الثلاثاء 16 إبريل 2024
خارج الحدود

نظمتها جائزة خليفة.. ما مدى مساهمة التغيرات الوراثية في إكثار نخيل التمر بتقنيات زراعة الأنسجة؟

نظمتها جائزة خليفة.. ما مدى مساهمة التغيرات الوراثية في إكثار نخيل التمر بتقنيات زراعة الأنسجة؟ المحاضرة تأتي ضمن توجيهات الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء الجائزة
نَظَّمَت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي يوم الإثنين 18 يوليوز 2022 محاضرة علمية إفتراضية بعنوان "التغيرات الوراثية في إكثار نخيل التمر بتقنيات زراعة الأنسجة"، ألقاها الدكتور عبد الله بن عبد الله، مدير مشروع تطوير نظم إنتاج مستدامة لنخيل التمر في دول مجلس التعاون الخليجي (ايكاردا)، بحضور 62 من الخبراء والمختصين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور بشكل عام، يمثلون 20 دولة.
في البداية قدم الدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة  خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي، المحاضرة وموضوعها واعتبرها تأتي ضمن توجيهات الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في إطار التزام الجائزة بنشر المعرفة العلمية المتخصصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور.
 
ليفسح المجال بعد ذلك للمحاضر الدكتور عبد الله بن عبد الله الذي استعرض في مستهل محاضرته أسباب حدوث التغيرات الوراثية التي تنتج في شتائل النخيل النسيجي وعلاقتها بالتقنيات المستخدمة والمختبرات وكذلك التوصيات التي يمكن تقديمها لتفادي حدوث الطفرات وللمزارعين عند شراء الفسائل النسيجية. وأبرز بانه جرت العادة أن تتكاثر شجرة نخيل التمر ككل النباتات إما بطريقة التكاثر البذري (تزاوجي أو جنسي) ويتولد عنه نسل مختلف وراثياً ،أو يتم عبر النواة ويسمى التكاثر الخضري (غير تزاوجي)، وهذا ينتج نسل متوافق وراثياً مع الأصل، ويتم عن طريق الفسائل، وهوالأكثر إستخداماً. 
وبين المحاضر أنه من طرق الإكثار الخضري الحديثة، نجد زراعة الأنسجة التي تعني زراعة خلية أو نسيج أو حتى عضو نباتي داخل أوعية زجاجية تحتوي على بيئة غذائية متوازنة وتحت ظروف بيئية معقمة ومتحكم بها من حيث الحرارة والإضاءة وذلك من أجل إنتاج نبات كامل. 
 
                                                                                         مشهد للمشاركين في اللقاء
 
وأكد الدكتور عبد الله بن عبد الله أن تقنيات زراعة الأنسجة لها مميزات كثيرة حيث تستجيب للطلبات المتزايدة على الفسائل كما أنها تنتج عدد كبير من النباتات من نفس الصنف (أو من فسيلة واحدة)، وتعطي فسائل عادة متطابقة وراثياً فيما بينها ومطابقة للأم كما أنها خالية من الأمراض. وبذلك توفر فسائل قابلة للنقل بين الأقطار دون نشر للأمراض والآفات، كما أنها تتصف بوجود مجموع جذري يرفع من نسبة نجاحها في البستان المستديم ويساعد على سرعة النمو. ومن مميزاتها أيضاً أنها توفر فرص إستثمار ذات جدوى إقتصادية جيدة.
ومن جهة أخرى أوضح المحاضر بانه على الرغم من هذه المميزات، فإن لتقنيات إكثار النخيل بزراعة الأنسجة بعض المشاكل تتمثل في ظهور بعض التشوهات الفسيولوجية المورفولوجية والتي تظهر في نخيل التمر من أصل جيني لا جنسي. وبدأ هذا الوضع بالفعل يتسبب في بعض الخسائر المالية لمزارعي النخيل وإحراج للمختبرات التجارية المعنية.
 
وأشار الدكتور عبد الله أنه تم تطوير وتطبيق تقنيات مختلفة لدراسة مطابقة الفسائل النسيجية للنخلة الأم. وتشمل هذه التقنيات: الفحص الهستولوجي والإنزيمي والبيولوجيا الجزيئية / تقنيات البصمات الوراثية. ومع ذلك، يبقى التحقق باستخدام الصفات المورفولوجية هو الوسيلة الشائعة الإستخدام للتأكد ما إذا كانت النباتات المتأتية من زراعة الأنسجة مطابقة لصنف النخلة الأم أم لا. 
وأشاد المحاضر في الختام  بالدور الكبير الذي تقوم به جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والإبتكار الزراعي في دعم وتطوير قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور على مستوى العالم من خلال تنظيم المهرجانات  الدولية  كالمهرحان الدولي للتمور الأردنية والمهرجان الدولي للتمور السودانية والمهرجان الدولي للتمور المصرية والمهرجان الدولي للتمور الموريتانية، وما رافق هذه المهرجانات من أنشطة وفعاليات التي ساهمت بشكل فاعل في زيادة السمعة للتمور العربية وارتفاع في حجم الصادرات، بالإضافة إلى سلسلة المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة.