الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

فاعلون جمعويون يفضحون وضعية قطاع الصحة بالسمارة

فاعلون جمعويون يفضحون وضعية قطاع الصحة بالسمارة المستشفى الإقليمي بالسمارة ووزير الصحة خالد ايت الطالب
استنكرت فعاليات المجتمع المدني بالسمارة ما اعتبرته "الاستهتار الخطير بحق المواطنين في الحياة والصحة والعلاج والذي بات يعد "سلوكا متعمدا" لا تسقط معه المسؤولية التقصيرية ولا يعفي المسؤولين من المساءلة والمحاسبة.
جاء هذا الموقف ضمن بيان وقعته العشرات من الجمعيات المهتمة بالشأن المحلي بالسمارة، حيث تعيش ساكنة هذا الإقليم المحاذي للجزائر حالة استياء وتذمر عميقين بسبب، ما اعتبر، التراجع الخطير المسجل على مستوى أداء المنظومة الصحية محليا وجهويا، تعكسه الصيحات المتواترة والنداءات المتكررة للمواطنين والجمعيات بخصوص ضعف الخدمات العلاجية المقدمة بالمركز الاستشفائي الإقليمي للسمارة، بل انعدام بعضها على حساسيته ومحوريته كمصلحة الإنعاش والغياب غير المبرر تماما لطبيبي الإنعاش والتخدير اللذين تم نقلهما مؤقتا منتصف سنة 2020 صوب مدينة العيون لتعزيز خدمات المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، وما ترتب عن ذلك من فراغ بمستشفى السمارة، شكل في حالات كثيرة وعديدة مسا حقيقيا للحق في الحياة، كما الحق في الصحة اللذين يكفلهما دستور المملكة، كما المواثيق الدولية المشار إليها أعلاه، وآخر الأمثلة ما وقع للمواطنة خولة بابا التي كانت حاملا في الشهر السابع وانتقلت لقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للسمارة حيث تمت إحالتها لمصلحة الولادة في اليوم الموالي أين قضت ثلاثة أيام قبل أن تقرر الطبيبة المختصة في التوليد إخضاعها لعملية قيصرية بالمركب الجراحي بسب تدهور حالتها، لكن ونظرا لاستحالة تخديرها بطريقة التخدير النصفي بسبب غياب طبيب التخدير والإنعاش فقد تم اللجوء للتخدير الكلي والذي كانت من انعكاساته إصابتها بنزيف حاد على مستوى الرئتين ودخولها في غيبوبة تامة تطلبت - بسبب غياب الشروط الموضوعية - نقلها  للمستشفى الجهوي الحسن بن المهدي (والذي رفض استقبالها كعادته مع عموم الحالات) على الساعة الرابعة صباحا حيث تم وضعها، رغم حالتها الحرجة بقسم المستعجلات، بعد رفض استقبالها بمصلحة الإنعاش لقرابة 10 ساعات تسببت لها في مضاعفات خطيرة قبل أن يتم السماح بنقلها لذات المصلحة أين فارقت الحياة متأثرة بكل ما سبق..
ونددت شبكة الجمعيات المدنية بالسمارة، بشكل القوي بما سمته "سياسة الاستعلاء" التي تنهجها المديرية الجهوية للصحة بجهة العيون الساقية الحمراء تجاه صحة السمارة  وحقوق ساكنتها في خدمات علاجية كاملة تجنبهم البحث المضني عنها في أقاليم أخرى.
وكذا شجبها لهذا الصمت المطبق الذي تنهجه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بكافة مسؤوليها وطنيا وجهويا تجاه الواقع المأساوي لصحة السمارة ونزيف الأرواح المتتالي.
مستغربة لسلبية المنظومة المحلية من سلطات ومجالس منتخبة وحيادها المكشوف واستقالتها من مسؤولياتها في الترافع والتفاعل وإدارة ظهرها لما يعيش على إيقاعه قطاع الصحة بالإقليم من هشاشة وضعف وتدني خطير.