الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

"قرطاج تقتات من السياحة".. غضب تونسي من الجزائر

"قرطاج تقتات من السياحة".. غضب تونسي من الجزائر مسؤول جزائري وصف تونس بكونها الأخت الصغرى" بل "لا يعدو أن يكون مجرد ولاية جزائرية"
لم يُخْفِ التونسيون خاصة منهم الإعلام التونسي غضبهم مما يُروِّج له الإعلام الجزائري في حقّ بلدهم تونس الجار الشرقي الشقيق للجزائر، الذي سبق أن وصفه أحد المسؤولين الجزائريين في حوار بقناة جزائرية رسمية بأنه "الأخت الصغرى" بل "لا يعدو أن يكون مجرد ولاية جزائرية"، حيث جاء هذه المرة في إحدى المقالات لجريدة معروفة ناطقة بالفرنسية "ObservAlgérie"، باحتقار واستصغار وترفع ومِنّة أن تونس "سجلت زيادة كبيرة في عدد السياح في عام 2022. هذا البلد، الذي يعيش بشكل أساسي على موارده السياحية".
وردّ الإعلام التونسي، من خلال مقال، بغضب، مؤرخ في 13 يناير ا2023، تحت عنوان "صحيفة جزائرية تنزلق على تونس وسيكون الوضع أسوأ في المرة القادمة" (Un journal algérien dérape sur la Tunisie, ce sera pire la prochaine fois).
وجاء في المقال "تعليقا على أرقام السياحة التونسية لعام 2022 وخاصة تقلص تدفق الزوار الجزائريين، تجرأت صحيفة من البلد المجاور والشقيق أن تكتب، في 11 يناير 2023، أن تونس "تعيش بشكل أساسي من مواردها السياحية".
بالطبع، هذا خطأ مطلق. هذا هو نوع الخطأ الفادح الذي يمكن أن ترتكبه بعض الصحف، طالما أنها لا تكلف نفسها عناء الخوض - قليلاً فقط - في مؤشرات الاقتصاد الكلي. هذا ما كان يجب أن تفعله "أوبزرفلاجيريا" ...
وأشار إلى أن الصحيفة لو قامت بالتحري والبحث، لاستوعبت أن السياحة، على الرغم من كل ما قيل، تمثل حوالي 7 ٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي التونسي في السنوات الأخيرة. إنه كثير، ولا ننكره، لكنه بعيد كل البعد عن كونه المورد الرئيسي للبلد. من المسلم به أن الاقتصاد المحلي قد تباطأ كثيرًا بعد ما يسمى بالثورة، وخاصة مؤخرًا، لكننا لسنا في مرحلة العيش بشكل أساسي على عائدات السياحة. بل إنه من شبه المؤكد أن تونس لن تنزل أبدًا إلى هذا المستوى ...
وزاد قائلا : "ولا شك في أن كاتب المقال تأثر بالإشاعات السلبية القادمة من تونس، والتي تضخمها التقارير الدولية أو الشيكات التي منحتها الجزائر لدعم شقيقها التونسي. من المؤكد أن تونس تستفيد من هذا القطاع، وعلى جميع المستويات، لكننا لا ننتظر مداخيل السياحة لإطعام السكان...".
وذكر كاتب المقال التونسي بأن هذا المقال يستند إلى معطيات قدمها وزير السياحة والصناعات التقليدية الجزائري ياسين حمادي. وبحسبه، انخفض عدد الزوار الجزائريين لتونس انخفاضًا حادًا في عام 2022، إلى 1.2 مليون سائح. وبغض النظر عن عامين من الأزمة، يُعد هذا انخفاضًا حادًا مقارنة بأرقام عام 2019، عام جميع الأرقام القياسية، حيث وطأت أقدام 2.935 مليون جزائري التراب التونسي.
واختتمت الصحيفة التونسية بقولها أنه "عندما تشمِّر تونس عن سواعدها وتعود إلى العمل، لن يكون هناك ما يدعو للقلق بشأن عدد السياح الجزائريين في تونس، ستكون مجرد ظاهرة ثانوية. والتعافي الاقتصادي العاجل -لا أتحدث عن خطة نصف التنمية لسمير سعيد -وإلا فإن هذه الصحيفة الجزائرية في المرة القادمة ستذهب إلى أبعد من ذلك، على سبيل المثال من خلال الكتابة، أن أموال الجزائر هي التي تبقي تونس على الحياة. "
وفي الأخير نورد مقال الصحيفة الجزائرية الذي عنونته ب "تونس: انخفض عدد السائحين الجزائريين عام 2022"، مؤرخ في 11 يناير 2023.
سجلت تونس زيادة كبيرة في عدد السياح في عام 2022. هذا البلد، الذي يعيش بشكل أساسي على موارده السياحية، بدأ يخرج من وضعه الصعب بعد عامين من نقص الغذاء بسبب الأزمة الصحية. من المسلم به أنه لم يسترجع مكانته قبل كوفيد، لكن عدد السياح زاد بشكل كبير مقارنة بعام 2021. ومع ذلك، تميز هذا الوصول الهائل للسياح الأجانب بانخفاض كبير في عدد السياح الجزائريين.
في الواقع، وفقًا لوزير السياحة والصناعات التقليدية الجزائري، ياسين حمادي، انخفض عدد السياح الجزائريين في تونس في عام 2022، إلى 1.2 مليون سائح. وهكذا، دون الأخذ بعين الاعتبار عامين من الأزمة الصحية، انخفض عدد السياح الجزائريين بشكل كبير، لا سيما مقارنة بعام 2019، وهو عام مرجعي للسياحة في هذا البلد المجاور للجزائر.
خلال هذا العام، سجلت تونس مستوى قياسيًا من السياح. لأول مرة في تاريخها، تجاوزت البلاد بالفعل حاجز 9 ملايين زائر، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى السياح الجزائريين الذين زاروا تونس بأعداد كبيرة.
في الواقع، في عام 2019، كان هناك بالضبط 2.935 مليون سائح جزائري زاروا تونس، مقابل 2.728 مليون في 2018، بزيادة قدرها 7.6٪.
بالنسبة لعام 2022، تعود الأرقام الرسمية إلى 22 دجنبر، قبل أيام قليلة من نهاية العام، حيث سجلت تونس 6.4 مليون سائح بزيادة 158.54٪ مقارنة بعام 2021. ومع ذلك، فإن هذا الرقم أقل من الرقم المسجل في 2019. وانخفض بنسبة 32٪. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الرقم تجاوز التوقعات التي اعتمدت على إنجازات بنسبة 65٪ من تلك التي تم تحقيقها في عام 2019.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادة في عدد السائحين في عام 2022 مقارنة بالعامين السابقين كانت بمثابة نفس حقيقي لهواء نقي للاقتصاد التونسي. ارتفعت الإيرادات في هذا المجال بنسبة 82٪ مقارنة بعام 2021، لكنها انخفضت بنسبة 29.4٪ مقارنة بعام 2019.".