الجمعة 26 إبريل 2024
اقتصاد

الدارالبيضاء.. هوامش المؤتمر الوطني الأول وسؤال الخوصصة التعليمية

الدارالبيضاء.. هوامش المؤتمر الوطني الأول وسؤال الخوصصة التعليمية جانب من المؤتمرين
انعقد مؤخرا بالقطب التربوي الأكبر وميتروبول التعليم الخصوصي بالمغرب الدارالبيضاء المؤتمر الوطني الأول للجمعية الوطنية لأساتذة وأطر التعليم الخصوصي بالمغرب تحت شعار: مزيدا من الارتقاء ضمانا لجودة التعلمات وحفاظا على الاستقرار المهني. مؤتمر ضم أطياف تربوية من مدن عدة وتشرفت شخصيا بوضع لمساته التنظيمية رفقة مكتب شاب له خبرات ميدانية لا يستهان بها. المؤتمر جاء في سياقات متعددة لاسيما بعد وباء كورونا الذي عرى ورقة التوت عن عورة القطاع. عرف المؤتمر حضورا هاما لممثلي الفروع الست مع غياب بيولوجي للعيون الساقية الحمراء وحضورها في الوجدان وذلك لالتزامات رئيس فرعها الأستاذ محمد لوطفي. ناقش الجمع قضايا تهم الإشكالات التي يتخبط فيها القطاع في شق العنصر البشري الذي غيب كلية عن أي إصلاح تربوي منذ عقود و اعتبر للأسف آلة إنتاج لا غير. المؤتمر وضع الأصبع على جراحات الأطر وكما يقول المغاربة (حط الصبع على الضبرة)!! كان النقاش محتدما حول تعمد كافة الشركاء، بما فيها وزارة التربية الوطنية، فتح ورش إصلاح الوضعية السوريالية التي يعيشها الأستاذ بين قانونين متباعدين كلية: قانون الشغل الذي لم يعد يصلح للمهام التربوية والتعليمية للإطار، فهو بذلك قطاع يمشي برأسين: رأس تابع لمدونة الشغل ورأس ثان  لوزارة التربية والتعليم الأولي، وهذا صنع لنا كائنا مشوها بدون هوية محددة. فنادى المؤتمرون بضرورة خلق نظام أساسي يؤطر مهنة التدريس من الألف إلى الياء ويكون تحت مراقبة الوزارة الوصية عبر الصلاحيات المخولة لمدراء الأكاديميات. من جهة أخرى عبر الحضور عن امتعاضهم من تهرب مئات المدارس الخصوصية من التصريح بأساتذتها لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو عدم التصريح بالمعطيات الحقيقية. وهنا دعوا إلى تصحيح آليات المراقبة ومساعدة المقاولات التربوية التي تتخبط في مشاكل التسيير على تقديم كل التسهيلات للنهوض بها 
شكل المؤتمر كذلك فرصة لتصحيح النظرة التقزيمية التي ينظر بها الكثيرون للاطر التربوية العاملة بالقطاع وأجمعوا على خوض محطات نضالية والالتفاف حول الإطار الجمعوي الذي اكتسب مشروعيته من خلال حضوره في المشهد قبل وباء كورونا وكان من السباقين إلى دعوة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية و التكوين إلى إدماج الأطر العاملة بالقطاع الخصوصي حتى تتمكن من الاستفادة من خدمات المؤسسة. الطلب الذي تمت الاستجابة له بعد جهود مشتركة لفرقاء آخرين.
ويبقى سؤال مدينة الدارالبيضاء حارقا ومؤرقا بعدما شكل حضور المدن الأخرى من أكادير مكناس فاس طنجة تطوان سطات برشيد اسفي الرباط سلا، شكل هذا الحضور قيمة نوعية و عددية أضفى على المؤتمر صبغة وطنية و مصداقية تمثيلية هامة ستتضاعف مع مرور الوقت. في حين أن القلة الذين حضروا من القطب التربوي الكبير يطرح عدة أسئلة بعضها يتعلق بضرورة قيام الجمعية بآليات تواصل أقوى داخل رحم مدينة ضخمة ثم معرفة وتحديد الأسباب التي دفعت مئات الأطر البيضاوية من الغياب عن المؤتمر رغم الحملة التعريفية التي قامت بها الجمعية:
فهل الأمر يتعلق بأن جل الأطر العاملة بالبيضاء تعيش في بحوبحة من الأجور والاستقرار؟ أم هناكتخوف من غضبة المؤسس بسبب سوء الفهم العريض بين بعض المؤسسين و عمل المجتمع المدني الذي أرسى قواعده دستور 2011؟ أم أن الأمر مجرد لا مبالاة بقضايا هؤلاء و عدم ثقتهم في العمل النضالي؟ 
عموما نجح المؤتمر مبدئيا لأنه خاض مغامرة تجميع شتات الأساتذة بالمغرب، ولأنه وضع قواعد التوصيات التي يتدارسها المكتب بكل دقة رفقة فروع الجمعية الست، ولأنه حدد مخرجات أي حوار قد يعقد مع شركاء منظومة التربية والتعليم، ولأنه كذلك  وقع إجماع على قضية تنبه إلى حتمية إصلاح المنظومة بالداخل قانونيا و اجتماعيا وتكوينيا، حيث تقبع جراحات الأطر العاملة في صمت كي لا يتسع الجرح و يصبح من الصعب شفاؤه.