الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

عبد الغني السلماني: بنعيسى استشهد من أجل قضية والقضية لا تموت

عبد الغني السلماني: بنعيسى استشهد من أجل قضية والقضية لا تموت عبد الغني السلماني والشهيد محمد بن عيسى أيت الجيد
يوم الثلاثاء 20 شتنبر 2022 سيكون هناك موعد آخر، موعد الألم وتحريك المشاعر الدفينة. في غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس، ستكون جلسة أخرى من جلسات الملف القضائي الخاص باغتيال  شهيد الحركة الطلابية المغربية والحركة التقدمية  محمد بن عيسى أيت الجيد، الملف الذي يتابع فيه القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين. الملف الذي يُتناول بمنطق السياسة ونحن نقاربه بمنطق الذاكرة والعشرة الرفاقية .
بنعيسى لم يكن متطرفا ولا حاملا للسلاح من أجل قلب النظام ولا منظرا لذلك. كان مناضلا مسؤولا في لجنة جامعية انتقالية كان هدفها تهييء الشروط لمؤتمر إستثنائي لأوطم .
بنعيسى كان مسؤولا مناضلا يحترم الفصائل التاريخية ويناضل بجانبها من أجل جامعة متطورة وحقوق مادية وديموقراطية لكل الطلاب.
لكن آلة الظلام كانت تشتغل بمقاربة معكوسة بشعار لابد أن ينتهي "الإتحاد الوثني لملاحدة المغرب ". بإختراقه وإفراغه من محتواه التقدمي واغتيال رموزه وكذلك كان ..
التاريخ معروف والتفاصيل قد نرجع إليها في سياق آخر . للمهم يوم الثلاثاء القادم 20 شتنبر من هذا الشهر ستكون الجلسة 114 التي حضر لها الشاهد الوفي الخمار الحديوي والعائلة والرفاق من مختلف الأجيال.
 ثلاثة عقود  من النضال والمطالبة بالحقيقة كل الحقيقة في معرفة  وقائع الجريمة من قتل؟ من نفذ؟ من تستر ...نريد معرفة الحقيقة كاملة مكتملة .
منذ تاريخ استشهاد بنعيسى فاتح مارس 1993، التاريخ الذي يؤرخ لأفظع الجرائم الإرهابية في حق الجامعة المغربية، اغتيال المعطي بوملي في وجدة و بنعيسى في فاس  وملف الإغتيال السياسي يتعرض لمحاولات الطمس وقتل الحقيقة وتزييف الوقائع.
كيف يمكن لمتهم بالقتل العمد يتابع في حالة سراح ..؟!!!
لذلك نحن رفاق وأصدقاء وعائلة  ومجايلي الشهيد ندعو إلى كشف الحقيقة كاملة و معاقبة كل المتورطين في جريمة الاغتيال ، ونعمل سويا لبناء مجتمع خال من الإرهاب والتطرف .
 وهي فرصة لدعوة كل الأقلام الحرة وللأصوات الديموقراطية والتقدمية التي عاشت وعايشة الواقعة المؤلمة من فصائل تاريخية ورفاق الشهيد   ومجايليه تقديم شهادات حتى لا يتكرر القتل وتعود الجامعة كمكان للحرية و "أوطم" كإطار تقدمي يحمي الذاكرة ويحصن المطالب المادية والديموقراطية للطلاب . باعتباره إطارا مدنيا لا عقائديا لكل الطلاب والطالبات .
وعليه، نطالب من كل العارفين بحقيقة اغتيال الشهيد ، أن لحظة الفرز مواتية للجهر بكل الحقيقة.  
نعتبر أن كل أشكال المواكبة والتعريف بقضية الشهيد وكل أشكال  الدعم والحضور لمتابعة الملف هي  معركة كل الشرفاء ، هي جزء لا يتجزأ من الدفاع عن حرية الرأي والاختلاف من أجل نشر قيم الفكر والتسامح التي استشهد من أجلها الشهيد.. وهي فرصة لنعلن بصوت عال أن معرفة حقيقة هذا الملف الشائك لا يمكن أن تعالج إلا العدالة  والعدالة الشجاعة بحكم قضائي   الضامن لتجسيد مبدأ استقلالية القضاء وصيانة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة الداعية إلى رهان عدم الإفلات من العقاب. دون أن تكترث لحجم تنظيم المتهم الذي يلعب كل الأوراق من أجل تهريب الملف وخلط الأوراق..
وهي فرصة مواتية لدعوة كل  الإطارات الحقوقية وخاصة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي كان الشهيد بنعيسى منخرطا ومناضلا مسؤولا في صفوفها إلى تحمل المسؤولية في إقرار العدالة في هذه القضية ولاشيء غير العدالة. لأن القيم التي استشهد من أجلها بنعيسى هي المشترك بين كل الفاعلين الذين ينشدون مطالب الدولة المدنية تحت شعار. حرية .كرامة .عدالة اجتماعية.
 أتمنى أن يكون يوم الثلاثاء 20 شتنبر 2022. يوم النطق بالحكم وإنصاف الشهيد وعائلة الشهيد ورفاقه ومحبيه ومجايليه.
قد تستطيعون قطف كل الزهور .لكن لن تستطيعوا إيقاف زحف الربيع...
 

عبدالغني السلماني، كاتب وناقد