محمد الغول من المنتظر أن تنعقد يومي 1و2 فبراير 2023، القمة المغربية الاسبانية، والتي سيميزها اجتماع اللجنة العليا المشتركة المغربية الإسبانية، ويتضمن جدول الأعمال عددا من الملفات التي ستكون موضوع المفاوضات بين البلدين..
جريدة "أنفاس بريس"، تفتح هذا الملف، وتحاور ضمن سلسلة حوارات مع مهتمين وخبراء. في هذا الحوار يتحدث الزميل محمد الغول، صحفي بإذاعة "ميدي 1"، والمتتبع للشأن الإسباني، عن هذا الاجتماع الذي يضم وفدا عالي المستوى..
جريدة "أنفاس بريس"، تفتح هذا الملف، وتحاور ضمن سلسلة حوارات مع مهتمين وخبراء. في هذا الحوار يتحدث الزميل محمد الغول، صحفي بإذاعة "ميدي 1"، والمتتبع للشأن الإسباني، عن هذا الاجتماع الذي يضم وفدا عالي المستوى..
يستأثر موضوع الصحراء المغربية بأهمية بالغة في القمة المغربية الإسبانية المرتقبة، خاصة بعد موقف الحكومة الإسبانية المساند لمقترح الحكم الذاتي لتسوية هذا النزاع المفتعل، في نظرك هل ستعول الرباط على دعم إسبانيا التي تستعد لرئاسة الاتحاد الأوروبي من أجل توسيع رقعة المساندين للحل المغربي داخل الاتحاد، وبالتالي إلحاق دول الاتحاد الأوروبي المترددة، بما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، فضلا عن إسبانيا؟
في قضية الصحراء المغربية، تشبث رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز" بموقفه في دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل نهائي، مدعوما بطبيعة الحال بشكل غير معلن من القصر ورجال الأعمال، رغم الهجمات السياسية الشديدة التي تعرض لها من طرف شركائه في الحكومة، اليسار الراديكالي واليمين المعارض، يؤكد بأنه فعلا يمكن للمغرب التعويل على الموقف الاسباني، لكن طبعا هذا لا يعني بأن المغرب يجب أن يطمئن تماما باعتبار المتغيرات السياسية وأن هذا العام هو عام انتخابي في اسبانيا. لكني شخصيا على العموم لا أتوقع تغيرا في الموقف الاسباني حتى وإن عاد اليمين إلى السلطة، قد يكون هناك خفوت في هذا الدعم لكن تراجعا عنه، لا أتوقع ذلك باعتبار كما قلت سابقا، أن هذا الموقف لم يكن وليد اللحظة وإنما نتاج تراكمات أنضجت الموقف الجديد لاسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية على مهل، وهناك اقتناع واسع النطاق له في الاوساط السياسية الاسبانية من مختلف الفرقاء، باستثناء اليسار الراديكالي، رغم بعض التعاليق التي هي للاستهلاك السياسي الداخلي أكثر منها مواقف حقيقية.
من بين الموضوعات التي ستكون محل مباحثات بين المغرب وإسبانيا قضية التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب وإجراءات الحد من الهجرة الشرعية، إلى حد سيتمكن البلدان من تطوير هذا التعاون؟ وعلى أي أرضية؟
التعاون الأمني وفي مجال الهجرة، بين الجانبين هو تعاون وثيق جدا لا حد له، ولوحظ ذلك حتى في فترات الأزمات التي تمر منها العلاقات البينية بين الفينة والأخرى، والدليل هو العمليات المشتركة أمنيًا واستخباراتيا خاصة في مواجهة الشبكات الإرهابية، كما أن أرقام الهجرة ومعدلاتها تؤكد كذلك حجم وقوة هذا التعاون وكذا الدعم الإسباني في الاتحاد الأوروبي لكي يحصل المغرب على مزيد من الدعم المادي والمالي في مواجهة الظاهرة.
تعتبر قضية ترسيم المجال المائي من بين الملفات الشائكة والخلافية بين البلدين، خاصة أن هناك مسؤولين إسبان في حكومة الكناري يطالبون بالتمثيلية داخل الوفد الإسباني، من أجل وقف أي اتفاق ممكن بين البلدين حول هذا الموضوع، وأيضا من أجل عرقلة تنقيب المغرب عن الغاز في مياهه الإقليمية القريبة من الجزر؟
لقد أكد الطرفان، المغربي والإسباني، نيتهما التعاون في هذا الإطار، وحتى المغرب عند قراره التميزي مياهه الاقليمية ترك بوابة التعاون والتفاوض مع إسبانيا مفتوحا بتصريحات كثيرة. محاذير الحكومة المحلية لكنارياس، قد تؤخذ بعين الاعتبار في المفاوضات، لكنها ليست حاسمة لأنه ليس من اختصاص الحكومات المحلية تحديد والتفاوض على الحدود الخارجية الاسبانية، ثم أن الأهم هو الطرفين وخلال تصريحاتهما في هذا الاطار كانا مرنين للغاية وأبديا استعدادهما للتعاون. وعلى العموم هذا الموضوع قد لا تحسمه زيارة واحدة وقد يحتاج سنوات من التفاوض بين لجان مختصة، لكن الأهم هو تأكيد الطرفين على تعاونهما المطلق لحلحلة هذا الملف.
لا يعترف المغرب بأي حدود برية بينه وبين إسبانيا، بينما تتمسك مدريد بـ "إسبانية" مدينتي سبتة ومليلية المحتلة، وهو الموضوع الذي اندلع، مؤخرا، وفرض على الرئيس «سانشيز» الخروج من أجل الإعلان عن «تبعية» المدينتين المغربيتين المحتلتين لإسبانيا. هل هذا ما يبرر غياب «الحدود البرية» عن المحادثات؟
قضية سبتة ومليلية، أكيد أنهما مركزيتان في علاقات البلدين، ونظرا لاتساع هوة الخلاف، اتجه الطرفان إلى تهدئة التصريحات حول المدينتين، بينما بحثا عن حلول تفاوضية للمشاكل اللتين تفرضانها كالهجرة والتهريب والحدود، لكن طبعا ملف هاتين المدينتين المحتلتين معقد للغاية في علاقة البلدين. وفي ظل الظروف الحالية لا يتوقع إيجاد حل نهائي بقدر ماهي حلول للتهدئة وتجنب التوتر في انتظار نضوج ظروف أفضل قد تمكن من التوافق حول حل في ملف المدينتين المحتلتين.
