإحسان ومحبة الوالدين، والصلاة والصيام والحج والزكاة، والصدق في الحديث، والأمانة والوفاء بالعهود والمواثيق، ومساعدة المحتاج والملهوف، والذكر والدعاء وقراءة القرآن، والتوكل على الله والتوبة والاستغفار، وكفالة الأيتام والصدقة على الفقراء والأرامل وإبن السبيل، والسعي على العيال، كذلك الصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والحياء، وتربية الأولاد والدجاج والحمام والأرانب، ورعي الإبل والبقر والغنم، وصيد الأسماك في أعالي البحار..
فأي عمل يقوم به المسلم، ويساهم من خلاله في إصلاح هذا الكون، وإعماره بما ينفع الناس، بنية حسنة يرجو الجزاء والثواب من الله، فهو عبادة وجهاد في سبيل الله، يقول تعالى في كتابه العزيز: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون" وفي هذا السياق دعا رسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس وقال: "اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل" وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" والفقه هنا -حسب فهمي الشخصي المتواضع- يشمل جميع مناحي الحياة الإسلامية، من فقه في الأنفس والآفاق، والجبال والبحار والجغرافيا، وفقه سياسي واجتماعي..غير أن مفهوم العبادة عموما، والفقه على الخصوص عند المسلمين وعبر تاريخهم الطويل ظل يضيق رويدا رويدا حتى أصبح محصورا في زاوية الحيض والنفاس، والاستنجاء والاستجمار..هذا الجمود والفهم المنقوص والأعرج للرسالة المحمدية العالمية، ورسالة القرآن ومفهوم العبادة في الإسلام على الخصوص، أدى إلى تأخر الأمة المسلمة وعجزها على مسايرة قطار الحياة؛ بالإضافة إلى انعدام دور الفقهاء والعلماء والمشايخ في إيجاد الحلول الناجعة لهذه المستجدات والأقضية والهموم والمشاكل التي تتخبط فيها الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها، الفقر والظلم والجوع والبطالة والجهل والمذهبيات والحزبيات، والزبونية والمحسوبية وأكل أموال الناس بالباطل، والفساد العام في جميع دواليب الإدارات والمؤسسات ؛ مما دفع بالكثير من شبابنا الإسلامي إلى الإرتماء في أحضان اﻹلحاد والإرهاب والتطرف والدعشنة والتكفير وقتل الأبرياء باسم الله، والهجرة إلى دول الغرب بحثا عن حياة سعيدة مريحة جميلة مستقرة آمنة مطمئنة فقدوها في حياتهم اليومية وفي أوطانهم الأصلية..!!.
الصادق العثماني- البرازيل