أنور الشرقاوي: قصة قصيرة.. الاحتضار البطيء للإصبع الصغير
بدأت الحكاية بغياب. غياب الاحساس بالألم في طرف القدم اليسرى، حيث يقبع ذاك الإصبع الصغير، المتواضع في حضوره، والهامشي في وظيفته. وبعد أسابيع، أخذ الإصبع يتحول إلى اللون الأزرق، وكأن روح الحياة بدأت تتسرب منه ببطء. ثم، ومع مرور الشهور، ازداد ظلمةً حتى صار أسود، كالثمرة المنسية تحت شمس حارقة، وبدأ بالتقرّح. الإصبع يتألم، ولكن صاحبه لا يشعر. على الأقل، ليس بعد. ورغم الاحتكاك ...