الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

إدريس الأندلسي: ضربة الجزاء... جزاء المغرب يستحق الفوز 

إدريس الأندلسي: ضربة الجزاء... جزاء المغرب يستحق الفوز  إدريس الأندلسي
المغاربة يحبون الكرة منذ  عقود كثيرة.  وكان فريقنا الوطني أول فريق يصل إلى مونديال نظم في المكسيك سنة 1970. وكنا سنتأهل قبل هذا التاريخ لولا المؤامرات الإستعمارية التي حرمت فريقنا الذي كان نجومه كبارا بكل ما في الكلمة من معنى. جوهرة كرة القدم العالمية في الأربعينات والخمسينات المرحوم بن مبارك  كان من صناع الفرجة الذين سجل تاريخ الكرة تفوقهم. وكان من بين النجوم عبد الرحمان بلمجذوب وحسن أقصبي وكثيرا من المغاربة الفنانين الذين فتنوا الملاعب الأوروبية بلعبهم ولكن الطغمة الاستعمارية الفرنسية والإسبانية كانت تقف بالمرصاد  لكل الفرص التي كانت تتيح ظهور العلم المغربي والشخصية المغربية خلال الفترة الإستعمارية المتغطرسة.
صفر الحكم على الساعة الرابعة بعد الزوال بعد ترديد النشيد الوطني الإسباني والنشيد الوطني المغربي الذي أصبح أنشودة لا تسمح أن تكون مجرد لحظة.  النشيد الوطني المغربي يحفظه عن ظهر قلب ملايين الشباب ويتقنون جمله الموسيقية ويتذوقون إيقاعاته ويهزون به كل الملاعب الرياضية عبر العالم. في موسكو كان النشيد الوطني الأكثر فعلا في نفوس الحاضرين رغم خروجنا غير المنصف من الدور الأول. 
في قطر انطلق قطار الأسود  منذ اليوم الأول للمونديال بكثير من العزم  والإصرار  وانطلق من أول محطة وعبر الصعب والممتنع  من كرواتيا وبلجيكا  وكندا وإسبانيا ليصل إلى ربع نهاية كأس العالم.  جار السوء بكى  ولكن شعب الجزائر الحر عبر عن فرحته بكل أريحية.  تلفزيون العار المشلول بفعل طغيان الكابرانات تكلم بكثير من التعاطف مع إسبانيا.  قال هذا التلفزيون المتخلف أن إسبانيا اهدرت ضربات الجزاء ولم يكلف نفسه الإشارة إلى إنتصار المغرب. الحسد يعمي نظاما طغى على شعب الجزائر  ويخاف من آثار كل نجاح يحققه المغرب.  و لكن هؤلاء الحمقى والمغفلين سيعيشون نكسات مقبلة  على الصعيدين الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي. 
الكابرانات سيقولون أن بونو يشتغل مع  المخابرات المخزنية التي كانت تعطيه معلومات عن إتجاه الكرة  ليتمكن من صدها. أما  الركراكي فهو، في نظرهم، عميل المخزن لأنه على إتصال دائم  مع  السلطات لتدبير الخطط التكتيكية  الكفيلة بصد أي هجوم. النظام في الجزائر إطلع على معلومات سرية من خلال إتصالات بين أفراد المخزن وكافة اللاعبين المغاربة. وتم رصد الكثير من المكالمات التي اعتبرت ذات عمق مخابراتي يستهدف مصالح الجزائر. الركراكي بدت عليه كل مظاهر التخطيط التكتيكي لكي يعطي تعليمات يمكن تفسيرها أنها نكاية في بلاد يسيطر عليها كرغول  وكرغول  وكبيرهم الكرغول الأكبر. بكى الكراغلة وفرح أحرار الجزائر  ولهؤلاء نقول شكرا ونتمنى لهم مستقبلا يضمن لهم العيش الكريم  والإستفادة من خيراتهم البترولية و الغازية بشكل شفاف وديمقراطي.
وفي الأخير نقول لحسادنا زيدوا من مستوى حسدكم  وأكثروا من مستوى قلة ذكاءكم  لكي لا نهتم  من هرولتكم في إتجاه الحمق الممنهج.  كلما أصابكم الحقد سيزداد مستوى عزمنا على تغيير واقعنا.  نعم لدينا مشاكل  ونعيش كثيرا من الظلم  الإجتماعي وننتقد كثيرا مظاهر الفساد السياسي ولكننا لا نكره بلادنا.  نفرح لكل نجاح جماعي ولن نغمض أعيننا على كل فاسد  و على كل من يختار خدمة مصالحه الذاتية بدل خدمة الصالح العام.  لهذا نختلف كثيرا عن نظام الكابرنات  ونشكر أحرار الجزائر  الذين سيواجهون غدا وبعد غد ظلم طغمة عسكرية تستولي على عشرات المليارات  من الدولار لشراء أسلحة قديمة  وغير ذات قيمة. الكراغلة سيموتون من  الغيظ  لأن ضربات الجزاء  اصابتهم في مقتل. اللهم أكثر حسادنا  لأن لكل ذي نعمة حسود. و نتمنى أن تنهمر علينا عيون  دافقة من الخيرات  من الأرض والسماء. 
أتمنى أن أخرج مرات أخرى مع حفيدي بالعلم الوطني وبلباس الوطن وأن أصرخ بأعلى صوتي "عاش المغرب" وجعل الله كيد الأعادي في نحرهم.