الانتقادات المتواصلة والموجهة لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وكذا الاستياء العارم من قرارات توليفته السياسية المتناسلة، يبدو بأن صداها لم يعد حبيس صدور وألسنة من يمشون على اثنين من المغاربة حاليا، وإنما امتدت إلى أولئك الذين لم يروا ضوء الدنيا بعد. هذا ما حاولت إحدى "الكاريكاتيرات" المتداولة حديثا على صفحات المواقع الاجتماعية تجسيده كرسالة على أنه لا أمل في المستقبل في ظل هذا الوضع الحكومي الملتحي، إلى درجة أنه حتى المواليد المحتملين اقتنعوا بمصير واقعهم حالة انضمامهم إلى شعب ما بعد سنة 2011. ولربما كان الرفع من أسعار الحليب أبرز دوافع هذه الأجنة لاتخاذ موقف الامتناع عن تسجيل أسمائهم ضمن لائحة المواليد، مخافة تحمل وزر مسؤولية إثقال كاهل آبائهم بما لا طاقة لهم به انسجاما مع الدعوة الإلاهية "وبالوالدين إحسانا..". وكان من بين التعاليق الكثيرة التي رافقت هذا "الكاريكاتير" ما رأت في السياسة المتبعة من قبل الحكومة الحالية بزعامة بنكيران ضربة قاصمة لظهر كل الطاقات النابضة بنَفَس الحيوية والانطلاق، بل كابحا محبطا لتطلعاتها المنطلقة تلقائيا. هذا في الوقت الذي عبرت إحدى المبحرات قائلة: "بقاو ليك أسي بنكيران غير هاد الملائكة تهز ذنبهم في القطع مع الحياة"، ليضيف آخر: "ودير نفس، ودير حتى مزيان مع جيل المستقبل بشي مفاجأة زوينة ديال الاستقالة. راك كثرتي عليهم الخلعة من التماسيح والعفاريت. ما حيلتهم دابا ل بوعو اللي كانوا موجدين ليه، أو لهاد الأشباح ديالك اللي كل مرة جايين في شكل..". في ما نصب آخر نفسه ناطقا باسم جميع من هم في غيب الأرحام، مناشدا أول رئيس حكومة مغربي ينشر صورته وهو يرقص مع أحد حفدته "وصافي مشي عافاك وخلينا نعيشو الحياة..".