اعتقل الحرس المدني في ماتارو (برشلونة)، يوم الاثنين 14 يوليوز 2025، زعيم مجموعة "اطردوهم الآن" المعروفة بـ "Deport Them Now UE"، والتي تحرض على العنصرية والكراهية تجاه الأجانب. حيث قام المشتبه به الأسبوع الماضي عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالتحريض على "مطاردة" الجالية المغاربية في بلدة توري باتشيكو التابعة لإقليم مورسيا.
وذكرت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية أن الموقوف، المسمى (C.L.F.)، كان يتولى مهام القيادة داخل هذه المجموعة، ويجري التحقيق معه بتهمة التحريض على الكراهية.
وفي صباح الثلاثاء 15 يوليوز 2025، قامت قوات الحرس المدني بتفتيش منزله في ماتارو، وصادرت حاسوبين. كما تم إغلاق قناة "تلغرام" التابعة لحركة "Deport Them Now UE"، والتي نُشر من خلالها بيان يحتوي على تحريض خطير على العنف ضد الجالية المغاربية.
وتتم التحقيقات تحت إشراف محكمة التحقيق رقم 4 في سان خافيير (مورسيا)، وبالتنسيق مع النيابة العامة المختصة بجرائم الكراهية في الإقليم.
وقد نُشر على قنواتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأحد، بيان جاء فيه: "ندعو إلى المطاردة في أيام 15، 16، و17 يوليو"، إلى جانب رمز الصليب السلتي، المستخدم من قبل الحركات النازية. كما رُوّج في نفس القناة المغلقة الآن على "تلغرام" لمظاهرة دعا إليها المتطرفان "فيتو كويلس" و"داني إستيفي"، زعيم منظمة "Desokupa" اليمينية المتطرفة.
احتوت القناة على رموز نازية، وصور ومقاطع فيديو لأدولف هتلر، بالإضافة إلى دعوات متكررة لملاحقة وقتل المهاجرين. كما قام بعض الأفراد بنشر "وصفات" لصنع أسلحة مثل "بنادق المسامير"، وتم التخطيط للقاءات في نقاط مختلفة من توري باتشيكو خلال الأيام القادمة. وفي ليلة الأحد إلى الاثنين، أنشأوا مجموعات فرعية، ليس فقط لمورسيا، بل لتنظيم دوريات في جميع الأقاليم الإسبانية.
وبهذه الحالة، يرتفع عدد المعتقلين بسبب الأحداث العنصرية في توري باتشيكو إلى 14 شخصًا، في بلدة أصبحت تحت حماية مشددة من قبل أكثر من مئة عنصر من قوات الأمن.
وتم تحديد هوية أكثر من 120 شخصًا منذ نهاية الأسبوع الماضي، وضُبط بحوزة العديد منهم أدوات يمكن استخدامها كأسلحة في هذا النوع من الاضطرابات. ومعظمهم جاء من خارج إقليم مورسيا وكانوا ضمن مجموعات منظمة.
كما تحقق النيابة المختصة بجرائم الكراهية، بعد شكاوى قُدمت من أحزاب PSOE وPodemos وIzquierda Unida، فيما إذا كانت هناك شبهة جريمة في التصريحات العامة التي أدلى بها رئيس فرع حزب "فوكس" في الإقليم، خوسيه أنخل أنتيلو، بخصوص الأحداث.
ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد أصل هذه الأحداث العنيفة، والتي بدأت بعد اعتداء على رجل يبلغ من العمر 68 عامًا، الأسبوع الماضي، تورط فيه ثلاثة شبان من أصل مغاربي، وقد تم القبض عليهم جميعًا. وآخرهم، وهو المنفذ الرئيسي للاعتداء، تم توقيفه في مدينة رينتيريا (إقليم غيبوثكوا) أثناء محاولته ركوب قطار لمغادرة البلاد، وقد أُودع السجن.
وفي مؤتمر صحفي عقدته يوم الثلاثاء، عبّرت المتحدثة باسم الحكومة، بيلار أليغريا، عن خشيتها من أن تمتد أعمال الشغب إلى مناطق أخرى، مشيرة إلى أن "الكراهية عندما تغذيها الأكاذيب تصبح وقودًا قابلًا للاشتعال بشدة، مما يجعلها تنتشر بسرعة كبيرة". وأضافت أن "73% من الجرائم في إسبانيا، وفقًا لآخر الإحصاءات لعام 2023، ارتُكبت من قبل أشخاص يحملون الجنسية الإسبانية".