الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

أيهما أهم: بناء محطات تحلية مياه البحر أو محاسبة مخطط المغرب الأخضر.. اقرأ موقف يونس معمر

أيهما أهم: بناء محطات تحلية مياه البحر أو محاسبة مخطط المغرب الأخضر.. اقرأ موقف يونس معمر المهندس يونس معمر
قال يونس معمر، مهندس ومدير سابق للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، أن المغرب مضطر لإطلاق مشاريع تحلية مياه البحر في المناطق الشمالية وفي الدار البيضاء. هذه المناطق نفسها، بالرغم من نعمة تضاريسها، تستمر في تصريف أكثر من 75 في المائة من مياه الأمطار في البحار.
وأشار يونس معمر في مقال له نشر في موقع "ميديا24"، إلى الفشل المتكرر في تنفيذ سياسات شجاعة وفعالة لوقف سوء إدارة استخدام المياه بالمغرب علما أن محطة التحلية المقبلة ستنتج مياهًا باهظة الثمن.
وبخصوص تبذير المياه، استحضر كاتب المقال نموذج إنتاج الأفوكادو بالمغرب،  بصعود المغرب ضمن المصدرين ال20 الأوائل  في العالم للأفوكادو، وذلك بإنتاج سنوي قدره 50 ألف طن، ويرتقب أن يتضاعف الرقم. ومع ذلك، عند فحص قائمة المنتجين  نجد ثقل الشركات الأجنبية، الإسبانية والفرنسية، بحيث تتحكم في 70 ٪ من الإنتاج حتى الآن.
وأوضح معمري أن أكبر المصدرين في العالم للأفوكادو، مثل المكسيك والبرازيل وكينيا وإسرائيل يشتركون في أن لديهم مكاسب غير متناهية من المياه للفرد. مضيفا أن المغرب متطفلا في هذه القائمة. لماذا؟
من وجهة نظر معمر، لسبب وجيه: كيلوغرام واحد من الأفوكادو، يتطلب ما يقرب من 1500 لتر من الماء. مع العلم أن حاجة المغاربة للمياه تبلغ 70 لترًا في اليوم (وفقًا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي) ، فقد قام مصدرو الأفوكادو الأعزاء بسحب احتياجات 3 ملايين مغربي من المياه العام الماضي.
إذا تحققت خططهم، فسيتبخر حاجيات ستة ملايين مغربي من المياه وراء الستار الدخاني لقصص نجاح المخطط الأخضر .
ويمكن استحضار مثال آخر وهو نخيل التمر في منطقة بودنيب.
وتأسف كاتب المقال حول "ظاهرة فلاحي ذوي الياقات البيضاء" التي ترسخت في "العصر الجديد" خلال السنوات الأخيرة، مع التأثير الثلاثي الضار على القيمة الحقيقية لموارد المياه، وعدم وجود التحول الذي أُعلن عنه في أعقاب المخطط الأخضر، والتوزيع الضئيل للثروة على السكان المحليين الذين سيظلون أقنانًا على أراضيهم..  ...
وخلص معمري بالقول أنه في مواجهة هذه المهزلة، هل من المنطقي إطلاق مشروع لتحلية المياه بمئات الملايين من الدولارات، والذي سيتم منحه بلا شك لشركة تصنيع بمعدات أيبرية وبتمويل من بنك فرنسي..باختصار، إنه اقتصاد دائري.