.jpg)
عزيز الديش تعد الجبال موطنًا لـ 15 بالمائة من سكان العالم وتستضيف حوالي نصف النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي في العالم. كما توفر المياه العذبة للحياة اليومية لنصف البشرية.
ويعتبر الحفاظ عليها خيارا أساسيا وعاملا رئيسيا للتنمية المستدامة. لكن في المقابل ولسوء الحظ، تتعرض الجبال لخطر تغير المناخ وخطر الاستغلال المفرط لمواردها، وتواجه ساكنة هذه المناطق فقرًا متزايدًا وصعوبة في العيش والاستقرار.
ولمواجهة هذه التهديدات، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دجنبر2021 وباقتراح من حكومة جمهورية كيرغتان ، قرارًا يعلن عام 2022 السنة الدولية للتنمية المستدامة للجبال، القرار ، الذي رعته 94 حكومة.
في هذا السياق وبمبادرة من ‘‘ شراكة الجبال ‘‘ Mountain Partnership وجمهورية كيرغستان انعقد يوم الخميس 28 أبريل 2022 لقاء دولي رفيع المستوى عبر تقنية التناظر المرئي خصص لإطلاق فعاليات السنة الدولية للتنمية المستدامة للجبال 2022، تحت شعار "الجبال مهمة : للناس ولكوكب الأرض".
حضره عديد من ممثلي الدول والحكومات وكذا المنظمات التابعة للأمم المتحدة وممثلي بعض المنظمات غير الحكومية. وقد حضي الائتلاف المدني من أجل الجبل بشرف تمثيل المغرب وشمال افريقيا في هذا الحدث الذي جاء ليزكي ويدعم المجهودات التي تقوم بها العديد من الحكومات والمنظمات من أجل زيادة الوعي بأهمية الجبال للتنمية المستدامة.
الحدث الذي افتتح بأداء موسيقي لفرقة مسيرة جبال الألب التابعة للجيش الإيطالي، وأدار أطواره جاك نورتون Jake Norton ، سفير النوايا الحسنة لشراكة الجبال والمتسلق والمصور والمخرج السينمائي ، الذي دعا في معرض كلمته الافتتاحية إلى ضرورة التغيير على المستوى العالمي من خلال الالتزامات والإجراءات الحكومية، وعبر تعزيز التعاون من أجل مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا للجبال والمجتمعات الجبلية.
وتضمن هذا الحدث المهم سلسلة من الكلمات والنداءات وجهت من قبل ممثلين رفيعي المستوى من الحكومات والمنظمات، اذ سلط المتحدثون الضوء على السنة الدولية كفرصة لزيادة الوعي بأهمية الجبال للتنمية المستدامة، وفرضة للفت الانتباه إلى أهمية النظم الإيكولوجية التي توفرها المناطق الجبلية وكذا التحديات التي تواجه المجتمعات الجبلية، بما في ذلك عمليات تغير المناخ.
وتميز الحدث بكلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريشAntónio Guterres ، ، التي تلتها نيابة عنه ماريا هيلينا سيميدو Maria Helena Semedo ، نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، أكد فيها على أن الجبال توفر خدمات متعددة من النظم البيئية الأساسية وتدعم سبل العيش ، وبأن المجتمعات الجبلية تدير بيئتها بشكل مستدام على مدى آلاف السنين. وأشار إلى التحديات التي تواجه هذه المناطق، بما في ذلك القابلية للتأثر أكثر بتغير المناخ، وانعدام الأمن الغذائي والمائي، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة وضع قضية استدامة الجبال ومجتمعاتها وصمودها في قلب السياسات الحكومية والدولية في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
كما سلط روبرتو ناتالي Roberto Natali ، الوزير المفوض ، وزارة الخارجية الإيطالية، ورئيس اللجنة التوجيهية لشراكة الجبال ، الضوء على دور ‘‘ شراكة الجبال ‘‘ باعتبارها التحالف الأممي الوحيد المعترف به والمخصص للجبال والمجتمعات الجبلية. وشدد على الحاجة إلى تمكين المجتمعات الجبلية من التغلب على التحديات المتعلقة بالفقر وتغير المناخ، من خلال البحث العلمي وتبادل المعلومات، وكذلك تعزيز الشراكات بهدف اتخاذ إجراءات عاجلة لصالح هاته المناطق.
