السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: من داخل الجزائر ناصر بوريطة يدين النظام الحاكم

يوسف غريب: من داخل الجزائر ناصر بوريطة يدين النظام الحاكم يوسف غريب
لم يستطع أن يخفي نشوته وهو يخترق كاميرات الصحفيين نحو قاعة المؤتمرات بالجزائر.. لكن لم تفقده أيضاً رزانة الدبلوماسي الممثل لكاريزما دولة إسمها المغرب..
كإن اختراقه هادئاً مبتسما.. أنيقاً.. كاختراق طائرته وبالعلم المغربي تلك الأجواء الجزائرية المغلقة بقرار رئاسي هناك..
كانت التصفيقات في انتظاره.. و بالأحضان قبل ولوج القاعة.
كان الجميع ينتظر المغرب لإنقاذ القمة العربية من الفشل..
وكان المغرب في مستوى آمال وتطلعات زملائه وأشقائه العرب.. لذلك لم تقف التصفيقات لحظة دخوله القاعة.. ولم تتعبه كثرة تبادل التحايا والسلام مع أغلبية الوفود..
وكم كانت لحظة استقبال وزير خارجية موريتانيا بليغة وبتلك  الحميمية والعناق الأخوي هناك داخل الجزائر، وكم كانت محرجة للكابرانات الذين راهنوا على عزل المغرب مغارببا.. هي موريتانيا بعد اللقاء الليبي مؤخرا بالرباط... أما تونس فعليك السلام..
نعم.. كان الحدث البارز بمنصات التواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا  هو وصول السيد ناصر بوريطة.
وكان الحدث الأبرز هو الغياب التام لخبر وصوله في مؤسسات الإعلام الرسمي الجزائري.
كان الحدث أيضا والعالم يتابعه هو هذا الغياب الملحوظ لصاحب الدّار في استقبال ضيوفه ليظهر لساكنة المعمور المستوى الأخلاقي لهذا النظام وتعريته من الحد الأدنى من التربية العادية فكيف بالنضج الدبلوماسي الذي تفرضه مثل هذه اللقاءات وفهم واستيعاب قيم رجال الدولة..
إن السيد بوريطة ممثل المغرب لم يتطفل على دولتكم أيها الأغبياء السفهاء ومنعدمي التربية والأخلاق. بل تلبية لدعوة من رئيسكم الذي استقبل برتبة مماثلة بالرباط..
لم يتطفل على أراضيهم،بل كعضو مؤثر في الجامعة العربية وبحظوة ومكانة عبر عنها بالتصفيقات لحظة دخول الأسد إلى القاعة وفي جيوبهم موقف مؤيد للصحراء المغربية..
السيد بوريطة ومعه كل المسؤولين المغاربة لم تصدر عنهم ولحد الساعة ما يسيء إلى النظام الجزائري وشعبه..
أن لا تستقبلوه في دياركم كضيف.. و تفتحون الأجواء رغماً عنكم.. فأنتم بهذا الموقف المتناقض في خانة الذين يخافون ولايستحيون مثل موقف لعمامرة قبل ستة أشهر وهو يعد الجميع وبانفة مناقشة القضية الصحراوية بالقمة العربية.. لياتي النفي المطلق من ممثل الجزائر بالأمم المتحدة....
هكذا انتم بكثرة الصفعات أصبحتم لا تملكون وجها تقابلون به ولو شبل مغربي فكيف بالأسد الإفريقي..
هي ست ساعات مدة مكوث السيد ناصر بوريطة بالجزائر كافية أن يكون نجم اللقاء.. كافية أيضا أن يعرف العالم حجم الورم المرضى في عقلية ونفوس هذه العصابة التي أهانت بهذا السلوك دولة الجزائر وشعبها وتاريخ شهدائها.. بحجم فضيحة جماجم العملاء والخونة..
أما الأسود حين تذهب إلى الشرب فالضباع تفسح لهم المجال.. وكم كانت اللحظة قويّة ومعبرة ومزلزلة بكل المقاييس أن يدان النظام الجزائر داخل الجزائر حين قدّم  السيد بوريطة في كلمته خلال الاجتماع مشروع قرار مدعوم عربيّاً يدين إيران بسبب تسليحها حركة البوليزاريو بطائرات الدرون وحمّل النظام الجزائري مسؤولية احتضان حركة إرهابية تهدّد أمن المملكة المغربية..
الأسود لا تهاب ومن قلب الجزائر ووجهاً لوجه وبحضور الجميع وبصوت مسموع ورأس مرفوع.. أيها النظام الجزائري تحملوا مسؤولياتكم فللصبر حدود.
هي ما يبقى حين ينتهي الحكي وينصرف الحكواتيون ما بعد القمّة..
تاركاً نصيحة إلى لعمامرة ومن معه :
سلّم عليّ... ولا تخف
فنحن من طبيعة الأسود.. لا يمكن لنا أن ننحدر إلى تدمير الفئران والحشرات العابرة
يوسف غريب كاتب إعلاميّ