الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: اللهم ارحم أختنا شيرين فإنها أمتك والرحمة رحمتك وقنا ألسنة السوء

محمد الشمسي: اللهم ارحم أختنا شيرين فإنها أمتك والرحمة رحمتك وقنا ألسنة السوء محمد الشمسي
اللهم ارحم أختنا الصحافية  شيرين التي قتلت غدرا ولا نعتبرها الا من الشهداء،  وأسكنها فسيح جناتك فإنها استشهدت وهي تناصر الحق، وتفضح الظلم...

اللهم إننا لا نعلم عنها إلا شهامة وشكيمة وعزيمة وهي تأتي الناس بالخبر اليقين وبصدق متين ، عما يجري ويدور في قلب فلسطين، اللهم إنها لم تكن صحافية عادية، بل كانت مدرسة تصدح بصوت المستضعفين.

اللهم إن الأجل أجلك، والكتاب كتابك، والاقدار أقدارك، وملك الموت يقبض الأرواح بأمرك، وإنك لا تفعل في خلقك إلا خيرا، ولعل في استشهاد شيرين خيرا تجهله عقولنا القاصرة، فنحن لا نعرف من الحقيقة غير نصفها الدنيوي، ولا ندري أينا في الضفة الأبهى هل هم الأموات أم الأحياء.

اللهم إنك قلت وقولك الحق "ورحمتي وسعت كل شيء" فما أوسع رحمتك، وما أفسحها وأشملها، فاشمل برحمتك روح أختنا شيرين، واقبلها في خانة الشهداء، اللهم إنك حرمت الظلم على نفسك وشيرين قتلت لأنها كانت تواجه  نفس الذي جعلته بين الناس محرما....

اللهم إني أدعوك لرحمتها لأن علي الدعاء وعليك الاستجابة، وأجهل مقامها عندك، ولا أظنها إلا داخلة جنتك بسلام لأنها كانت من عبادك الصالحين، ويكفيها أن قتلتها أنت الأعلم بهم وبمكرهم وخبثهم وجرائرهم.
اللهم إنها كانت تطلع على شاشة تلفزتنا بنظرة حزينة وصوت كئيب، لكن بحزم وحسم الضالعين المهرة،  وهي تخبرنا عن جديد جرائم الطغاة في حق القوم الجبارين، وكانت تحدث العالم  عن معاناة أهلها والعالم غير مهتم ولا مكترت، اللهم إنا نسأل قاتلها، بأي ذنب قتلها ؟ واليقين كل اليقين عندك يا علام الغيوب والمطلع على القلوب...

اللهم جدد رحمتها واجعل لنا نصيبا من بأسها وحزمها وإصرارها وإلحاحها وأنت المحب للعبد الملحاح.
و اللهم لا تؤاخذنا بخطايا وآثام ألسنة السوء الذين لا يفهمون من القول سوى هوامشه ومن الشيء إلا قشوره، ويبخلون على عبادك برجاء رحمتك التي أنت مالكها وصاحبها وموزعها على كل خلقك، ومن لم يدع لأخيه الإنسان برحمة ومغفرة فليكف لسانه، ويخرس صوته، فإن كان بخيلا فالله كريم رزاق غفور رحيم كتب على نفسه الرحمة وغشي برضوانه كل من آمن به وعمل صالحا ترضاه، وهذه اختنا شيرين نشهد بصالح وجلال وجسامة عملها، وأما إيمانها من عدمه فشأنها شأننا كلنا الأمر موكول لك دون غيرك ولا مجال لأن يتأله علينا بعض الخلق فيحشرون أنفسهم في صلتك بعبادك  الذين أنت خالقهم، وتمشي فيهم مشيئتك، وسبق في علمك مللهم ومشاربهم وعقائدهم وأنت من نفخت فيهم من روحك تكريما لهم وحبا فيهم، فمن هذا المتنبئ الذي يقحم نفسه في علاقة بين الله وعباده؟.

اللهم إننا نعتصر ألما لاستشهادها، لأنه قتل معها كثير من الحق والعدالة والقسط، ونحن نرجو عونك لهدينا الى الطريق الذي نوقف به ظلم الظالمين.
اللهم إنهم طغوا واستكبروا وأنت الأعلم بهم، فهيء لنا من أمورنا رشدا حتى نقتص لأختنا شيرين فهذه رصاصتها تخترقنا جميعا ...

اللهم كف عنا شرور ألسنة السوء من عبادك الذين يستخسرون دعوات الرحمة  لعبادك الذين توفيتهم، ويفتون بحرمة ذلك، وكأن عندهم منك علم بغيب الأمور، وأنت المعبود الذي تحار العقول في دلالات ومعاني أسمائك  الحسنى وصفاتك المثلى، وأنت الحي والعالم والعليم والمهيمن والرحيم والغفور و....و...فاللهم ارحم هؤلاء بهديك ورشدك...

اللهم ابعث اختنا شيرين مقاما محمودا يليق بمجدها وشرفها وسؤددها وعلوها، فشرف القتيل من هوية القاتل، وقتلة شيرين لم يقتلوا فقط الصحافيين بل قتلوا قبل ذلك الأنبياء والمرسلين وتلك شهادتك فيهم، وتكفيهم شهادتك خزيا وعارا.
اللهم توفنا في منزلة سامية شبيهة بمنزلتها ودرجتها، فما جدوى الحياة ما لم تكن في إحقاق الحق، وفضح الظلم، وفي ترسيخ خلافة الله في الأرض التي شرفت بها الإنسان عند خلقه؟ فالموت آت في جميع الأحوال، وكل نفس ذائقة الموت مهما علا أو هبط شأنها...
اللهم آمين