الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

مسعود بوحسين: قطاع الفن غير مهيكل ويعيش عشوائية واضحة

مسعود بوحسين: قطاع الفن غير مهيكل ويعيش عشوائية واضحة أوضح بوحسين أن قطاع الفن في المغرب غير مهيكل، إذ يعيش عشوائية واضحة
على بعد أيام من الشهر الفضيل، أضحى المشهد التلفزيوني الرمضاني واضحا، فقد كشفت التلفزة المغربية عن جل أعمالها، التي سترافق المشاهد طيلة أيام هذه المناسبة.

وما لا شك فيه، تميزت خريطة الأعمال الفنية المعلن عنها، كوميدية كانت أو درامية، بالتنوع والتعدد الواضح، إلا أن ذلك ظل مقتصرا فقط على الأفكار والمواضيع المناقشة، في الوقت الذي هيمنت فيه عدة أسماء فنية على الشاشة رمضان 2022، إذ سجل مجموعة من الفنانين حضورهم في السباق الرمضاني بعملين أو أكثر، بينما تشتكي فئة من الكفاءات الممتهنة للفن من شح العروض، فما الذي يفسر هذه المفارقة الغريبة؟

وللوقوف عند الأسباب الكامنة وراء هذا الاحتكار، طرقنا باب أهل الميدان، متجسدين في شخص مسعود بوحسين، الممثل والمخرج ورئيس النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، الذي اعتبر أن هذه الظاهرة تعود بالأساس لأسباب تنظيمية.
وأوضح بوحسين أن قطاع الفن في المغرب غير مهيكل، إذ يعيش عشوائية واضحة، مؤكدا على كونه  يفتقر لقانون يحدد وضعية الفنان غير المستقل.
 
وشدد الممثل على ضرورة تنزيل نصوص قانون الفنان والمهن الفنية، سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الغناء أو الإخراج أو غيرها من مجالات الإبداع الفني، وكذا تقنين العلاقة بين الفنان والشركة المنتجة، الشيء الذي من شأنه أن يضمن حماية للطرفين.

وقال المخرج في ذات التصريح، أن غياب التنظيم ليس إلا جزءا من المشكل المطروح، فهناك عوامل أخرى ساهمت في ذلك، نستهلها  بفقدان المخرج، الذي يعد المسؤول الأول والأخير عن المنتوج الفني، لسلطته الفنية، بسبب الضغط الممارس عليه من قبل الشركة المنتجة و كذا تلك المنفذة للإنتاج، من خلال فرض مشاركة أسماء بعينها في العمل، مما قد يبخس من الجودة والقيمة الفنية لهذا الأخير.

وصرح مسعود بوحسين بأن هناك إقصاء غير متعمد أو غير واعي لأنواع من المجتمع من حيث الشكل والعرق وغيرها، من خلال سير المقاولات الفنية على نفس النهج، المتمثل في محاولة استنساخ تجارب ناجحة، بعيدة كل البعد عن واقعنا، بدعوى تعلق المتلقي المغربي بها مؤخرا، لتصبح مرجعا لذا القائمين على العمل بهدف تحقيق النجاح عينه. 
 
وأشار إلى أن هذه الإنتاجات الناجحة التي باتت معيارا لدى الجهات المكلفة بالأعمال الفنية، قد وضعت شخصيات الأبطال في قالب واحد، باعتمادها على مواصفات محددة تقوم أساسا على الشكل، مما أدى إلى تغيب مجموعة من النماذج التي تشكل جزءا من مجتمعنا عن الشاشة، والتي قد تجذب المتلقي أكثر لقربها منه.
 
وأردف بوحسين قوله بأننا بالنظر لهذه الأسباب ومحاولة معالجتها، كتحديد الحق الأدنى للأجر واقتطاع الضرائب المفروضة من الأصل لا من هذا الفنان وكذا توفير نفس الشروط لهذا الأخير، سنضع حدا للشبهات المحيطة بالمجال الفني، وسنوفر الظروف الصحيحة المبنية على المنافسة الشريفة، والتي لا مكان فيها للعلاقات والمحسوبية.