الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

سابقة جزائرية.. تبون يعترف بهزيمة النظام العسكري أمام المغرب في قضية نزاع الصحراء

سابقة جزائرية.. تبون يعترف بهزيمة النظام العسكري أمام المغرب في قضية نزاع الصحراء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
انتقد أنور مالك، الضابط الجزائري السابق والصحفي والكاتب حاليا ما قاله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال اجتماعه بالولاة، حيث قال بالحرف " الصحراء الغربية لن نتخلى عنها، لهم حق تام في تقرير المصير، اعطوهم الحق في التصويت، فإذا أرادوا أن يكونوا مغاربة سنكون أول من سيصفق على ذلك، وإذا قالوا نحن موريتانيين سنصفق عليهم، جزائريين..ما يكونوش جزائريين.." بدل أن يتحدث في قضايا القدرة الشرائية للمواطنين، قضايا السكن، والاهتمام بمشاغل المواطنين الجزائريين..
 
وقال أنور مالك في شريط فيديو نشره في قناته على يوتيوب " بأي  صفة يتحدث عن الصحراء هل هي صفة وصاية أم إيمان بقضية ، مضيفا بأن الخطير في ما قاله هو حقهم التام في تقرير المصير، ماذا يعني تقرير المصير والجزائر قررت مصيرهم منذ اليوم الذي أحدثت فيه مخيمات تندوف، وصنعت لهم دولة ورئيس وسفراء وجيش ووفرت لهم التمويل، تقرير المصير يعني أن لا يكون هذا الشعب متخندق في أي شيء.." .
 
كما تطرق الى منع الصحراويين من مغادرة مخيمات تندوف، وحرمانهم من الوثائق التي تثبت وضعيتهم كلاجئين، ووقوف النظام العسكري الجزائري وراء صنع " البوليساريو " ثم بعدها إقامة الجمهورية الوهمية، ومع ذلك يتحدث تبون عن تقرير المصير، ومعنى هذا – يقول مالك – أن تبون إما جاهل ولا يعرف ما يجري على أرض الواقع، أو أنه واقع تحت تأثير الصدمة بعد هزيمة النظام الجزائري في هذه القضية.
 
وأشار أن تقرير المصير يفترض عدم الإعلان عن إقامة دولة، علما أنه لم يسبق أن كانت هناك دولة اسمها الجمهورية الصحراوية قبل الاحتلال الإسباني، فالدولة صنعتها الجزائر، وبالتالي فحكاية تقرير الصحراويين لمصيرهم تظل غير واقعية بالنظر للممارسات التي تجري على أرض الواقع، علما أن أي صحراوي أقر بأنه مغربي يتهم بالعمالة ويتعرض لمذكرات التوقيف بل والاغتيال، ولا أحد يتجرأ في الجزائر على قول إن الصحراء مغربية.
 
وقال أيضا في نفس الشريط : " اذا أجري استفتاء في المخيمات حول البقاء فيها أم المغادرة نحو المغرب، فأكيد أن 90 في المائة من الصحراويين سيقررون العودة الى المغرب، وسيبقى فيها فقط ابراهيم غالي وجماعته فقط، أي المستفيدين من هذا النزاع.."، مشيرا بأن الجزائر جهزت البوليساريو بالسلاح وتوفر لهم الدعم الإعلامي والدبلوماسي والعسكري، حيث أنفقت مبالغ ضخمة تتجاوز 500 مليار دولار، ومع ذلك يقول تبون إن لهم الحق في تقرير المصير، واذا أحبوا أن يكونوا مغاربة فلهم ذلك، وهو ما اعتبره الضابط الجزائري السابق مجرد كذب.
 
وحذر مالك من الرسالة المشفرة التي بعثها تبون لموريتانيا في نفس اللقاء، من خلال قوله " إن أرادوا أن يكونوا موريتانيين فلهم ذلك.." معتبرا الأمر تحريضا واضحا لموريتانيا على التدخل في النزاع، إذ كان من المفترض أن يتحدث تبون عن خيارين فقط – يقول مالك – إما الانضمام الى المغرب أو الانفصال، مستغربا رفضه لحمل أبناء الصحراويين للجنسية الجزائرية وهم الذين ظلوا في مخيمات تندوف لحوالي نصف قرن، حيث حاول تبون – يقول مالك – إيهام الرأي العام بأن نظام الكابرانات ليست لهم أطماع في الصحراء المغربية من خلال قوله : " ما يكونوش جزائريين.." علما أن أكبر هدف للنظام الجزائري من هذا النزاع هو تكسير شوكة المغرب من خلال قضية الصحراء المغربية التي تحولت – يضيف مالك – الى خنجر في خصر الجزائر .
 
والغريب في خطاب تبون أمام الولاة هو استبعاده لخيار الانفصال وإقامة جمهورية، متسائلا عن ماذا كان ذلك يعد إقرارا بفشل مشروع نظام الكابرانات في بناء الدولة، وانطلاق المرافعة نحو تقسيم الصحراء مع موريتانيا وعن ما اذا كان النظام الجزائري يحاول جس نبض النظام المغربي من أجل الحصول على نصيبه من الصحراء في إطار مشروع التقسيم، بعد إحساسه بالضغط بسبب هذه القضية التي يحاول الآن التنصل منها.