الشاعر العربي الكبير أدونيس: الموتُ غرقاً في محيطات الهجرة
- 1 - أنتَ الطِّفلُ المكبوبُ على وجهه وحيداً، بين الموج والرّمل، على شاطىءٍ سوريّ - تركيّ، تركيٍّ سوريّ، تستطيع الآن أن تنضمَّ إلى الأطفال الآخرين الذين سبقوك إلى الموت؛ تستطيع أن تهاجرَ إليهم حرّاً: لا إجازة مرورٍ، لا حدودٌ، لا عسكرٌ يضرب، ولا شرطةٌ تسجن. الزّمنُ هو أيضاً مهاجرٌ يموت، والأبديّة نارٌ موقَدَة. أنتَ الآنَ لانهايةٌ داخلَ هذه النّهايات. يدُ الضّوء، في وداعكَ، تَخيطُ نجمةً إلى نجمةٍ، ويدُ الماء تضرب الموجةَ بالموجة. ...
