الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: الاحتفال ب 11 يناير  وفاتح السنة الامازيغية

الحسن زهور: الاحتفال ب 11 يناير  وفاتح السنة الامازيغية الحسن زهور
يعتبر 11 يناير حدثا من الاحداث التي عرفها المغرب الحديث، ويرتبط بحدث وثيقة الاستقلال التي تقدمت بها بعض النخب المغربية مطالبة انهاء الاحتلال الفرنسي للمغرب، وهو حلقة من سلسلة من الأحداث التي أظهر فيها المغاربة تشبتهم بكيانهم السياسي والثقافي والتاريخي ودافعوا عنه  على شكل مقاومة مسلحة شملت أغلب مناطق المغرب وتعتبر من أهم الأحداث التاريخية في تاريخ المغرب المعاصر كالمعارك الكبرى( أنوال، بوگافر، ايت عبد الله، الهري..) التي قدم فيها المغاربة ارواحهم وأموالهم وأسرهم فداء لهذا الوطن، لينتقل هذا الكفاح الى العمل السياسي.
رغم أهمية 11 يناير التاريخية في تاريخ المغرب المعاصر، يبقى حدثا لم يرسم إلا  سنة 1988 مع حكومة عز الدين العراقي الاستقلالية كهدية لاسترضاء هذه النخبة في وقت كان فيه المغرب يمر في أزمة اقتصادية وسياسية احتاج فيها إلى التوافق الوطني ولاسترضاء أحزاب المعارضة كحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لتكوين حكومة توافقية والتي سيبدأ الحديث عنها في بداية التسعينات...
ذكرى 11 يناير هو حدث قامت به نخبة ناضلت من أجل استقلال المغرب، أما حدث 20 غشت فحدث قام به الشعب من أجل الحفاظ على كيانه السياسي والتاريخي المستقل الذي لم يعرف المغرب غيره منذ 3000 سنة، وشتان ما بين الحدثين، الحدث الاول قامت به النخبة ويمثل حلقة في سلسلة المطالبة بالاستقلال أما الثاني فحدث تاريخي قام به شعب انتفض للدفاع عن كيانه السياسي والتاريخي...
وهذا سيقودنا الى الاحتفال الشعبي بفاتح السنة الامازيغية، فرمزية الاحتفال بالسنة الأمازيغية وترسيمها كعيد وطني مغربي هو احتفاء بهذه الارض وبهذا الشعب وبتميزه الثقافي والحضاري الذي حافظ فيه على كيانه ونظامه السياسي التاريخي المتجذر في ثقافة هذا الشعب منذ 3000 سنة والذي الذي أراد البعض تقزيمه في 12 قرنا. فالاحتفال ب" ئيض ن يناير" وترسيمه كعيد وطني هو احتفال بهذا الإرث الثقافي والحضاري والسياسي العريق.
11 يناير ارتبط بحدث تقديم عريضة الاستقلال من طرف نخبة سياسية، وفاتح السنة الأمازيغية إرث ثقافي وحضاري حي وعريق يمثل كيان أمة مغربية تاريخا وثقافة وحضارة ونظاما سياسيا يمتد الى 3000 سنة كأقدم كيان سياسي اليوم في عالمنا المعاصر. لذلك سيبقى فاتح السنة الأمازيغية إرثا ثقافيا وحضاريا يحتضنه الشعب ويربطه بتاريخه وبثقافته العريقة، وسيبقى 20 غشت حدثا شعبيا انتفض فيه الشعب ضد الاحتلال  للحفاظ على كيانه السياسي والتاريخي العريق بعد أن مس رمزه السيادي... لذلك ستبقى الأمازيغية الحصن الحصين لهذا البلد المتميز ثقافيا وحضاريا وسياسيا..
Ad bdda tɣama tmaziɣt tga afrag i tmurt ngh.
.