الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

مسعود بوحسين: وفرة المهرجانات السينمائية ليست إلا محاولة لتغطية ما يعانيه قطاع الفن والثقافة من عجز

مسعود بوحسين: وفرة المهرجانات السينمائية ليست إلا محاولة لتغطية ما يعانيه قطاع الفن والثقافة من عجز مسعود بوحسين

تحتضن المدن المغربية في شهر أكتوبر 18 عرسا سينمائيا، عدد يعطي انطباعا بأن المملكة من بين الدول الرائدة في مجال الصناعة السينمائية عربيا أو عالميا، إلا الواقع عكس ذلك تماما، مما يثير الكثير من علامات الاستفهام، حول ما أسباب موجهة من المهرجانات السينمائية، التي اجتاحت مختلف المناطق المغربية.

في هذا الصدد تواصلت "أنفاس بريس" مع مسعود بوحسين، فنان ورئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، لتقريبنا من أسباب الكامنة وراء كثرة المحافل المنظمة بالبلاد.

 

ما تفسيرك لتناسل المهرجانات السينمائية بالمغرب؟

أصبح هناك تضخم للمهرجانات، مع غياب مفهومها الحقيقي، فهذه الأخيرة تعد تتويجا للحياة الثقافية سواء تعلق الأمر بالسينما أو المسرح أو غيرها من مجالات الإبداع والتركيز على "تيمة" واحدة، مما ينتج عنه استفادة ثقافية وفنية واقتصادية أيضا، لكن الملاحظ في المغرب أن التظاهرات المنظمة بعيدة كل البعد عن هذا المفهوم، فهي من جهة ليست تتويجا للحياة الثقافية، وتعتمد "تيمات" متكررة وتفتقر للخصوصية، ولا يستفيد منها المهنيين كما ينبغي.

هذا الوضع يسلط الضوء على ما يعاني منه القطاع الفني الثقافي من عجز، يحاول القائمون عليه تغطيته بإقامة هذا الكم من المهرجانات، بدل التركيز على نقطتين أساستين، الأثر الذي تركه المهرجان، وأن توفر سياسة ثقافية مضبوطة.

بالطبع لدينا مهرجانات مهمة، لكن قطاع الفن والثقافة قطاع غير معقلن، إذ لا توجد عقلنة للمجال والنموذج الاقتصادي للمهرجان، مما يجعل الاستفادة مقتصرة على المسؤولون عن اللوجستيك.

كما يجب إحداث آلية دعم لهذه المهرجانات، ليكون لها امتداد ثقافي واقتصادي في المنطقة، لإبراز قيمتها باعتبارها فرصة لتبادل الخبرات والتكوين المستمر لمهنيي القطاع وتحقيق التواصل فيما بينهم، وأن لا يكتفي القائمون عليها بالترويج لها إعلاميا.

لابد من أن إعادة النظر على مستوى تنظيم المهرجانات والسياسة الثقافية، والحرص على أن يترك الحدث المنظم أثرا إيجابيا عند المتلقي، بالدرجة الأولى وعلى الفنان وعلى الجهة التي احتضنت فعالياته، مما يخول للجهات المعنية مراقبة النتائج، لكي لا تكون المهرجانات مجرد تدبير للمال العمومي.

 

ما القيمة المضافة لوفرة التظاهرات السينمائية الوطنية المنظمة؟

هناك مهرجانات تضيف قيمة للمجال الفني عامة والسينمائي بشكل خاص، لكن في المقابل نجد أن هناك عدد كبيرا من تلك التظاهرات ليست إلا فرصا مناسباتية، لا تحقق الأهداف التنموية المبتغات منها وليس لها نتائج ملموسة.

يجب أن يضم دفتر التحملات شروطا تتعلق بالأثر الثقافي والاقتصادي من المهرجان ومنحه الدعم الكافي، لتحقيق أهداف تنمية للمواطن بالدرجة الأولى وليس لصناع السينما أو الجهات التي تتولى التنظيم وغيرها، لتكون ثقافة فاعلة.