وفي كلمة لكيو دونكيو Qu Dongyu ، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو FAO)، تطرق فيها إلى أهمية الجبال من الناحية البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما تطرق إلى التحديات التي تواجه المجتمعات الجبلية فيما يتعلق بالفقر والتهميش والنوع الاجتماعي. وعدم المساواة. ودعا إلى الاستثمار الاستراتيجي والتكنولوجيي والابتكار لدعم التنمية المستدامة للجبال في سياق أهداف التنمية المستدامة.
كما أشار صدير جاباروف Sadyr Japarov، رئيس جمهورية كيرغستان، عبر رسالة فيديو وجهت للمشاركين، إلى الجهود التي تقوم بها بلاده لتعزيز الاهتمام العالمي بالتنمية المستدامة للجبال، بما في ذلك الاقتراح المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان عام 2022 السنة الدولية للتنمية المستدامة للجبال، فضلاً عن مبادرة اعتماد خطة عمل خماسية للأمم المتحدة لتنمية المناطق الجبلية.
ومن جانبه دعا عبد الله شهيد Abdulla Shahid، رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ووزير خارجية جزر المالديف، إلى زيادة الالتزامات والاستثمارات العالمية في تنمية الجبال، وضرورة العمل لعكس السيناريو الحالي للتدهور البيئي وإفقار المجتمع.
كما لفتت ماريا أوباخ فونت Maria Ubach Font، وزيرة خارجية أندورا ، الانتباه إلى جهود بلدها لتعزيز التنمية المستدامة للجبال، وشددت على أهمية إعطاء الأولوية للتعاون وإقامة الشراكات، وتطوير أنشطة اقتصادية بهذه المناطق تراعي البيئة .
كما أشار تاندي دورجي Tandi Dorji، وزير خارجية بوتان Bhutan، إلى الطبيعة المقدسة للجبال في بلاده ومكانتها المتميزة في السياسات البيئية. وشدد على ثلاثة جوانب ذات أولوية للتنمية المستدامة للجبال يجب العمل عليها وتعزيزها من خلال التعاون والاستثمار الدوليين: الزراعة، والسياحة المستدامة، وتوليد الطاقة المتجددة.
وفي نفس الاتجاه قال سام تشيبتوريس Sam Cheptoris ، وزير المياه والبيئة في أوغندا ، إن التنمية المستدامة للجبال أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وحيوية لحياة وسبل عيش ملايين الأشخاص.
كما تميز اللقاء بكلمات كل من:
بيم نارايان كانديل ، سكرتير وزارة الغابات والبيئة ، نيبال ،
كريستيان هوفر، مدير عام المكتب الفدرالي للزراعة، سويسرا
جاريد بوليس، حاكم ولاية كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية،
دينارا كيميلوفا ، نائب وزير الخارجية ، جمهورية كيرغستان
أورلاندو خورخي ميرا، وزير البيئة والموارد الطبيعية، جمهورية الدومينيكان تاندي دورجي ، وزير خارجية بوتان، يانيك جليماريك ، المدير التنفيذي لصندوق المناخ الأخضر (GCF)كارولينا أدلر ، المدير التنفيذي ل ‘‘ مبادرة أبحاث الجبال ‘‘ كندا.
للتذكير فالائتلاف المدني من أجل الجبل يعد عضوا نشيطا في تحالف ‘‘ شراكة الجبال ‘‘ Mountain Partnership الذي يتشكل من عضوية ممثلي الدول والحكومات وكذا المنظمات غير الحكومية ويعتبرالائتلاف نقطة ارتكاز لهذا التحالف الدولي على مستوى شمال افريقيا.
عزيز الديش ، مهتم بقضايا الجبال
