الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: الرأس المال البشري أغلى رأس مال لامادي

مصطفى ملكو: الرأس المال البشري أغلى رأس مال لامادي مصطفى ملكو
من أوحى لي بهذه الموضوعة هو الإحترافية و الكفاءة التي أدار بهما فريقنا الوطني لكرة القدم مباريات المونديال.
لننظر كيف 11 لاعب بعثت الأمل في النفوس و أدخلت عليها الفرحة و عبّأت شعباً بكامله من ورائها، و هذا هو ما يعوز طبقتنا السياسية، موالاة و معارضة.
و من هم هؤلاء الشباب الإحدى عشر؟
إنهم شباب جلّهم من شباب المهجر يا إمّا ازدادوا أو التحقوا في سنّ مبكّرة بالمهجر و اندمجوا به و نالوا من تكوينه و من علومه و من تقناته و من دربته.
هؤلاء الإحدى عشر يمثّلون أحسن تمثيل ما يصطلح بتسميّته رأس مال لامادّي.
و هذا يحيلني إلى موضوعة رأس المال اللامادي الّذي يتحدّث عنه القيمون على الشأن العام في هذا البلد، الّذين يختزلون رأس مال اللامادي في التراث في المطبخ في الصناعة التقليدية ، الكسكس المغربي، القفطان المغربي....
لكن لا أحد من هؤلاء القيّمين أدرك بأن أثمن رأس مال لامادي هو الإنسان الّذي وجب أن يكون من أولى أولويات الدول وجب الإستثمار فيه بتعليمه و تأهيله حتّى يصبح رأسمالا منتجا و يخلق ثروة.
من هم أعلام المغرب اليوم في الفكر في الهندسة في الطبابة في الهندسة و في الرياضة؟
و هذا هو الدرس الّذي يجب استخلاصه من المونديال لشعب نصفه أمّي و أكثر من ربعه يعاني من الهشاشة و نسبة كبيرة من المعاقين و من المتسوّلين.
هكذا شرائح لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال أن تشكّل رأس مال لامادي، بل على النقيض من ذلك تصبح وزراً و عبئا ماديا و ماليا على الدولة.