الاثنين 6 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي:برقية إلى وهبي... غدرت مهنتك فقدمتها قرابانا لحكومة مفلسة

محمد الشمسي:برقية إلى وهبي... غدرت مهنتك فقدمتها قرابانا لحكومة مفلسة محمد الشمسي
إلى وهبي وزير العدل:
أتقر بجريرتك أيها المحامي الوزير؟ أتقولها بالفم المليان أنك أنت من أقنع وزير المالية بتسعير ضريبة مجحفة متسلطة على المحامين؟...
غدرت يا وهبي، غدرت مهنتك وقدمتها قربانا بين يدي حكومة مفلسة ظنناها ستخلق الثروة للشعب فإذا بها تريد أن تخلق ثروة من جيوب الشعب...
بأي ميزان قست؟ وأي معايير استحضرت؟ وبأي هدى اهتديت؟ حتى جعلت للإبتدائي ثمنا وللإستئنافي وللنقض ثمنا؟ هل قياسا على ملفات مكتبك أم نكاية بأهل مهنتك؟ وما أعلمك أنت بالأرقام وأنت رجل كلام ولست رجل أعداد؟ وكيف جعلت الملف التجاري بملاييره يتساوى مع ملف نفقة أو طرد تعسفي أو إصلاح اسم في الحالة المدنية أو تعويض على حادثة شغل بتر فيها عضو؟ كيف استوى عندك هؤلاء يا وزير العدل؟.
لا يحمر لك خد ولا وجنة وأنت تتباهى بأنك "حمو رابي" زمنه، تشرع ما تشاء، وبالطريقة الانفرادية التي تشاء، وتطلع عليها من تشاء، ثم تسربها بالشكل الذي تشاء، تتباهى بأنك لست جبانا والحال أنك عميد فريق الجبناء، لأنك تهاب إشراك غيرك حتى لا ينفضح وهنك وكسلك، فكثر زعيقك مثل ذلك الخواف الذي يؤنس نفسه بالصياح، وليتك جبان وكفى...
هل من العدل يا وزير العدل أن تستفرد بطبخ مشاريع القوانين، وتنسج المسودات في جلسات سرية، وتحرض وزير المالية على مهنة جعلت لك شأنا ومنزلة بعدما كنت نسيا منسيا؟، أنت جاحد ناكر للفضل يا وهبي، ما إن لبست كسوة الوزارة حتى دست على بذلة المحاماة...
أبهكذا منطق ومنهج يقدم وزير العدل نفسه؟ أبمنطق "أنا ربكم الأعلى" أبمنطق" أنا الوزير" أبمطنق " اللي معجبو حال يشرب البحر"؟ بئس المنطق وبئس المنهج...
لو كان لذلك الكرسي الذي تقعد عليه لسان لعدّد لك أسماء العشرات من الذين جلسوا فوقه، وأنك لست مكتشف القارة السابعة ولا مخترع العجلة ولا مبتكر الكتابة، وأنه"داز منك عداد" وأن التاريخ يكتب كل وزير في الخانة التي تليق به، وأما الذين ملؤوا الدنيا ضجيجا وترنحا فقد كتبهم في خانة الظواهر الصوتية، وأما الذين غلب عليهم النزق والرعونة فقد كتبهم في خانة المتهورين، وأما من خان العهد والميثاق فقد كتبه مع أهل العقوق المهني...
قل لحكومتك التي حضنها المغاربة وبنوا عليها آمالهم، إن تدبير الدول لا يكون بفرض مزيد من الضرائب على مختلف فئات الشعب، قل لها إن السياسة فن وإبداع في اختراع سبل لخلق النهضة والتنمية وليست السياسة هي أن يجتمع رهط الحكومة ويفتشون في قوائم الشعب ليبحثوا لهم عن فرض ضرائب على الأنفاس والأرزاق والأرواح، كل ذلك ليداروا عجزهم وخيبتهم ومحدودية فكرهم، إذا كنت كما تزعم لست جبانا فقل لرفاقك في الحكومة أن الحكومات السابقة كانت أكثركم حكمة وتبصرا وإنسانية وإيمانا بالدستور والقانون، قل لهم إذا لم يعد لصندوق النقد الدولي ومعه البنك الدولي ثقة فيكم و في قرضكم، فلا ترهقوا كاهل المواطن بضرائب جديدة، ضعوا المفاتيح وانصرفوا غير مأسوف عليكم ، فالوطن مليء بالكفاءات والمهارات القادرة على أن تنقذ الغريق بدون تجفيف مياه البركة، وأن تنمي الدولة بدون قهر الشعب.
في الختام إذا جاعت حكومة رفاقك يا وهبي فإن لحم المحامين من المحرمات...
ودون سلام..