الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

مُدير منتدى "إفوس": تثمين التراث المادي واللاّمادي لواحات طاطا خدمة للتنمية البشرية

مُدير منتدى "إفوس": تثمين التراث المادي واللاّمادي لواحات طاطا خدمة للتنمية البشرية مبارك بولعلام، المدير التنفيذي لمنتدى افوس للديمقراطية وحقوق الانسان
كشف مبارك بولعلام، المدير التنفيذي لمنتدى «إفوس» للديمقراطية وحقوق الإنسان، عن تفاصيل برنامج تظاهرة ثقافية يعتزم المنتدى تنظيمها ما بين 22 و25 فبراير 2023 بطاطا بدعم من شركاء حكوميين ومؤسساتيين وفاعلين ترابيين يراهن عليهم لتوفير شروط النجاح والإنجاج.
وأوضح بولعلام في حوار مع جريدتي 
«الوطن الآن» و«أنفاس بريس»، أن هاته المحطة الثقافية ستنثر الغبار عن تراث مادي ولامادي ميز واحات طاطا، يتعين جبر ضرره الفردي والجماعي بمناطق الواحات.

 
 
 
لماذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬للواحات؟‭ ‬
الأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬للواحات‭ ‬بالجنوب‭ ‬والجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬الذي‭ ‬سيقام‭ ‬بمدينة‭ ‬طاطا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬22‭ ‬و25‬ فبراير‭ ‬هو‭ ‬تظاهرة‭ ‬ثقافية‭ ‬تروم‭ ‬التعريف‭ ‬بالموروث‭ ‬المادي‭ ‬واللامادي‭ ‬المتواجد‭ ‬بالواحات،‭ ‬والأنماط‭ ‬الثقافية‭ ‬باعتبار‭ ‬الدور‭ ‬التاريخي‭ ‬لهذه‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية‭ ‬كموقع‭ ‬تجاري‭ ‬وملتقى‭ ‬الحضارات،‭ ‬الكل‭ ‬يعرف‭ ‬مدينة‭ ‬تمدولت‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬طالها‭ ‬النسيان،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬الإطلال‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحضارة‭ ‬القديمة‭. ‬
كما‭ ‬يهدف‭ ‬المهرجان‭ ‬إلى‭ ‬تحسيس‭ ‬وتوعية‭ ‬الناشئة‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بأهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الواحات،‭ ‬وخاصة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬تضاءلت‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬طبيعية‭ ‬وبشرية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الواحات‭ ‬تحتضر‭ ‬للأسف‭.‬
إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إغناء‭ ‬النقاش‭ ‬والتفكير‭ ‬الجماعي‭ ‬والفردي‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬تثمين‭ ‬التراث‭ ‬المادي‭ ‬واللامادي،‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬للترافع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصنيفه‭ ‬كتراث‭ ‬عالمي‭ ‬إنساني‭.‬
 
 
ما‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬وسط‭ ‬شح‭ ‬المياه‭ ‬وتنامي‭ ‬الترحال‭ ‬بالمنطقة؟‭.‬
الأسبوع‭ ‬الثقافي‭ ‬للواحات‭ ‬بالجنوب‭ ‬والجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الخروج‭ ‬بتوصيات‭ ‬عملية‭ ‬لتثمين‭ ‬التراث‭ ‬لجعله‭ ‬خدمة‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬فإقليم‭ ‬طاطا‭ ‬يتميز‭ ‬بالتنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬اللغوي‭ ‬والثقافي،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬التظاهرة‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬بمؤهلات‭ ‬المنطقة،‭ ‬خاصة‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة‭ ‬الواحاتية‭ ‬بما‭ ‬يمثله‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬الشغل‭ ‬للشباب‭ ‬بالمنطقة‭.‬
فعلا‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬والترحال‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أسبابها‭ ‬شح‭ ‬المياه‭ ‬والكلاء،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬عرفتها‭ ‬المجتمعات‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬الترحال‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬فرص‭ ‬الشغل‭ ‬للشباب‭ ‬بهذه‭ ‬الاوساط‭ ‬القاحلة‭ ‬الجافة،‭ ‬حيث‭ ‬يلجأ‭ ‬الشباب‭ ‬للهجرة‭ ‬قسرا‭. ‬
 
ما‭ ‬الأثر‭ ‬المنتظر؟
الأثر‭ ‬المنتظر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬المبادرات‭ ‬الترافعية‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬اثارة‭ ‬انتباه‭ ‬المسؤولين‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬استغلال‭ ‬مؤهلات‭ ‬الإقليم‭ ‬لتنميته،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المستدامة‭ ‬بمناطق‭ ‬الواحات‭ ‬بإقليم‭ ‬طاطا‭ ‬لضمان‭ ‬دينامية‭ ‬وحركية‭ ‬واستقرار‭ ‬للأجيال‭ ‬الصاعدة،‭ ‬ولن‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬الا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬استثمارات‭ ‬عمومية‭ ‬موجهة‭ ‬للتنمية‭ ‬والتضامن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬مشاركتها‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الإقتصادية‭ ‬كما‭ ‬وقع‭ ‬بالمناطق‭ ‬الصحراوية‭ ‬المحررة‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬السبعينات،‭ ‬يعني‭ ‬المطالبة‭ ‬بجبر‭ ‬الضرر‭ ‬الفردي‭ ‬والجماعي‭ ‬لساكنة‭ ‬الواحات‭ ‬المرابطة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬والحدودية‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬الحبيب‭.‬