Thursday 22 May 2025
سياسة

بوطوالة: تتمسّك فيدرالية بأولوية التّغيير السّياسي والدّستوري..

بوطوالة: تتمسّك فيدرالية بأولوية التّغيير السّياسي والدّستوري.. علي بوطوالة كاتب عام حزب الطّليعة الدّيمقراطي الاشتراكي ومنسّق فدرالية اليسار
يؤكد علي بوطوالة، كاتب عام حزب الطّليعة الدّيمقراطي الإشتراكي ومنسّق فدرالية اليسار، على أن المشروع الحزبي اليساري الجديد يتمسّك بأولوية التّغيير السّياسي والدّستوري، وأن  فكرة الإندماج جاءت في سياق سيّاسي عرف تراجعا كبيرا لليسار داخل المجتمع المغربي  لعدّة أسباب تاريخية وبنيوية متداخلة».
وأوضح بوطوالة في حوار مع أسبوعية
«الوطن الآن» و«أنفاس بريس»، أن «السّنة التي طرح فيها مشروع الاندماج لأول مرة، كانت عام 2016. وبعد انتخابات تلك السّنة التي باشرت  الفدرالية حملة انتخابيّة ناجحة، عرفت تجاوبا جماهيريا كبيرا». وفي ما يلي النّص الكامل للحوار:
 
 
تطلّب‭ ‬منكم‭ ‬التّحضير‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬مسارا‭ ‬طويلا‭ ‬وصبرا‭ ‬تنظيميّا.‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سيقدّمه‭ ‬الحزب‭ ‬الجديد‭ ‬«فدرالية‭ ‬اليسار»‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬في‭ ‬السّاحة‭ ‬السّياسية‭ ‬المغربيّة؟‭. ‬وما‭ ‬العرض‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬ستقدّمونه‭ ‬للمغاربة؟‭.‬
فعلا‭ ‬مسار‭ ‬التّحضير‭ ‬يعتبر‭ ‬مسار‭ ‬طويل‭ ‬نسبيا،‭ ‬إذا‭ ‬انطلقنا‭ ‬من‭ ‬السّنة‭  ‬التي‭ ‬طرح‭ ‬فيها‭ ‬مشروع‭ ‬الإندماج‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬وهي‭ ‬سنة‭‬2016‭ ‬. بعد‭ ‬انتخابات‭ ‬تلك‭ ‬السّنة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬فيها‭ ‬الفدرالية‭ ‬بحملة‭ ‬انتخابية‭ ‬ناجحة،‭ ‬عرفت‭ ‬تجاوبا‭ ‬جماهيريا‭ ‬كبيرا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬النّتائج‭ ‬لم‭ ‬تعكس‭ ‬ذلك‭ ‬التّجاوب،‭ ‬بسبب‭ ‬الفساد‭ ‬الإنتخابي‭ ‬الذي‭ ‬ترعاه‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬أمام‭ ‬الحياد‭ ‬السّلبي‭ ‬للسّلطات‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ووجود‭ ‬ملايين‭ ‬المواطنين،‭ ‬خاصة‭ ‬الشّباب‭ ‬منهم‭ ‬خارج‭ ‬اللّوائح‭ ‬الإنتخابية‭. ‬هكذا‭ ‬طرحت‭ ‬فكرة‭ ‬الإندماج‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سياسي‭ ‬عرف‭ ‬تراجعا‭ ‬كبيرا‭ ‬لليسار‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬المغربي‭  ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬تاريخية‭ ‬وبنيوية‭ ‬متداخلة،‭ ‬منها‭ ‬تداعيات‭ ‬التّحولات‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الدولي‭ ‬والجهوي‭ ‬كانهيار‭ ‬المعسكر‭ ‬الإشتراكي‭ ‬والعولمة‭ ‬النيوليبرالية،‭ ‬والثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬وانهيار‭ ‬النظام‭ ‬الرسمي‭ ‬العربي،‭ ‬والتّدخل‭ ‬السافر‭ ‬للدّول‭ ‬الإمبريالية‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬وإجهاض‭ ‬الثورات‭ ‬والحراكات‭ ‬العربية‭ ‬سنة 2011.‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭  ‬فإن‭ ‬التّداعيات‭ ‬السّلبية‭ ‬لحكومة‭ ‬التناوب‭ ‬التوافقي‭ ‬أضعفت‭ ‬كلّ‭ ‬مكوّنات‭ ‬اليسار‭  ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬التي‭ ‬عارضتها‭.‬
كلّ‭ ‬هذه‭ ‬التّطورات،‭ ‬كشفت‭ ‬الحاجة‭ ‬لحزب‭ ‬يساري‭ ‬كبير‭ ‬وقوي‭ ‬وذي‭ ‬مصداقية،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬معارضةحقيقة،‭ ‬والتّأثير‭ ‬الملموس‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭. ‬طبعا‭ ‬كنا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬الإندماج‭ ‬قبل‭ ‬انتخابات‭ ‬2021،‭ ‬ووضعنا‭ ‬برنامجا‭ ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭‬2020‭ ‬، لكن‭ ‬الإنتشار‭ ‬السّريع‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وإعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارىء‭ ‬الصحية،‭ ‬والإغلاق‭ ‬الشّامل‭ ‬عطّل‭ ‬ديناميكية‭ ‬التّحضير‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭  ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السّنة‭.‬
 
ارتباطا‭ ‬بذلك‭ ‬بسياق‭ ‬التّأسيس‭ ‬والإندماج‭. ‬هل‭ ‬سيقدّم‭ ‬التنظيم‭ ‬اليساري‭ ‬الجديد‭ ‬صورة‭ ‬حزبيّة‭ ‬مخالفة‭ ‬للمشهد‭ ‬الحزبي‭ ‬بالمغرب؟‭. ‬وما‭ ‬وظيفة‭ ‬الحزب‭ ‬الجديد‭ ‬كحزب‭ ‬يساري‭ ‬مُعارض‭ ‬اليوم‭ ‬وغدا؟‭.‬
الجديد‭ ‬الذي‭ ‬سيقدّمه‭ ‬حزب‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الدّيموقراطي،‭ ‬بعد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬برنامجه‭ ‬السّياسي،‭ ‬وفي‭ ‬منهجية‭ ‬عمله،‭ ‬وفي‭ ‬مشروعه‭ ‬المجتمعي‭. ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬السّياسي‭ ‬المغربي‭ ‬مشهد‭ ‬محبط،‭ ‬ومنفّر‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬السّياسي،‭ ‬فهناك‭ ‬الأحزاب‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالدولة‭ ‬والمعروفة‭ ‬بالاحزاب‭ ‬الإدارية،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إرضاء‭ ‬الدّولة‭ ‬والإلتزام‭ ‬بتوجهاتها،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬المعارضة‭ ‬فهي‭ ‬تبقى‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالتوجّهات‭ ‬الرّسمية،‭ ‬وهناك‭ ‬الأحزاب‭ ‬المنحدرة‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وقادت‭ ‬المعارضة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬ستّينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬سنة‭ ‬1998،وانخرطت‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬عدّة‭ ‬حكومات‭ ‬سابقة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬فاقدة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬لاستقلال‭ ‬قرارها‭ ‬عن‭ ‬الدّولة‭. ‬وهناك‭ ‬أيضا‭ ‬تنظيمات‭ ‬الإسلام‭ ‬السّياسي،‭ ‬ومنها‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الحكومات‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬2012‭ ‬إلى‭ ‬2021،‭ ‬وتحمّل‭ ‬مسؤولية‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمة،‭ ‬وسط‭ ‬حصول‭ ‬تراجعات‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬السّياسية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬ممّا‭ ‬عمّق‭ ‬أزمة‭ ‬الثّقة‭. ‬فكلّ‭ ‬المؤسّسات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الأحزاب‭ ‬السّياسية‭ ‬نتيجة‭ ‬اليأس‭. ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الدّيموقراطي‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬ولاتزال‭ ‬حالة‭ ‬حصار‭ ‬وانحصار‭. ‬وللخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬انخرطنا‭ ‬في‭ ‬التّحضير‭ ‬لعقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬بعد‭ ‬الإنتخابات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والذي‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يشكّل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعيّة‭ ‬في‭ ‬مسارنا‭ ‬النّضالي‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬يمتدّ‭ ‬لعقد‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬الزّمن،‭ ‬بفضل‭ ‬برنامجه‭ ‬السّياسي‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬التّغيير‭ ‬الدّيموقراطي‭ ‬الحقيقي‭ ‬وإيقاف‭ ‬التّراجعات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬بشكل‭ ‬فعليّ‭ ‬وفعّال‭.‬
 
في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬المغربي‭ ‬ووسط‭ ‬الإنتظارية‭ ‬التي‭ ‬تواجهه‭. ‬كيف‭ ‬ستتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الحارقة‭ ‬والملتهبة‭ ‬في‭ ‬البلاد؟‭.  ‬وكيف‭ ‬ستتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬أطراف‭ ‬سيّاسية؟‭.‬
المشهد‭ ‬السّياسي‭ ‬المغربي‭ ‬مطبوع‭ ‬فعلا‭ ‬بانتظارية‭ ‬قاتلة،‭ ‬لأن‭ ‬الشّعب‭ ‬المغربي‭ ‬،طيلة‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬وهو‭ ‬يتلقى‭ ‬الوعود‭ ‬بالإصلاح‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومات‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬تبدو‭ ‬مختلفة‭ ‬البرامج‭ ‬والتوجهات،‭ ‬ولكنّها‭ ‬تطبق‭ ‬نفس‭ ‬الإختيارات‭ ‬النّيوليبرالية،‭ ‬ولذلك‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬تتحسّن‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية،‭ ‬والمؤشّرات‭ ‬الإقتصادية‭ ‬والإجتماعية،‭ ‬تدهورت‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للأغلبية‭ ‬السّاحقة‭ ‬من‭ ‬الجماهير‭ ‬الشّعبية،‭ ‬وتراجع‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬سلّم‭ ‬التّرتيب‭ ‬العالمي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالدّيموقراطية‭ ‬والتّنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وحرية‭ ‬الصحافة،ومحاربة‭ ‬الفساد‭.‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والجفاف‭ ‬المتكرر،‭ ‬وانعكاسات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الاوكرانية‭ ‬جعلت‭ ‬قضايا‭ ‬الغلاء‭ ‬والتّشغيل،‭ ‬والصّحة‭ ‬والتّعليم،‭  ‬والماء،‭ ‬والنّقل‭ ‬والسّكن،‭ ‬فعلا‭ ‬قضايا‭ ‬حارقة‭ ‬وملتهبة،‭ ‬لأنّ‭ ‬تجاهل‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬لمصالح‭ ‬الطّبقات‭ ‬الشّعبية‭ ‬جعل‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقتصادية‭ ‬والإجتماعية‭ ‬تزداد‭ ‬سوءا‭ ‬وتدهورا‭. ‬فدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬تقدّمت‭ ‬في‭ ‬الإنتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ببرنامج‭ ‬طموح‭ ‬وشامل‭ ‬بمرتكزات‭ ‬سيّاسية‭ ‬وحقوقية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية‭. ‬وهو‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬تمّ‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬مشروع‭ ‬مجتمعي‭  ‬كفيل‭ ‬بتحقيق‭ ‬إصلاح‭ ‬سياسيّ‭ ‬ودستوري،‭ ‬وتنمية‭ ‬مستقلّة‭ ‬ومستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬اقتصاديّة‭ ‬جديدة‭. ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬مرهون‭ ‬بوجود‭ ‬ديمقراطية‭ ‬حقيقيّة،‭ ‬ولذلك‭ ‬تتمسّك‭ ‬الفيدرالية‭ ‬بأولوية‭ ‬التّغيير‭ ‬السّياسي‭ ‬والدّستوري‭ ‬الذي‭ ‬بدونه‭ ‬يبقى‭ ‬كل‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الإستمرارية‭ ‬مجرد‭ ‬تضليل‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬تجربة‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭.
