الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

اليوم العالمي للمرأة.. جامعة مكناس تسائل مبدأ مقاربة النوع في ظل النموذج التنموي الجديد

اليوم العالمي للمرأة.. جامعة مكناس تسائل مبدأ مقاربة النوع في ظل النموذج التنموي الجديد جانب من حفل التكريم
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وتكريما للأستاذة الجامعية واعتبارا للمجهودات العلمية والبحثية والتدريسية التي تضطلع بها أستاذة التعليم العالي بالحرم الجامعي.
في هذا الإطار نظمت جمعية الأعمال الاجتماعية بكلية العلوم بمكناس حفلا تكريميا بمشاركة مجموعة من الأساتذة الباحثين والفاعلين الجمعويين.
رئيس جامعة المولى إسماعيل الدكتور حسن السهبي ثمن مبادرة جمعية الأعمال الاجتماعية التكريمية للأستاذات الجامعيات معتبرا أن المناسبة فرصة اعتراف بدور المرأة المغربية باعتبار إسهاماتها القيمة في مختلف الميادين والمواقع مشيرا الى أن خوض النقاش حول محتوى ومبادئ تكافؤ الفرص معتبرا ان القضايا المرتبطة بالاختلالات الحقوقية والقانونية تم تجاوزها وتداركها مع إرساء دستور2011 الذي يعد ظفرة إيجابية معززة للديموقراطية و مدخلا حقيقيا لتعزيز أسس العدالة الاجتماعية .
كلمة الدكتور عبد الله لمير عميد كلية العلوم بمكناس نحت مسار التأكيد على أن الحفل التكريمي المنظم من طرف جمعية الأعمال الاجتماعية يعد حدثا له دلالاته التربوية والتنظيمية على المستوى التربوي وعلى مستوى الاعتراف بمجهودات دعم التحصيل الدراسي للطالبات وللطلبة بالكلية مثمنا لحظة التكريم هاته لما تحملها من معاني الاعتراف والوفاء والتقدير.
عروض الأستاذات المحاضرات والأستاذ المحاضر كان مبتدأها مداخلة الدكتورة نادية لعشيري حول المرأة والنموذج التنموي الجديد الذي أفرد للمرأة دورا محورا على مستوى الإرساء التنموي وعلى مستوى الإنصاف والمناصفة المرتكزة على التجرد والموضوعية وإرساء مقاربة النوع ارتكازا على الدور الأساسي للمرأة تنمويا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مما يرسي منظورا جديدا للمساواة والانفتاح وتقليص الفوارق الاجتماعية المبنية على النوع وعلى ترسيخ التوجه الإقصائي معتبرة بأن التطلع لمستقبل أفضل يتطلب الإشراك وتكوين مواطنين ومواطنات قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة المنتصرة لمبادئ الديموقراطية والعدالة الاجتماعية وصيانة الحقوق ونقل القيم والأخلاق للأجيال القادمة لتحقيق نهضة مدعومة بالإرادة السياسية الحقيقية المنتصرة للإدماج والمساواة وقيم الحداثة فكرا وممارسة.
الدكتورة لطيفة البوحسيني تطرقت في محاضرتها لموضوع المرأة وحقوق الإنسان معتبرة أن دلالات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هي في الأصل دلالات نضالية في مواجهة القهر والتعسف والإذلال والظلم الممارس على النساء بحيث جسد يوم 8 مارس يوما لتخليد ذكرى الآلام والأحزان مؤكدة على أن الفضاء الجامعي يجب أن يكون فضاء لترسيخ مبادئ الفكر الحر واستقلالية القرار وفضاء للنقاش المنفتح على كل المشارب الفكرية الداعمة للعدالة والحرية والكرامة الإنسانية معتبرة أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التي تلته بدءا بمناهضة العنف ضد النساء والحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لهن تعد مدخلا للقضاء على كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش مؤكدة أن موضوع الحرية وحقوق الإنسان يعتبران المدخل الحقيقي لتغيير القناعات والتصورات السائدة المزكية للاعدل واللامساواة المكرسان على نصف المجتمع سواء بالحضر أو المضر مما يعيق تحقيق أهداف السياسات العمومية ويعمق واقع الهشاشة والتهميش مؤكدة على الدور المحوري للنخب السياسية بصيغة المؤنث للعب أدوارهن الطلائعية تجاه القضايا التي تشكل سدا منيعا أمام التحرر الفكري وضد التكلس الفقهي الذي يعتبر المرأة عورة.
