الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

"أحمد حو" العائد من المشرحة: هكذا كنت أقضي أيامي العصيبة بالمعتقل شهر رمضان (مع فيديو)

"أحمد حو" العائد من المشرحة: هكذا كنت أقضي أيامي العصيبة بالمعتقل شهر رمضان (مع فيديو) أحمد حو
"لشهر رمضان نكهة خاصة خلال فترة اعتقالي وخصوصا فترة إحالتي على المحاكمة، ففي قبو مظلم تنعدم الحركة فيه، نتغذى على مرق جد بارد يشبه "الحريرة" أو الحساء.."، بهذه الكلمات فتح "أحمد حو" قلبه لجريدة "أنفاس بريس" ليحكي معاناة شاب في ربيع الزهور، ومحنته خلال المعتقل، ضمن سلسلة حلقات برنامج "ذاكرة معتقل".

يقول:" كانوا يقدمون لنا حساء أو "حريرة" على الساعة الثالثة بعد الزوال، فكنا نضطر خلال آذان المغرب إلى احتساء تلك الوجبة الرديئة الباردة، لسد رمق الجوع".

ولسوء حظ "أحمد حو" تزامنت فترة ما قبل وخلال محاكمة مع شهر رمضان الفضيل، حيث عاش فترة عصيبة، كان لزاما أن يأخذوه إلى المحكمة ليظل فيها طيلة النهار، مع ما يصاحب ذلك من ألم وعياء، بل كان بعض الفترات يقضي ساعات أكثر، مثل ما حدث يوم النطق بالحكم، يقول :" أخذونا من الزنازن قبل الفجر، ولم نعاود الرجوع إليها إلى بعد الساعة الواحدة ليلا، بمعنى لم نتناول الإفطار، ولم نتسحر، ولا حتى قطرة ماء، أو تمر".

يحكي "حو" العائد من المشرحة عن القمع الذي كان يتعرض له والذي وصفه بـ"اللامتناهي"،  يقول:" حين عدنا إلى السجن كنا نبحث عن أي شيئ نتناوله، وجدنا حساء شربناه ونمنا من التعب، بل كثير منا صام صوم الوصال..يومين أو أكثر بدون أكل ولا شرب".

يحكي "أحمد حو" أنهم أحيانا لا يجدون بعد عودتهم من المحاكمة حتى الماء، فكان وجود أي شيء لسد رمق الجوع رفاهية مهما كانت باردة، ومهما كانت رديئة، إلا أن هذه الفترة العصيبة تغيرت بعض الشيء، وصاروا يعيشون بعض "البريستيج" بسبب مشاركتهم بعض سجناء الحق العام لنفس الزنزانة، حينها صار من الممكن أن يتم تسخين الحساء، وأحيانا يمنحونهم بعض "الحلوى الشباكية".

وفي حديثه عن الصلاة خلال شهر رمضان قال:" لم يكن لدينا أي في الصلاة في السجن الذي كان حكرا على معتقلين تختارهم الإدارة، إلا أننا كنا نحاول رغم ظلمة الزنازن أن نؤدي صلاة التراويح، رغم ما يعتري ذلك من صدامات، فبحكم الظلام الدامس في الزنزانة قد ندعس بعض المعتقلين النائمين، بل أكثر من هذا لا نعرف اتجاه القبلة ولا أي اتجاه نحن، بل أحيانا نصطدم بالحائط، وحدث يوما قام أحد المعتقلين ليؤم بنا فسجد بقوة فوق "غراف كيكوز" حتى سال الدم من جبينه..صرخ حينها بأعلى صوته من شدة الألم".

من جهة أخرى، أوضح المتحدث ذاته أن غالبية المعتقلين لا يصومون رمضان، حيث ينعدم هناك أجواء الشهر الفضيل، فالحرية الفردية الوحيدة التي يتمتع بها السجناء هي حرية الإفطار في رمضان..".