 
وأنتم‭ ‬تهيكللون‭ ‬شبيبة‭ ‬حزبية‭  ‬جديدة‭ ‬للتّنظيم‭ ‬السّياسي‭ ‬اليساري‭ ‬الجديد،‭ ‬هل‭ ‬سيتم‭ ‬التّأتيث‭ ‬بكوطا‭ ‬النّساء‭ ‬والشّباب‭ ‬في‭ ‬الهيئتين‭ ‬التّنفيذية‭ ‬والتّقريرية‭ ‬أم‭ ‬لديكم‭ ‬مقاربة‭ ‬أخرى؟‭. ‬وكيف‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تمنحوا‭ ‬فرصة‭ ‬لشابّ‭ ‬سيقود‭ ‬تنظيما‭ ‬سيّاسيا‭ ‬يساريّا‭ ‬في‭ ‬المغرب؟‭.‬
نحن‭ ‬في‭ ‬فدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬التّمثيل‭ ‬الوازن‭ ‬للنّساء‭ ‬والشّباب‭ ‬لأننا‭ ‬مقتنعون‭ ‬أن‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬هم‭ ‬قادة‭ ‬وأطر‭ ‬الغد،‭ ‬وأن‭ ‬السّعي‭ ‬للمناصفة‭ ‬بين‭ ‬النّساء‭ ‬والرّجال‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬والتّنظيمات‭ ‬الحزبية‭ ‬،‭ ‬يجسّد‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التّقدمية‭ ‬التي‭ ‬نؤمن‭ ‬بها‭.‬ المجتمع‭ ‬المغربي‭ ‬كباقي‭ ‬المجتمعات‭ ‬يمر‭ ‬بتحوّلات‭ ‬ديموغرافية‭ ‬وسوسيولوجية‭ ‬هائلة،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬جماهير‭ ‬الغفيرة‭ ‬للنّساء‭ ‬والشّباب‭ ‬التي‭ ‬ملأت‭ ‬المقاهي‭ ‬لمتابعة‭ ‬مقابلات‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وخرجت‭ ‬للشّوارع‭ ‬للتّعبير‭ ‬عن‭ ‬فرحتها‭ ‬واعتزازاها‭ ‬بالإنتصارات‭ ‬التي‭ ‬حقّقها،‭  ‬للتأكد‭ ‬أن‭ ‬مغرب‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬مغرب‭ ‬الأمس‭.‬ وبالمناسبة‭ ‬نحن‭ ‬معتزّون‭ ‬بالفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬شرّف‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬المونديال،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الشّعب‭ ‬المغربي‭ ‬زاخر‭  ‬بالطّاقات‭ ‬والكفاءات،‭ ‬تحتاج‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬لها‭ ‬المجال‭ ‬لخدمة‭ ‬بلدها‭.‬
المؤتمر‭ ‬الإندماجي‭ ‬سيبرهن‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬فدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬سيكون‭ ‬حزبا‭ ‬للنّساء‭ ‬وللشّباب‭ ‬ولكل‭ ‬الشّرائح‭ ‬الإجتماعية‭ ‬الطّامحة‭ ‬والمناضلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مغرب‭ ‬آخر‭ ‬ممكن‭...‬ مغرب‭ ‬الحرّية‭ ‬والدّيموقراطية‭ ‬والكرامة‭ ‬والعدالة‭ ‬الإجتماعية‭.‬