الأحد 24 نوفمبر 2024
منوعات

مهرجان البيرة في الضفة الغربية المحتلة برئاسة امرأة !!

مهرجان البيرة في الضفة الغربية المحتلة برئاسة امرأة !! صورة أرشيفية
لا مثيل لمهرجان البيرة السنوي المقام خلال نهاية هذا الأسبوع في الطيبة، في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعمل منذ عام 1994مصنع البيرة في القرية في ظل ظروف صعبة بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. 
الأمر الثاني الذي يميزه هو أن امرأة تديره اليوم وهي "ماديس خوري" ابنة عائلة من صانعي البيرة الذين جعلوا من الشراب المنتج في القرية المسيحية الصغيرة، على بعد حوالى عشرة كيلومترات من رام الله في شمال الضفة الغربية، ماركة عالمية. 
"ماديس خوري" التي قيل إنها أول وربما المرأة الوحيدة التي امتهنت صناعة البيرة في الشرق الأوسط، أمضت طفولتها حول الأحواض الضخمة في مصنع عائلتها.
وقالت لفرانس برس "نشأت في مصنع البيرة منذ كنت في التاسعة من عمري، كنت أركض في الأرجاء أفعل ما أرغب به. شاهدت والدي وعمي وهما يبنيان المشروع التجاري الذي أحببته مع الوقت". 
بعد الانتهاء من دراستها في بوسطن في شرق الولايات المتحدة في 2007، عادت ماديس إلى الطيبة لتبدأ خطواتها الأولى في مشروع العائلة. وهي اليوم مسؤولة عن إدارة مصنع البيرة ومهرجان البيرة المستوحى من مهرجان أكتوبرفست الألماني الشهير منذ انطلق في عام 2005.
مهرجان "الطيبة أكتوبرفست"، يتعلق بالهوية الفلسطينية بقدر ما يتعلق باستهلاك البيرة. فهو يجمع بين رقصات الدبكة والرقص التقليدي وتناول البيرة مع خوض نقاشات سياسية جدية. 
قالت ماديس خوري "لبناء دولة فلسطينية، علينا أن نستثمر أموالنا وتعليمنا وجهدنا في البلاد من خلال فتح أعمال تجارية بدون الاعتماد على المساعدات الخارجية التي يمكن أن تقطع في أي وقت". 
ليس تحويل مصنع البيرة إلى مشروع تجاري قابل للحياة بالأمر الهين في الضفة الغربية، كما تقول ماديس موضحة أن "إضافة إلى كوننا تحت الاحتلال.. هناك نقص في المياه ولا توجد حدود، والتنقل والمواصلات صعبة جدا". 
سوق البيرة الفلسطيني صغير وهو بمعظمه موجه خصوصا إلى الأقلية المسيحية في الضفة الغربية. 
يضاف إلى ذلك، وفق ماديس الصعوبات المرتبطة "بكونك امرأة" في بيئة يهيمن عليها الرجال. إذ تقول "في مجال البيرة، تعيش النساء حياة صعبة جدا، لكنني أعتقد أن ما يزيد المصاعب بالنسبة لي هو أنني في بلد يسيطر عليه الرجال، وبلد عربي وتحت الاحتلال، لذا فإن الأمر أصعب بأربع أو خمس مرات من أي مكان آخر". 
بوجود تسع بلدات وقرى مسيحية فقط في الضفة الغربية، اضطرت عائلة خوري إلى التوجه نحو التصدير. واليوم، علامتها التجارية متاحة في جميع أنحاء العالم، من اليابان إلى الولايات المتحدة، مع إجمالي إنتاج سنوي من نحو 1,8 مليون زجاجة. 
من ناحيتهم، قال منظمو مهرجان "الطيبة أكتوبرفست" إنهم يتوقعون مشاركة نحو 16 ألف شخص في مهرجان هذه السنة. 
ورأى بسام بسيم أحد سكان الطيبة إن البيرة أخرجت قريته الهادئة من غفوتها، بقوله إن "هذه البيرة جعلت قريتنا معروفة في جميع أنحاء العالم".