الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

الحسن زهور: من الغباء السياسي عرض مسلسل " فتح الأندلس" في وقت تغير فيه الموقف الإسباني 

الحسن زهور: من الغباء السياسي عرض مسلسل " فتح الأندلس" في وقت تغير فيه الموقف الإسباني  الحسن زهور
أن تقوم التلفزة المغربية بإشهار المسلسل " فتح الأندلس" لمخرجه الكويتي الذي ستعرضه في رمضان، فهذا ما نسميه بالغباء السياسي، اي عرض هذا المسلسل في المغرب في وقت غيرت فيه إسبانيا من موقفها من قضيتنا الوطنية واعترفت لأول مرة بالطرح المغربي أي بمشروع الحكم الذاتي.
فلو تم إشهار التلفزة المغربية عرض هذا المسلسل قبل هذا التغير في الموقف الإسباني لقلنا إنه من أنواع الضغط السياسي على إسبانيا، وبما أن الأخيرة تراجعت الآن وتبنت الموقف المغربي، فالغباء كل الغباء أن نعرض هذا المسلسل في هذا الوقت بالضبط أي وقت رجوع إسبانيا إلى الصواب.
أبمثل هذا المسلسل نرد لإسبانيا مبادرتها الإيجابية اتجاه بلدنا؟
ألا يمثل هذا إستفزازا مجانيا لها؟
ألا يقوي عرض المسلسل في المغرب الإتجاه المتطرف في إسبانيا و المناوئ لقضيتنا الوطنية؟ وهذا ما سيستغله جنرالات الجزائر، فهم أمام أمرين: عرض المسلسل في قنواتهم لإيغاظ إسبانيا أو عدم عرضه لإظهار المغرب كعدو تاريخي لإسبانيا.
لماذا نبش التاريخ في هذا الوقت بالذات؟ فعرض المسلسل في دول الخليج والشرق الأوسط شيء عاد جدا لان هذه الدول بعيدة عن إسبانيا جغرافيا وثقافيا ... أما نحن المغاربة فلا.!!
هل سننتظر من محمد العنزي الكويتي أن يكتب عن تاريخنا؟ 
سبق لمحمد سامي العنزي أن أخرج مسلسلات تصب في خانة الصراع السياسي بين الدول الخليج وبين إيران، من بينها مسلسلات" الإمام" و" الحسن والحسين" و" خالد بن الوليد"، وكلها تدخل ضمن هذا الصراع من وجهة نظر الخليجيين فتتخذ التاريخ مجالا لهذا الصراع  من وجهة تنتصر للعرب، لكن أن ينتج مسلسلا عن فتح الأندلس- وفتح الأندلس له علاقة متميزة تاريخية بين المغرب والأندلس- هنا موضع النقاش.
 فهل تتساوى كفة العلاقات الثقافية والسياسية والتاريخية بين دول الخليج (ومنها الكويت)  الآن وإسبانيا مع كفة العلاقات بين المغرب وإسبانيا ثقافيا وتاريخيا وسياسيا؟
شتان ما بين الكفتين: العلاقات الثقافية والتاريخية بين المغرب وإسبانيا تاريخية وثقافية ما زلنا نعيشها ممثلة في الغناء الأندلسي والزخرفة، والتاريخ المشترك.. 
فالمسلسلات التي ينتجها هذا المخرج أو شارك فيها هي مسلسلات ترتبط بتلك المنطقة التي يتواجد فيها المخرج أي منطقة الخليج الفارسي العربي، وتجسد تلك المسلسلات الصراع السياسي بين ايران ( الفرس) ودول المنطقة( العرب) ليكون التاريخ هو مجال من مجالات هذا الصراع، لكن أن  يتحدث هذا المخرج عن الأندلس بمنظور شرقي في هذا الوقت الذي شهدت فيه العلاقات المغربية الإسبانية تحسنا كبيرا لصالح قضيتنا الوطنية فهذا شأنه وهو حر في ذلك( حرية التعبير ولو من موقف منحاز  ومضلل أحيانا ولنا أمثلة في المسلسلات التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي)، لكن أن تعرض التلفزة المغربية هذا المسلسل في هذا الظرف بالضبط فهو قمة الغباء السياسي الذي لا يراعي مصلحتنا الوطنية.
المسلسل التاريخي" فتح الأندلس" في هذا الظرف الإيجابي بالنسبة للمغرب هو نظرة سياسية تتخذ التاريخ مجالها للأضرار بالعلاقة بين المغرب وإسبانيا، لذلك فالتلفزة المغربية بإشهارها لعرض هذا المسلسل في المغرب هو غباء سياسي، فهي هنا مثلها مثل المداويخ المغاربة الذين أخرجوا ما في قواميسهم من السباب والشتم الإيديولوجي يسبون به بلدهم لأنه أعاد علاقته بإسرائيل في وقت نحن في أمس الحاجة إلى حلفاء أقوياء من أجل قضيتنا الوطنية.
فهل سنصنف مسؤولي التلفزة المغربية بدورهم ضمن هؤلاء المداويخ؟ 
إتقوا الله في وطننا، ودعوا عنكم الإيديولوجيات الشرقية التي دمرت بلدانها. فنحن مغاربة ولسنا مشارقة!؟