هل يعقل أن يستمر الاسهال في ضرب مصداقية شهادة الباكلورية المغربية؟ ومن من ؟ من الوزير الوصي يا حسرتاه ومن وزارته التي ظلت "تمطر" المغاربة في الأيام الأخيرة بالغش والتزوير وكأن كل التلاميذ "غشاشة" الحال أن استحضار مؤشر واحد يبرز أن شهادة الباكلوريا المغربية تعد من احدى الشهادات المعترف بها عالميا من أعرق الجامعات الدولية. مثلا السنة الماضية، حيث أعلنت فرنسا عن تسجيل 50 ألف طالب مغربي (حاصل على الباكلوريا بالمغرب) بمختلف المعاهد والكليات والمدارس العليا الفرنسية، يضاف لهؤلاء وجود 30 ألف طالب مغربي سجل في معاهد وكليات ومدارس عليا بأمريكا واليابان وكندا ودول أوربية وإفريقية أخرى.
فهل هذه الدول العريقة في العلم والبحث بليدة إلى درجة أن لا تنتبه إلى قيمة الباكلوريا المحصل عليها بالمدارس المغربية؟ هل هذه المعاهد والكليات أصيبت بالدوخة حتى لا تميز مستوى هؤلاء التلاميذ الذين حصلوا على "الباك" بالمغرب؟ إذ يجمع عدد من المراقبين أن حكومة بنكيران لعبت دورا خطيرا في تشويه سمعة الباكالوريا الوطنية، من خلال ترويج الخطاب التيئيسي وتوجيه ضربات تحت الحزام للباكلوريا الوطنية عن طريق التضخيم من ظاهرة الغش والإجراءات الزجرية، لدرجة أن المتتبع تقول مصادر "أنفاس بريس" يعتقد أن جميع الحاصلين على الباكلوريا استعملوا احدث وسائل الغش للحصول عليها، في حين أن الأرقام الرسمية التي تداولها وزير التعليم بخصوص الغش لم يتجاوز 450 حالة غش تم ضبطها في الامتحانات الأخيرة للباكلوريا هذا مع العلم أن مجموع المرشحين لنيل شهادة الباكلوريا يصل 500 الف تلميذ وتلميذة. أي بلغة الأرقام فإن نسبة الغشاشين في امتحانات الباكلوريا خلال موسم 2013-2014 لا يتجاوز نسبة 0,09 في المائة وهي نسبة ضعيفة جدا لا تستدعي كل تلك الضجة و"البروباكاند" حول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية لمواجهة ظاهرة الغش، وهي ظاهرة عادية توجد في أعرق المؤسسات التعليمية بمختلف دول العالم، تقول مصادر"أنفاس بريس" ولا تستدعي كل هذه الضجة. وبالتالي كان الأولى على الوزير بلمختار أن يخلق الأمل ويوفر أجواء نفسية مريحة للتلميذ وعائلاتهم وللأستاذ وغرس الثقة في الشهادة المغربية.