الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

مجمع الفوسفاط يراهن على استعمال المياه غير التقليدية في أفق 2026

مجمع الفوسفاط يراهن على استعمال المياه غير التقليدية في أفق 2026 من أشغال تشييد محطة لمعالجة المياه العادمة بقصبة تادلة
أطلق المكتب الشريف للفوسفاط مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تقنين استعمال الموارد المائية الطبيعية في المجال الصناعي، وإزالة التلوث من نهر أم الربيع للحد من الروائح الكريهة المنبعثة منه، وذلك عبر إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة بجهة بني ملال - خنيفرة.
يراهن المجمع الشريف للفوسفاط عبر استراتيجيته الخاصة بقطاع الماء على استعمال 100 في المائة من الموارد المائية غير التقليدية في أفق سنة 2024 بمدينة خريبكة وفي أفق سنة 2026 على صعيد مختلف الاستعمالات الخاصة بالمكتب الشريف للفوسفاط، وذلك تجاوبا مع التعليمات الملكية السامية الرامية إلى إطلاق برامج ومبادرات أكثر طموحا، واستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة، في مجال اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة.
تزويد منجم خريبكة بالمياه غير التقليدية
وفي هذا الإطار، شرع المكتب الشريف في إنجاز 3 مشاريع تندرج في نفس السياق؛ تتجلى في إنشاء محطة معالجة المياه العادمة في مدينة الفقيه بنصالح، ومحطة لمعالجة المياه في قصبة تادلة، ومحطة ثالثة بمدينة خريبكة.
كما يتم العمل على إنشاء أنبوب ناقل للمياه المعالجة بمدينة بني ملال، يروم، بالإضافة إلى هذه المشاريع، تزويد منجم خريبكة بالمياه غير التقليدية.
ويعتبر المجمع الشريف للفوسفاط إنجاز مشروع الأنبوب الناقل للمياه المعالجة أمرا مستعجلا، لكونه سيمكن من نقل المياه العادمة من مدينة بني ملال نحو المجمع الشريف عبر أنبوب يبلغ طوله 42 كلم، ما سيمكن من إنتاج 7,5 ملايين متر مكعب من المياه ابتداء من تاريخ انطلاق العمل به في سنة 2023، وذلك في أفق الوصول إلى 9 ملايين متر مكعب سنويا.
كما سيساعد هذا المشروع، حسب المصدر ذاته، في تنمية المنطقة من حيث توفير اليد العاملة، وإعادة تدوير المياه العادمة.
وحسب معطيات المكتب، انطلقت مع بداية السنة الجارية أشغال تشييد محطة لمعالجة المياه العادمة بقصبة تادلة، ستمكن من إنتاج 2,2 مليون متر مكعب من المياه سنويا، إذ سيم بفضل هذا المشروع، الذي من المقرر بدء تشغيله في مارس 2023، نقل المياه العادمة التي يتم تصريفها حاليا على مستوى نهر أم الربيع إلى محطة قصبة تادلة لمعالجتها وتزويد المنشآت الصناعية لغسل الفوسفاط بخريبكة عبر أنابيب المياه الصناعية الحالية.
وبلغت نسبة إنجاز هذا المشروع، وفق ما أكده عبد الصمد شطابي، مهندس ورئيس مشروع محطة معالجة المياه العادمة بالمجمع الشريف للفوسفاط، 85 في المائة، مضيفا أن المحطة ستبدأ في إنتاج المياه المعالجة ما بين شهري مارس ويونيو من العام المقبل.
ويأتي هذا المشروع، يضيف الشطابي في تصريح لـSNRTnews، في إطار اتفاقية شراكة بين المجمع الشريف للفوسفاط وجماعة قصبة تادلة ووزارة الداخلية ووكالة الحوض المائي والمجمع الشريف المكلف بإنشاء محطة المعالجة.
ويكمن الهدف من هذه العملية، وفق المتحدث ذاته، في إزالة التلوث من نهر أم الربيع الذي تُلقى فيه المياه العادمة وتتسبب في انبعاث الروائح الكريهة بالمنطقة، من جهة.
ومن جهة أخرى، إلى تثمين المياه غير التقليدية في الميدان الصناعي للمجمع الشريف للفوسفاط، وذلك من خلال إنتاج 2,2 مليون متر مكعب من المياه، في أفق سنة 2035.
اعتماد تكنولوجيات حديثة
كما انطلقت في يونيو 2022 أشغال تشييد محطة ثالثة بالفقيه بن صالح من المنتظر بدء تشغيلها في يونيو 2023، والتي ستبلغ طاقتها الإنتاجية 5 ملايين متر مكعب، وهو  ما سيساهم في دعم جهود حماية نهر أم الربيع من التلوث، وفق المشرف عن إنجاز هذه المشاريع.
وفي هذا الإطار، أوضح عبد الصمد جنان، مهندس مشاريع في المكتب الشريف للفوسفاط، أن هذا المشروع، الذي يراهن المكتب على إنجازه في أقرب وقت، يندرج ضمن استراتيجيته المتعلقة بالماء، وضمن اتفاقية أبرمها مع شركائه من عمالة الفقيه بنصالح ووزارة الداخلية والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ووكالة الحوض المائي بالمنطقة.
وأبرز جنان، في تصريح لـSNRTnews، خلال تنظيم زيارة خاصة لهذه المشاريع يوم الأربعاء 16 نونبر 2022، أن عملية التطهير بهذه المحطة تعتمد على ما يسمى بـ"الحلمأة المائية"، إذ ستتميز المحطة باستخدام تكنولوجية الحلمأة الحرارية "THP"، والتي تستعمل لأول مرة في المغرب، مشيرا إلى أن هذه العملية ستمكن من تطهير الأوحال لكي تصبح صالحة للاستعمال كأسمدة يمكن استخدامها في المجالات الخضراء الموجودة بمنطقة خريبكة.
وسبق أن أطلق المكتب الشريف للفوسفاط، في سنة 2020، محطة للمعالجة بمدينة خريبكة من أجل تلبية جميع الاحتياجات المائية لمغسلة مراح لحرش، وذلك عبر إنتاج 5 ملايين متر مكعب من المياه غير التقليدية، وشهدت هذه المحطة إطلاق مشروع لتوسعتها في يونيو 2022، يهدف إلى مضاعفة قدرات الإنتاج لتصل إلى 10 ملايين متر مكعب في أفق يونيو 2023.
وبالإضافة إلى محطات المعالجة الثلاث التي ستمكن من إنتاج 17,3 مليون متر مكعب من المياه، أبرمت مجموعة OCP اتفاقية مع إقليم بني ملال من أجل نقل مياه محطة المعالجة بالمدينة التي تبلغ طاقتها 7 ملايين متر مكعب نحو الوحدات الصناعية، وبالتالي رفع الطاقة الإجمالية لمحطات المعالجة الأربعة إلى حوالي 24,4 مليون متر مكعب.
ويهدف المكتب الشريف للفوسفاط عبر هذه المشاريع، وفق ما أكده المشرفون عليها، إلى استخدام تقنيات مبتكرة وغير تقليدية تمكن من الاستغناء عن المياه العذبة لصالح الفلاحة وتوفير الماء الشروب، من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي تشهده المملكة بسبب ندرة المياه، مع الاستمرار في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الفوسفاط المغربي.