مازالت شركة «لاسكيف»، الشركة الشريفة للعتاد الصناعي والصناعات السككية (يتوزع رأسمالها حاليا بين 80 في المائة لمجموعة إينا هولدينغ و20 في المائة للمكتب الوطني للسكك الحديدية)، وقيدومة الشركات الوطنية، قادرة على العطاء، بل حتى غزو أسواق أخرى أجنبية (تونس، موريطانيا، بولونيا).
عبد الله أريري
الحفاظ على الشركات الوطنية وتطوير تنافسيتها هو مكسب للاقتصاد الوطني وخلق للقيمة المضافة ومناصب الشغل وتوفير للعملة الصعبة، في ظل ظرفية نتحدث فيها عن تأهيل الصناعة الوطنية والعولمة واختلال الميزان التجاري ونضوب في احتياطات المغرب من العملة الصعبة.
وقد مكنت الزيارة الميدانية التي نظمها المكتب الوطني للسكك الحديدية لورش إعادة تأهيل عربات نقل المسافرين بشركة «لاسكيف» والورشات التابعة للمكتب السككي من الوقوف عن قرب للأشغال الجارية لتحديث معدات عربات نقل المسافرين. و«إذا كانت عربة جديدة تكلف 15 مليون درهم، فإن تجديدها يكلف مليوني درهم»، يوضح محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية. وقد ضخت حاجيات المكتب السككي دماء جديدة على أنشطة «لاسكيف»، فضلا على الأنشطة الأخرى للشركة والأسواق الخارجية التي حازت عليها خارج المغرب، كصفقة تزويد تونس بـ 200 قاطرة لنقل الفوسفاط، وصفقة أخرى بموريطانيا تخص بناء معدات صناعية للتخزين، بالإضافة إلى صناعة 4 عربات (قاطرة) ببولونيا.
وفي ما يتعلق بعقد تجديد أو إعادة هيكلة 205 عربة مع المكتب السككي، فتبلغ نسبة مساهمة «لاسكيف» في تجديد العربات 25 في المائة، بالنظر إلى أن هناك شركاء آخرين للشركة في عملية تجديد العربات كـ«بومباردييي المغرب»، و 40 في المائة من القيمة المضافة تبقى بالمغرب.
بعد ذلك قدم الخليع برنامج المكتب الوطني للسكك الحديدية خلال صيف 2013، وقد وضع المكتب تنظيما يأخذ بعين الاعتبار المستويات الأربع في حركة السفر المتوقعة: بداية الصيف، شهر رمضان، عيد الفطر، حركية السفر في غشت وشتنبر. وابتداء من 15 يونيو شرع المكتب السككي بتفعيل المرحلة الأولى من برنامج صيف 2013، وذلك من خلال الإجراءات التالية:
- تحسين العرض على خط الدار البيضاء-خريبكة-وادزم: 6 قطارات في اليوم مع توفير شروط راحة بالنسبة للدرجتين الأولى والثانية.
- مواصلة جديدة بين بني ملال وخريبكة عن طريق حافلات سوبراتور التي ستوضع كمواصلة مع القطارات المنطلقة من وإلى خريبكة.
- تعزيز العرض بزيادة قطار بين فاس والدار البيضاء وقطارين ليليين بين طنجة ووجدة، وأربعة قطارات بين طنجة والقصر الصغير.
وبخصوص الشق الثاني من هذا البرنامج، ستتم إعادة برمجة مواقيت القطارات لتتلاءم مع حاجيات سفر زبناء المكتب خلال الشهر الكريم.
أما المرحلة الثالثة، يضيف الخليع، التي ستتزامن مع أواخر شهر الصيام وعطلة عيد الفطر، أي من 2 إلى 11 غشت، سيتم تعزيز التدابير المتخذة مسبقا لنقل 140 ألف مسافر في اليوم (عوض 85 ألف في الفترة العادية) في أحسن ظروف السلامة والراحة.
وتندرج المرحلة الرابعة من هذا البرنامج في التعبئة الخاصة بالفترة الصيفية التي ستستمر من 12 غشت إلى 30 شتنبر، إذ سيقوم المكتب بإطلاق عرض جديد على خط الدار البيضاء-مراكش، والذي يتمثل في تعزيز هذا المحور بـ 6 قطارات إضافية ليبلغ بذلك مجموع القطارات المتوجهة من وإلى المدينة الحمراء 24 قطارا يوميا عوض 18 قطارا حاليا.
وفي نفس الإطار سيتم تعزيز الربط بين ميناء طنجة المتوسطي ومدينة طنجة بإضافة 6 قطارات جديدة يوميا عوض 2 حاليا، ليصل العرض الإجمالي إلى 8 قطارات يوميا عوض 2 حاليا لمواكبة عملية دخول المغاربة المقيمين بالخارج والسياح الأجانب وتلبية حاجيات العاملين في الميناء.
ومن أجل التحسين المستمر لجودة الخدمات المقدمة للزبناء، سيتابع المكتب تعزيز خطط عمله التي تهدف إلى التحكم في نسبة الاكتظاظ على متن القطارات وانتظامها والنظافة وتوفير المساعدة والمعلومات للمسافرين والسهر على العمل السليم بالمحطات وعلى متن القطارات (تجهيزات التكييف، أنظمة الصوت، المرافق الصحية...)..
حسن ريبوحات، المدير العام المنتدب للشركة الشريفة للعتاد الصناعي والصناعات السككية «لاسكيف»
هيكلة 205 عربة كلفت 470 مليون درهم
هذه العملية التي نقوم بها الآن تدخل في إطار مشروع مع المكتب الوطني للسكك الحديدية، ويهم إعادة هيكلة 205 عربة للمسافرين بسرعة لا تتجاوز 160 كلم في الساعة، وتهدف إلى إدخال مجموعة من التعديلات والتجديدات التي تهم راحة المسافرين والعربات ومدة اشتغالها، وتقدر قيمة المشروع الذي سنجز على مدة 30 شهر ب470 مليون درهم، ويعرف إدماج مجموعة من المنجزات كالتكييف في مجال السككي والنوافذ وكل ما يعنى براحة المسافرين.
وهذه العملية أعطت قفزة نوعية استراتيجية لأنشطة شركة «لاسكيف» في مجال الصناعة الحديدية. وقد انطلق المشروع فعليا والعربة الأولى تم تشغيلها في شهر ماي من هذه السنة. ونعمل مع شركة «بومبارديي المغرب» في إطار التعاون ونشتغل معهم في إطار هذا المشروع، وأخذ التطوير الاستراتييجي للشركة بعدا آخر في ما يخص الإدماج الميكانيكي للسكك الحديدية ونقوم به في إطار شراكات دولية أخرى من الصين وبولونيا.
النشاط المهم والاستراتيجي للشركة يتعلق بصناعة النقل السككي، ولدينا أنشطة أخرى كصناعة الأجسام الصناعية وتركيبها لدى زبناء الشركة في إطار إنجاز المصانع. وأهم زبون في هذا المجال هو مجمع المكتب الشريف للفوسفاط، إذ لدينا معه مجموعة من المشاريع نحن بصدد إنجازها في إطار استراتجيية تطوير منشآته.
بالنسبة لنقل الأنابيب اشتغلنا بمشاريع موازية للأنابيب تم إنجازها وتسليمها للزبون. ونشتغل أيضا بمشاريع أخرى مندمجة مع الأنبوب في الجرف الأصفر، مثلا مصنع تنشيف الفوسفاط نحن من نقوم بتركيبه بعين المكان وكذلك بعض المشاريع الموازية.