الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

رئيس مجلس المستشارين يبرز التطور الكبير للمغرب في مجال مكافحة التغيرات المناخية

رئيس مجلس المستشارين  يبرز  التطور الكبير للمغرب في  مجال مكافحة التغيرات المناخية رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة
كشف رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة عن المجهود الكبير الذي قام به لتطوير سياسات عمومية خاصة بمكافحة التغيـرات المناخية وتعزيز الاستثمارات الخضراء وتطوير خطة مبتكرة لتحقيق الحياد الكربوني في أفق سنة 2050. وفي هذا الإطار، وأكد النعم ميارة في مداخلة له يوم الثلاثاء 07 فبراير2023  في ندوة نظمها الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين بتنسيق مع مؤسسة  "كونراد ايديناور" حول موضوع "العلاقات المغربية الأوروبية على ضوء التغيرات المناخية"، أن محاربة التغيرات المناخية تشكل بعدا استراتيجيا في التوجهات التنموية لبلادنا، من خلال تبني "سياسات وتدابير استباقية تهدف للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وتحديد أهداف استراتيجية واضحة تهم بالأساس تقليص انبعاث الغازات الدفيئة والتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، والرفع من مساهمة الطاقات البديلة بأشكلها الشمسية والريحية والبحرية والمائية في المنظومة الطاقية الوطنية".

واعتبر النعم ميارة ان المغرب يترجم هذه الطموحات الكبرى على أرض الواقع، من خلال مجموعة من البرامج والمشاريع المهيكلة. فعلى مستوى الطاقات البديلة استطاعت بلادنا انجاز أزيد من 50 مشروع بطاقة انتاجية تصل الى حوالي 4000 ميغاوات، وهناك 60 مشروع آخر قيد التطوير أو التنفيذ حاليا.

وأضاف ان هذه التوجهات هي التي مكنت من انتاج حوالي 37% من الانتاج المحلي للطاقة، كمؤشر مشجع لتحقيق هدف الانتقال الى 52% من الطاقة سنة 2030 والوصول الى الهدف الاكبر المتمثل في صفر كربون سنة 2050.

وبخصوص تعزيز الحكامة المناخية ودورها في تقوية آليات التكيف من التغيرات المناخية،  اوضح النعم ميارة أن المغرب عمل على مواكبة المجهود الطاقي، بتدابير استراتيجية متقدمة لتقليص تأثيرات التغيرات المناخية على الاقتصاد والافراد والمنظومة الطبيعية، وذلك من خلال إعداد البرنامج الوطني الأولوي للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020 – 2027، من أجل توفير الموارد الكافية والاقتصاد في الماء، خاصة في المجال الفلاحي وإعادة استعمال المياه العادمة، إضافة إلى تحلية مياه البحر.

وكشف النعم ميارة في معرض مداخلته، أن هذه المبادرات هي التي جعلت من المغرب شريكا موثوقا ورائدا إقليميا ودوليا في مجال مكافحة التغيـرات المناخية، مما يفسّر المكانة الاستراتيجية للشراكة مع المغرب في المنظومة الأوربية التي ثم تقويتها مؤخرا بإطلاق " الشراكة الخضراء الأولى حول الطاقة والمناخ والبيئة".

وفي هذا السياق، أكد ان هذه المبادرة ستمكن من تقوية التعاون بين المغرب والاتحاد الأوربي في مجالات الطاقة والمناخ والبيئة و تسريع الانتقال البيئي في ضفتي المتوسط من جهة، وتعزيز إطار متقدم لتطوير برامج تعاون ثلاثي مع فاعلين آخرين من أجل التزام أكبر بأهداف اتفاق باريس وتطوير جماعي للبرنامج العالمي للمناخ.

كما ستمكن الشراكات بين المغرب وأوروبا، يضيف نفس المتحدث، من تعزيز "المناعة المناخية للمنطقة و تطوير برامج لمواجهة آثار التغيرات المناخية على مواضيع الأمن الغذائي و ندرة المياه و النزوح واللجوء المناخي والتصحر، وغيرها من المواضيع والملفات المصيرية ذات الصلة".

إلى ذلك قال رئيس الغرفة الثانية، إنه يجب العمل مع الشركاء الاوروبيين على إعداد "خطط عملية للتقدم في إنجاز الأهداف المشتركة المتعلقة بالانتقال إلى اقتصادات منخفضة الكربون وصامدة أمام تغيـر المناخ و تنفيذ مسار متقدم لتحقيق الانتقال إلى الإقتصاد الأخضر مع تبني توجهات الإقتصاد الدائري، لتطوير الإنتاجية والتحكم في التكاليف وتطوير سلاسل قيمة مستدامة، كما ينبغي العمل على تعزيز الحوار السياسي بأسلوب متقدم  لمناقشة كل التحديات بنفس الأهمية والروح الإيجابية،  والرغبة المشتركة في بناء الثقة والنجاح في تحقيق طموحات شعوبنا".

وشدد رئيس المجلس أن تدبير ملف مكافحة التغيـرات المناخية، يستوجب بناء أسلوب تعاون متقدم وتنسيق دائم على المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف، تماشي مع المنطق الذي يتبناه المغرب سواء مع شركائه الإقليميين والدوليين او على صعيد الالتزام الدولي بالاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيـر المناخي.

وقال في هذا الإطار إن هذا الملف سيشكل أحد الأبعاد الكبرى لتأسيس "جيل جديد من نماذج التعاون المستقبلية بين المغرب و أوروبا، من أجل انبثاق مسارات متقدمة للتعاون والتجسير التنموي والتفاهم السياسي، وفق مبادئ الوضوح والطموح والشراكات رابح- ربح".

ولم يفت النعم ميارة في مداخلته التنويه  باختيار موضوع " العلاقات المغربية الأوروبية على ضوء التغيرات المناخية"، اعتبارا لأهمية ملف التغيرات المناخية في الأجندة المشتركة بين المملكة المغربية وأوروبا، وانسجاما مع أولويات الطرفين في تقوية تعاونهما في مجال الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة تغير المناخ، كخيار استراتيجي للتحول التنموي وضمان رفاه وازدهار شعوب الدول الأوروبية والمملكة المغربية.

وجدد النعم في ختام كلمته التاكيد على ان مجلس المستشارين منفتح على كل المبادرات المستقبلية المماثلة الهادفة التي من شأنها إغناء الديناميات الجديدة لمجلس المستشارين في أفق الارتقاء بالتعاون المشترك بين المغرب وأوروبا في موضوع التغيـرات المناخية.

هذا وقد تحول مجلس المستشارين خلال هذه الولاية  إلى فضاء حقيقي للحوار العمومي والنقاش المجتمعي التعددي، حيث نظم مجموعة من الملتقيات والمنتديات بشراكة وتنسيق مع مؤسسات وطنية ودولية حول قضايا مختلفة استاثرت باهتمام  قطاع واسع داخل الرأي العام.