الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

جميلة الإنجوري.. مناضلة كرست حياتها في فنلندا للدفاع عن الصحراء المغربية

جميلة الإنجوري.. مناضلة كرست حياتها في فنلندا للدفاع عن الصحراء المغربية جميلة الإنجوري خلال مشاركتها في إحدى الملتقيات الثقافية بفلندا للتعريف بقضية الصحراء المغربية
في مدينة فانتا ، شمال العاصمة الفنلندية هلسنكي ، هناك سيدات ليست ككل النساء.. إحداهن مناضلة مغربية منحدرة من جنوب المغرب بمدينة العيون ، هاجرت الى إيطاليا ثم إلى فنلندا قبل ستة سنوات، وهي الآن سيدة أعمال متميزة، مستقرة في مدينة فانت ، تدبر بكل نجاح شركة للنقل تخص سيارات الأجرة (طاكسي) ،منصتة واجتماعية، قدرة كبيرة على التواصل والتكيف.
إنها جميلة الإنجوري النشيطة في كل اتجاه وحين ، والتي تعلمت كيف تسبر دروب الحياة المتشعبة في المهجر ، تتحلى بعدد من الصفات الإنسانية والمهنية ، التي جعلت منها مثالا للمرأة المغربية المناضلة.
موازاة مع نشاطها الاقتصادي، عانقت جميلة هموم مواطنيها المهاجرين بحيث انخرطت بكل قوة وحرقة في العمل الجمعوي الملتزم بقضايا الوطن الام الى جانب ثلة من المواطنين المغاربة المقيمين في فنلندا.
تقول جميلة وهي تتولى حاليا منصب رئيسة جمعية السواعد الصحراوية المغربية في فنلندا، إنها نذرت نفسها للدفاع أولا عن مقدسات البلاد ، فقضية الوحدة الترابية لازمة يومية بالنسبة لها.
فخلال السنة الماضية ، على سبيل المثال ، شاركت في عدة ندوات وملتقيات ثقافية للتعريف بقضية الصحراء المغربية في في فنلندا ، أبرزها اللقاء الذي عقده المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري في هلسنكي وحضره عدد كبير من أفراد الجالية المغربية والعربية .
ومن خلال العديد من الأنشطة ذات البعد الوطني داخل وخارج فنلندا تمكن أصدقاء جميلة ، أعضاء جمعية السواعد الصحراوية المغربية في فنلندا، من إسماع صوت المغرب في كبار المهرجانات الثقافية. 
أما في ما يخص المساهمة في تأطير وتنظيم المهاجرين المغاربة في فنلندا البالغ عددهم حوالي 5 آلاف مغربي ومغربية ، فإن جمعية السواعد الصحراوية المغربية بفنلندا، تحرص على الدفاع عن كرامة المهاجرين المغاربة وإرشادهم في حالة واجهوا مشاكل قانونية ، وكذلك التعريف بحقوقهم التي يضمنها لهم القانون الفنلندي.
تقول جميلة ، في حديث حصري خصت به موقع” فنلندا بالعربي ”، إن “حس الإنتماء إلى الوطن يقوي لدينا إرادة البذل والعطاء والاستعداد المستجد للحضور المكثف في مختلف الأنشطة، حتى نتمكن، ولو نسبيا، من ممارسة تأثير إيجابي على مستوى التعريف بالرصيد الثقافي الوطني وبقضايا الجالية المغربية في فنلندا وكذا بعدالة قضيتنا الوطنية”.
وأكدت الفاعلة الجمعوية المغربية، أن الجهود التي تبذلها إلى جانب زملائها في فنلندا، هو “عمل يستهويني إلى حد كبير، لأن أي مواطن مغربي في فنلندا هو لسان حال وطنه والمعبر عن قضاياه متى سنحت الظروف”.
وتضيف جميلة ، أن العمل الجمعوي والحاجة الماسة إلى التعريف بمختلف الأنشطة الوطنية المغربية ، يتطلب التعامل والاحتكاك مع مختلف شرائح المجتمع الفنلندي وخاصة في الوسطين الجمعوي والإعلامي، وهو ما يحفزها على المشاركة في كل الأنشطة الثقافية لنقل صور مميزة عن بلدها الأم . ومهما يكن من أمر، فإن جميلة ليست الوحيدة ، ذلك أن هذا البلد يعج بكفاءات نسائية مغربية وفي كل الميادين واللواتي يحرصن على تمثيل وطنهن أحسن تمثيل في كل مجالات تدخلهن ولا يدخرن جهدا ويساهمن في إنجاح اندماجهن داخل المجتمع الفنلندي بكل عزيمة وإصرار.
وأبرزت جميلة ، التي لا تخفي أن سر نجاحها كان من ورائه شريك حياتها الذي ساعدها في تحقيق أمنيتها وطموحها، أن اهتمامها بقضية الصحراء المغربية كانت لها دوافع ذاتية تمثلت في الحقد والكراهية الذي شاهدته بأم العين عندما كانت تقيم بإيطاليا ، حيث  كان أفراد من مرتزقة البوليساريو في جمعية ثقافية بمدينة بيزا الإيطالية يبثون الحقد والكراهية في عقول الأطفال إتجاه المغرب والمغاربة.
عن حضور الجالية المغربية في فنلندا ، تقول جميلة ، إن هناك طاقات مغربية عديدة، حاضرة بثقلها وتمكنت من فرض ذاتها في عدة مجالات ، داعية إلى تظافر الجهود والتنسيق بين الجميع من أجل الدفاع عن القضية الوطنية و التعريف بالثقافة والحضارة المغربية على كافة المستويات.