الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: يا تبّون..لَمِْلمْ فضيحة جماجمك أولا !!

يوسف غريب: يا تبّون..لَمِْلمْ فضيحة جماجمك أولا  !! يوسف غريب
بمقبرة العالية بالجزائر وخاصّة مربّع شهداء الثورة التحريرية، يرقد إلى جانب كل الرؤساء السابقين على رأسهم الزعيم" الروحي والأب والثوري الأممي" المقبور هواري بومدين.. كما يرقد إلى جانبه جماجم لخونة وعملاء الاستعمار الفرنسي..
قبل سنتين وفي حفل مهيب نقلته كل وسائل الإعلام الجزائري مركّزة على دموع الرئيس عبد المجيد تبون وهو ينحني أمام جماجم الشهداء تحت طلقات مدفعية واستعراض للمروحيات..
هكذا سوّقت الصورة.. صورة النضال من أجل جماجم أبطال التحرير وشهداء الثورة..ليكتشف الجميع قبل أسبوع، أن هذا السيناريو المحبوك بين النظام الجزائري ومستعمره السابق عبارة عن أكبر خديعة في تاريخ البشرية..
أكبر إهانة لدم الشهداء والثوار وأحرار العالم وإهانة لذاكرة ورموز الشعب الجزائري..
هي الفضيحة الأخلاقية التي تجعل من تبون بمعية أفراد العصابة فاقدين لأية شرعية ومشروعية داخل محيطه الإقليمي والدولي، بحجة أن من يستطيع أن يخون شهداء بلده ويزور تاريخه ويلوّث مربع الشهداء بجماجم الخونة والعملاء ويضحك على شعبه.. غير جدير بشرف وتشريف رئاسة القمة العربية..
فالخائن لأهله ولشعبه غير آهل بالثقة والمسؤولية فكيف السعي وراء شعار لمّ شمل البيت العربي!!؟
وهوالشعار كتلك الشجرة التي تخفي وجه هذا النظام المعررف بعدائه لمحيطه وأبعد..
وواهمُُ من يعتقد بأن الجزائر في ظل هذه العصابة ستتصرف كدولة طبيعية ليس لديها ما تزايد به على أحد، لا على مصر ولا على المغرب ولا على الدول العربيّة الأخرى التي أقامت علاقات مع إسرائيل…وهي دول لا تحتاج إلى دروس من أحد..
هي الدروس العدائية المستمرّة لحدّ اللحظة الموجهة ضد بلدنا ورموز مؤسساتنا الدستورية عبر برنامج يومي يعدّه السيء الذكر -بن سديرة- منذ ثلاثة أيام حتّى يخال المرء أنّه الناطق الرسمي باسم القمة العربية هناك..
طبعاً ولن تجده العصابة رجلاً مناسبا لأطروحة الخيانة غير هذا الديوتي الخائن لشرفه وعرضه وهو يقدم ام أولاده قربانا لكبرانات فرنسا!!
لن يجدوا وجها وقحاً في العالم يقارن العلاقات بين الدول ورؤسائها بمنطق الطلاق بين الزوجين وبكامل السفاهة ولغة المرحاض كما ألفها بنادي الصنوبر بالجزائر!..
هو انسجام كبير بين أفراد العصابة التي تستعد ان تستولي على مؤسسة القمة العربية لتبييض وجهها وسجل خيانتها..
هو أيضاً ما يدفع اليوم الكثير من ملوك وأمراء ورؤساء الدول يعتذرون منذ البارحة عن الحضور بالجزائر خوفاً من أن تتلوّث أياديهم بالخيانة كما هو حال مربع الشهداء بمقبرة العالية!..
لكن قبل انعقاد القمة.. إذا انعقدت بمن حضر من ممثلى الدول العربية، لن تمحو أبداً هذه الخيانة لدم شهداء الثورة الجزائرية.. ولن تستطيع الشعارات تجميل وجه هذا النظام المخادع والمنافق والجبان
أبداً..
لن تستطيع حماقات الأبواق أن تخفي إزعاجها من خبر تسريب حضور العاهل المغربي إلى الجزائر.. فحجم الصراخ بحجم الألم والخوف والهزيمة..
لأنها لم تستطع أن تمنع الفرقاء الليبيين للعودة من جديد إلى رباط الخير والفتح بعد كل مناورات ودسائس خونة النظام الجزائري..
لم تستطع ان تمنع موريتانيا من توقيع مذكرة التفاهم ذات الصلة بالأنبوب المغربي النيجيري المار بالصحراء المغربية طبعاً
لن يستطيعوا ان يفهموا ويستوعبوا أن الملك في بلدنا له وضع دستوري خاص لكن بثقل روحي وأخلاقي وديني وتحكيميّ أيضا..
والملك هو جزء من تاريخ المغرب ومن جغرافية المغرب ومن ماضي المغرب ومن حاضر الحاضر ومستقبل المغرب
لن يفهموا ذلك..
لأنهم خونة وخدّاعين لأهلهم ولشرفاء ثورتهم المليونية..
مثل هذا النظام يعزل بمنطق الأطباء..
أما التاريخ فقد ملأوا مزبلته وأكثر ..
 
يوسف غريب، كاتب إعلامي