الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

محيي الدين حجاج:هل يدفع مغرب اليوم فاتورة تاريخه الإمبراطوري ..؟!

محيي الدين حجاج:هل يدفع مغرب اليوم فاتورة تاريخه الإمبراطوري ..؟! محيي الدين حجاج
كلنا نعلم بأن لبلادنا تاريخًا إمبراطوريا عظيما، امتد لفترات من المحيط الأطلسي غربًا لحدود إقليم برقة شرقًا، وفي أحيان أخرى من مصب نهر السنغال جنوبًا لتخوم برشلونة شمالًا، هذا الامتداد الجغرافي الذي تمدد وتقلص لفترات معينة لدواعي لا يسع المجال لذكرها، جعل من المغرب خلال الفترة الوسيطية وبدايات الفترة الحديثة مملكة عظمى ومخاطبًا وخصمًا رئيسيًا لممالك أروبا.
وبما أن الحاضر وليد للماضي و أن التاريخ لا يؤمن بمنطق القطائع، فكل محاولة مغربية لإحياء ماضيه الإمبراطوري - ليس ترابيًا و انما اعتباريًا - نجد له صدى لدى بعض الدوائر الأروبية المفعمة بالماضي الاستعماري و التي ترى في كل نهضة مغربية تهديداَ مباشرًا لها ولمصالحها، فهي لا تحب أن ترى المغرب إلا عليلًا مريضًا مقسمًا .
والحالة هاته، فلا عجب ان تسعى بعض القوى الأوربية إلى فرملة وكبح النهضة المغربية، أكان ذلك في الماضي مع محاولة الحسن الأول الإصلاحية عبر تسخير المحميين القنصليين، أو حاليًا و ما نراه بأم أعيننا عبر "المحميين الحقوقيين" كنوع متحور وامتداد موضوعي لأسلافهم القنصليين، ممن استطابوا "طبطبة "تلك القوى على أكتافهم وربما أرصدتهم البنكية أيضًا .
غير أن التاريخ علمنا بأن مجرى الأحداث يجرف معه كل المساحيق ومعها الشعارات ويجعل الحقيقة بارزة مثل الشمس في كبد السماء، فكم من محمي قنصلي كان في زمانه رمزًا ونبراساً، ونراه نحن اليوم مجرد بيدق في طابور خامس/ج مهد للأجنبي سُبل احتلال بلاده وتقسيمها.
والله المستعان.