الخميس 6 فبراير 2025
خارج الحدود

"ليز تراس" تتولى رسميا رئاسة وزراء بريطانيا بعد اجتماعها مع الملكة

"ليز تراس" تتولى رسميا رئاسة وزراء بريطانيا بعد اجتماعها مع الملكة الملكة إليزابيث تعين ليز تراس رئيسة لوزراء بريطانيا
وعدت "ليز تراس" بأن ترى بريطانيا أياما أفضل رغم الوضع الاقتصادي القاتم وذلك في أول خطاب لها كرئيسة للوزراء بعد توليها المهام من "بوريس جونسون".
وأجبرت الأمطار الغزيرة ودوي الرعد مؤيدي المرأة الثالثة التي تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا على البحث عن مكان يحتمون فيه بانتظار وصولها إلى دوانينغ ستريت.
لكن الغيوم انقشعت مع وصول موكب وزيرة الخارجية السابقة البالغة 47 عاما، والتي تعهدت إخراج بلادها من "عاصفة" تضخم تجاوز عشرة بالمئة وارتفاع هائل في أسعار الطاقة.
وقالت "سأتخذ الإجراءات هذا الأسبوع للتعامل مع فواتير الطاقة وضمان إمداداتنا المستقبلية من الطاقة".
أضافت "مهما كانت العاصفة قوية، أعلم أن الشعب البريطاني أقوى" محددة أولوياتها التي ستكون الاقتصاد وأزمة الطاقة والصحة.
أعلن فوز تراس في انتخابات داخلية ضمن صفوف الحزب المحافظ، في أعقاب حملة انتخابية بدأت في يوليوز 2022.
ووصلت إلى داونينغ ستريت بعدما قطعت 1600 كيلومتر ذهابا وإيابا للقاء الملكة إليزابيث الثانية في المرتفعات الاسكتلندية، حيث قبلت الدعوة لتشكيل حكومة.
وجرى اللقاء الذي استمر 30 دقيقة في قصر بالمورال بعدما قررت الملكة عدم التوجه إلى لندن بسبب مشكلات صحية.
ويتوقع أن تقوم تراس في موعد قريب، بتعليق رفع فواتير الطاقة للعائلات هذا الشتاء وربما لفترة أطول، ما قد يكلف عشرات مليارات الجنيهات.
وسيتصل الرئيس الأميركي جو بايدن بتراس الثلاثاء لتهنئتها، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار.
وكتب بايدن في تغريدة "أتطلع إلى تعميق العلاقة الخاصة بين بلدينا والتعاون الوثيق بشأن التحديات العالمية بما فيها استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا وهي تدافع عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي".
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تعيين أعضاء فريقها قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان الأربعاء 7 شتنبر2022.
ويتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينغ منصب وزير المالية وهو من أصل غاني وأن تسلم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا بريفرمان وهي من أصل هندي، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية وتعود أصوله إلى سيراليون.
وفي حال تأكدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيا من هذه الوزارات الرئيسية لن تسلم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.
وأمام تراس كم هائل من الأمور التي ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.
فالعائلات التي تعاني من صعوبات تواجه زيادة بنسبة 80 بالمئة في فواتير الكهرباء والغاز اعتبارا من أكتوبر 2021، وطالبت بإجراءات فورية للحؤول دون إجبار ملايين الأشخاص على الاختيار بين تدفئة منازلهم وشراء المواد الغذائية هذا الشتاء.
كما حذرت الشركات التجارية من أنها قد ت رغم على الإغلاق بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة أكثر.
وتعهدت تراس التي تقول إنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة الإقراض قد تفاقم التضخم.
وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذرا الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخا جديدا في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساسا جراء استقالة جونسون.
وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخرا إلى أن قسما كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وكشف استطلاع جديد أعده معهد "يوغوف" عن أن 14 في المئة فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس، الرابعة على رأس الحكومة من حزب المحافظين في ست سنوات، أفضل من جونسون.
تعهد جونسون، الذي تخللت ولايته لحظات مفصلية على رأسها بريكست وكوفيد وانتهت قبل أوانها بسبب الفضائح، في وقت سابق دعم خليفته ليز تراس في كلمة في داونينغ ستريت لآخر مرة بصفته رئيسا للوزراء.
وقال قبيل توجهه إلى بالمورال لتقديم استقالته إلى الملكة "سأدعم ليز تراس والحكومة الجديدة في كل خطوة".
وحض حزبه المحافظ الحاكم على تنحية الخلافات داخل صفوفه للتعامل مع أزمة الطاقة.
وأضاف "إذا كان بإمكان ديلين (كلبه) ولاري (هر داونينغ ستريت) تجاوز الصعوبات التي تطغى على العلاقة بينهما بين حين وآخر، فبإمكان الحزب المحافظ أيضا القيام بذلك".
وما زتل جونسون (58 عاما) محبوبا في صفوف القاعدة الشعبية للمحافظين على اعتباره فائزا في الانتخابات ويتمتع بكاريزما عالية وأخرج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
ورغم الاتهامات المتكررة بالفساد والمحسوبية خلال ولايته وفرض الشرطة عليه غرامة غير مسبوقة لخرقه قواعد الإغلاق التي وضعها بنفسه، يقال إنه ممتعض من اضطراره للاستقالة.
وتفيد توقعات بأنه سيستعد للعودة خصوصا إذا واجهت تراس صعوبات في تجاوز المشاكل العديدة التي تواجهها البلاد.
لكنه أعرب عن دعمه الكامل لخليفته وقال إن "الوقت حان ليصطف جميع المحافظين خلفها بنسبة مئة في المئة".
وفي خطابها، تعهدت تراس أن يحقق حزبها "فوزا كبيرا" في انتخابات 2024