الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: الكوكب المراكشي وغضب الكريزي بويز

ادريس المغلشي: الكوكب المراكشي وغضب الكريزي بويز ادريس المغلشي
انتفضت جمعية  التراس مشجعي الكوكب المراكشي ونظمت وقفة احتجاجية، مرفوقة بمسيرة تندد بالوضع المزري والمأساوي  الذي آل إليه الفريق بعد هبوطه لقسم الهواة، وهو أمرمتوقع بالنظر لعدة عوامل كانت تلوح في الأفق منذ زمن بعيد أن الفريق ليس في أحسن حالاته. ولو أردت أن أسرد الأحداث منذ بداية التسعينات على وجه الخصوص، لقدمت أكثر من دليل على أن وضعيته لم تكن مطمئنة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل فعلا هناك إرادة لطمس هذا الفريق العريق ؟ مادام أغلب المسؤولين ليس لديهم كما نقول "الكبدة " عليه  باستحضار تاريخه ورموزه وماقدم للبلد منذ الاستقلال.
 ماهي الخلفية الحقيقية لطمس معالمه من خلال دمجه مع فريق آخر  إن فعلا كان هذا الأمرواقعا لامحالة ؟ 
اترك هذه الأسئلة عالقة للمهتمين وذوي الإختصاص للإجابة عليها لكن ما أثار انتباهي أن الالتراس كعاشقة لفريقها حد الموت خرجت للتعبير عن غضبها والاحتجاج على الوضع وهو من حقها بطريقة حضارية تثير كثير من الإعجاب والأسئلة .
 الخلاصات المستفادة من هذا الحراك والاحتجاج الرياضي كونه عبر عن قوة الحضور و التنظيم والانضباط للتوقيت والتاريخ وغالبية المشاركين شباب مع توحيد طريقة ترديد الشعارات مع الحركة وبالتناوب عملية التصفيق بل حين يرفع القائد يديه الكل يسمع فيعم السكون والصمت .كما أن المسيرة احترمت مسار المدار. لكن تبقى بعض المناوشات على قلتها غير مؤثرة في الرسالة. التي جاء مضمونها من خلال بعض تصريحات الرموز او من خلال القيادة مركزة تستهدف الإشكالات الحقيقية للفريق وتعبر عن درجة وعي المستجوبين الذين أعطوا الدليل على تمكنهم من حيثيات المشكل ومتابعين بشكل دقيق لكل المعيقات بل يبدو أنهم محاورين شرسين في الدفاع عن مصير الفريق .فعلا يشرف فريق رياضي ان يكون المدافعون عنه نخبة مثقفة واعية ضابطة للمفاهيم والمصطلحات والمقاربات كذلك .
وأنا اتابع هذا الملف إنتابتني حسرة اولا على فريق مدينتي وكيف تكالبت عليه مجموعة من السماسرة والشناقة بعدما باعوه في المزاد العلني مضحين بتاريخه وانجازاته.  وتساءلت في جانب آخر ونحن نعيش اجواء هذه الحكومة اللقيطة التي لاتختلف في تدبيرها عما يعيشه الفريق .فعلا من غريب الصدف ان تلتق وتتشابه هذه الأحداث.لكن بقي في المخيلة سؤال رئيسي لماذا لاندبر احتجاجنا ومقاطعتنا السياسية بنفس منهجية الالتراس وبكل مقوماتها. فإذا كان الإحتجاج الرياضي بهذه القوة والتنظيم فالأولى أمورنا المعيشية. دون إغفال أن الالتراس قدمت لنا درسا عمليا كيف نعيد صياغة مقارباتنا من أجل ايصال رسائلنا لمن يعنيه الأمر بشكل أقوى وأسرع. هذا الدرس اعتبره شخصيا تحديا لكل الأحزاب وبدون استثناء .هل بمقدورها أن تؤطر الشعب بنفس النهج وبنفس القوة اظن ان الأمور لم تعد ممكنة مع توالي الخيبات وسوء النموذج السياسي من خلال عصابة من الإنتهازيين الذين لاهم لهم سوى مصالحهم الشخصية ولو على حساب القضايا المصيرية للمدينة . 
الرياضة عبر الالتراس وبعض النماذج الفنية اصبح تأثيرها وتأطيرها لشريحة كبيرة من المجتمع لايقارن بالجموع العامة لبعض الأحزاب .فالمهرجان الأخير بمريزيقة بالجديدة  يقدم دليلا واضحا عما اسلفناه في القول فلبد هزم الأحزاب على الأقل في الجانب الكمي بل ان نسبة كثيرة منهم تحفظ الأغاني اكثر مما يحفظ بعض المناضلين السياسين شعاراتهم  لقد اختلت المعادلات والأولويات وأصبحنا نعيش واقعا أغلب فقراته يحكمها التناقض وتعتريها تعقيدات تحتاج لمن يفك رموزها ويبدو أننا في الجانب الآخر في ساحة تشكو فراغا. وحتى لانركب التشاؤم كما يحلو للبعض صفنا به. لانفقد الأمل فلازال هناك بصيص وفسحة. يجب الإشتغال عليها . فلننتظر ...!