الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

باحث: تارودانت بحاجة إلى تأهيل المدينة وتنميتها.. وهذه مداخل للحل

باحث: تارودانت بحاجة إلى تأهيل المدينة وتنميتها.. وهذه مداخل للحل الباحث الأمازيغي رشيد الحاحي ومشهد لتارودانت
 دعا الباحث الأمازيغي رشيد الحاحي إلى "إعادة الاعتبار لمدينة تارودانت التاريخية بأسوارها ومرافقها بعدما طالها الإهمال ولم تتمكن بعد، على عكس العديد من المدن التاريخية، من تجاوز الإشكالات التي تعاني منها على المستوى الترابي والمجالي والتنموي".
 
وأوضح الحاحي، وهو رئيس جمعية الجامعة الصيفية بالمغرب (كبرى الجمعيات الامازيغية بالمغرب)، في تقرير نشره على صفحته الرسمية" فايسبوك"، أن تأهيل تارودانت يستلزم توفير البنيات التحتية ومشاريع اقتصادية مذرة للتنمية، إضافة إلى تهيئة فضائها العمراني وصيانة ذاكرتها التاريخية والمجالية وخصائصها البشرية والثقافية، ما يتطلب ضرورة إدراجها ضمن المدن المستفيدة من برنامج تأهيل وتثمين المدن العتيقة ببلادنا على غرار عدة مدن مستفيدة من هذا البرنامج منها فاس، والرباط، وسلا، ومراكش، والصويرة وغيرها".

وأوضح الباحث الأمازيغي الحاحي على أن "جولة بأحياء المدينة القديمة خلال الأيام الأخيرة، اكتشفت حجم التشويه العمراني الذي تعرضت له المدينة مند عشرات السنوات ولا زال مستمرا، حيث فقدت الأزقة والساحات والمباني التاريخية خصائصها بل وبنياتها، والعديد منها تم هدمه وبنيت مباني إسمنتية مكانها، بل إنه صار من الصعب الحديث عن المدينة العتيقة التي فقدت الكثير من بنيانها ومكوناتها العمرانية والمجالية، لكن رغم كل ذلك لا زال بالإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه على مستوى التأهيل والتثمين وإعادة تشكيل وإحياء ذاكرة المدينة ومقوماتها التراثية والتاريخية والثقافية".
 
ويقترح الحاحي عددا من التدابير لاستعادة تارودانت تاريخها المجيد وإشعاعها الثقافي والعمراني والاقتصادي، من قبيل "الحفاظ على المباني القديمة المتبقية في الأحياء والساحات العتيقة، وعلى المكونات المعمارية القديمة كـ"الصابات" والأزقة والأبواب والسقايات... ومنع هدمها أو تشويه بنياتها، والعمل على استعادتها أو صيانتها وإصلاحها وفق اختيارات تقنية وفنية مهنية، إلى جانب تأهيل بعض الساحات والتجمعات التجارية العتيقة والمباني المتبقية وإعادة صيانة الواجهات وعناصرها العمرانية الخارجية وفق الخصائص التراثية الأصلية، واعتماد دفتر تحملات يراعي هذه المقومات في المستقبل". 
 كما دعا إلى "تهيئة وتأهيل الأحياء والفضاءات والمباني العتيقة وتمكين بعض الساحات والفضاءات التقليدية من وظائف ثقافية وتجارية وسياجية جديدة، وفي الآن نفسه  استثمار الهوية التاريخية والثقافية للمدينة والإقليم لإيجاد أفكار ومشاريع تنموية وجلب استثمارات لتأهيلها وتطوير حركيتها الاقتصادية في المستقبل".
وشدد الباحث الحاحي على أن " تارودانت من أقدم الحواضر التاريخية في المغرب، وتحظى المدينة والإقليم بمكانة ورمزية كبيرة في تاريخ المغرب القديم والوسيط والمعاصر انطلاقا من عدة معطيات وأحداث وأدوار لا يتسع المجال للتفصيل فيها، ويكفي التذكير بأن بداياتها تعود إلى الأميرة الأمازيغية التي شيدتها في القرن الثالث قبل الميلاد، وفي عهد الموحدين والمرابطين لعبت أدوار دفاعية كبرى في المنطقة، وفي القرن السادس عشر اتخذها السعديون عاصمة لدولتهم وشيدوا بها عدة مباني عمرانية كما شيدوا بنواحيها معامل السكر الشهيرة مما مكنها من لعب أدوار اقتصادية هامة، إضافة إلى أن دخول أول مطبعة إلى المغرب تم عبر تارودانت عندما اقتناها من الخارج قاضي المدينة سنة 1864م، ناهيك عن حركية الزوايا والصراعات التي لعب فيها إقليم تارودانت أدوار كبيرة وفي التقلبات السياسية واحداث المقاومة في القرون الأخيرة.