الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: الصحراء المغربية بين تقرير المصير والحق التاريخي

عبد الوهاب الدبيش: الصحراء المغربية بين تقرير المصير والحق التاريخي عبد الوهاب الدبيش
حين طرح المغرب قضية الصحراء تحت الاحتلال الاسباني على محكمة العدل الدولية في لاهاي سنة 1974 كان سنده في قضيته، المشروعية التاريخية التي تؤكد بالملموس ان هذه الاراضي لم تكن ارضا خلاء وانما كانت ترتبط بالمغرب ارتباطا تاريخيا ..
أنبذ اختارت الجزائر منحى آخر غير الحق التاريخي لأنه سيكشف ان الجزائر نفسها كانت اراضي مغربية الى حدود ثلاثينيات القرن العشرين وانتبهت مع مستشاريها من اليسار الأوربي المناهض والمعادي للملكية المغربية ان تتجه صوب فكرة أخرى هي تقرير المصير المبدأ المبني على قضية حق اريد بها باطل..
والحقيقة ان الجزائر حققت بهذا الحق المغلوط انتصارات امام القوى اليسارية الدولية وانهكت دبلوماسيتنا في العديد من المناسبات التي تكالب فيها وعلينا اليسار والقوى ال"تقدمية "قبل انهيار جدار برلين أواخر الثمانينات من القرن الماضي ..
كان هذا المبدأ الذي هو "تقرير المصير" هو مخرج الجزائر مؤقتا من ورطة وجودها كطرف معني بالدرجة الاولى بقضية الصحراء المغربية..
واستغلت الجزائر هذا الطرح لتهرب النقاش الحقيقي حول الحدود مع الجيران الى قضية وهمية لا تعنيها في شيء غير انها جدار يمنع عنها المساءلة القانونية حول سرقة اراضي الجوار سواء كان مغربيا او ماليا او ليبيا او تونسيا او نيجيريا..
الان بعد استرجاع الدبلوماسية المغربية لزمام الامور وبعد الاستعانة بالتاريخ الذي زكى وساند الطرح المغربي منذ البداية عاد الاعلام الجزائري الى الاختباء وراء منظومة الاراضي الموروثة عن الاستعمار كحدود طبيعية بين الدول وان غيرها لا اساس قانوني له..
اعتمدت الجزائر على نخبة من الانفصاليين الموالين لأطروحتها حتى ولو كانوا من اصول غير صحراوية وحقيقة الامر ان اغلبهم بل ان اكثر من تسعين بالمئة من البوليساريو ينتمون الى اقاليم طاطا وطرفاية وگلميم وطانطان واقا واسا الزاگ وهي مناطق مغربية ولا تعد من المجالات المتنازع عليها مع الجبهة الانفصالية واتذكر حوارا اجراه بوعيدة مع احدى القنوات ذكر فيها كيف انه سلم على احد الانفصاليين في نيويورك باعتباره من ابناء عمومته هذه حقيقة يؤكدها اهالي المناطق المجاورة للاقاليم الجنوبية وتؤكدها ايضا سجلات مواليد العناصر الانفصالية في هذه المناطق ..
فعن اي تقرير المصير تهتف هذه الدولة المارقة هل يمكن لأفراد معدودون لهم روابط عائلية بالمغرب ان يقرروا مصيرهم وهل مئتي ألف انسان يشكلون شعبا الشعوب يصنعها التاريخ وتقرير مصير شعب يبنى اولا وقبل اي شيء على الاختلافات الثقافية والحضارية والدينية والاثنية والواقع يؤكد ان التاريخ والثقافة والثروات هي قاسم مشترك بين المغرب وحدوده الشرقية والجنوبية واولها تندوف والذين يرون عكس هذا المطلب فليذهبوا الى جهنم او ليشربوا ماء المحيط ان هم وصلوا شواطئه.