معتبرة أن المناخ السياسي العام يجب أن يحدد الأهداف والمسارات لتحقيق عدالة اجتماعية منصفة لنصف المجتمع
عرض الدكتورة زهرة اللهيوي رئيسة شعبة اللغة الفرنسية بكلية الآداب بمكناس طال مجال المرأة والبحث العلمي بالجامعة المغربية معتبرة أن الحديث عن المرأة الجامعية لا يختلف عن المرأة بصورة عامة داخل المجتمع باعتبار العديد من القضايا والمشاكل التي تواجه المرأة الجامعية والمثقفة والعاملة والمرأة بالعالم القروي، معتبرة أن اللقاء هو لقاء علمي بحثي بعيد عن البهرجة اللاواعية بذكرى اليوم العالمي للمرأة. معتبرة أن اللقاء هو لقاء للتقييم ومساءلة الواقع لقاء لوضع الأصبح على مكامن الخلل بالجامعة المغربية على مستوى المناهج والبحث العلمي وعلى مستوى التأطير الميداني المرتبط بانفتاح الجامعة على محيطها السوسيواجتماعي. معتبرة أن عدم إتاحة الفرصة للأطر التربوية النسائية لتحمل المسؤولية التدبيرية بالجامعة يعد خللا حقيقيا معطلا للكفاءات والقدرات النسائية بالجامعات المغربية التي لم يتحقق فيها مبدأ المساواة والمناصفة في هذا المجال مما يزكي الإقصاء المبني على النوع في مجال إسناد المسؤوليات التدبيرية و الرآسية بالجامعات المغربية الشيء الذي يشكل تعثرا حقيقيا ضد مبدإ المساواة والعدالة التدبيرية المنصفة والمحققة لتطلعات الأستاذات الجامعيات اللواتي اخترقن كل المجالات بناء على الكفاءة العلمية والنزاهة التدبيرية الشيء الذي يعد غبنا وتنقيصا من قيمة وقدرة المرأة الجامعية ويفرض عليها الارتهان لواقع جامعي معاكس لروح الإبداع والمساواة وحرية الفكر والانفتاح والعدالة المهنية والإنصاف العلمي والمعرفي كما ارتكزت الدكتورة اللهيوي في مداخلتها على العديد من الإحصاءات والبيانات التي أظهرت من خلالها عمق الهوة بين الواقع وبين التطلع للمستقبل المنصف للأستاذات الجامعيات لتحمل المسؤوليات التدبيرية بالجامعات المغربية تحقيقا لمبدإ المناصفة والعدالة الإدارية.
عرض الدكتورة شادية بلهادي تعرض للمرأة والعمل الإداري والإشكالات المرتبطة بتكريس الصورة النمطية للنساء عن طريق وسائط الإعلام معتبرة أن ذكرى 8 مارس هي محطة نضالية عن أجل تحقيق أهداف المرأة على المستوى السياسي والحقوقي وعلى مستوى المناصفة مؤكدة على أن الاحتفال بذكرى 8 مارس يعد مناسبة وفرصة للتقييم وإعادة ترتيب الأوليات خصوصا على مستوى جندرة القوانين وكذا على مستوى معضلة الفقر والهدر المدرسي والجامعي والتمييز المبني على النوع. معتبرة أن مخربات النموذج التنموي الجديد تجسد أرضية واعدة للدفع بالتنمية المجالية مما سيسهم في تجاوز الأعطاب التنموية التي
طالت القضايا المجالية والاقتصادية والتعليمية.
معتبرة ان الاكراهات الاجتماعية والاسرية التي تطبع وضعية المرأة الموظفة تؤثر سلبا على الادوار الاجتماعية لها بحكم المسؤوليات التقليدية داخل الاسرة الشيء الذي ينعكس سلبا على مسارها المهني ومن تم ينبغي التعامل بخصوصية مع هذه الظروف من اجل حماية حقوقهن المهنية ليتمكن من لعب ادوارهن على الوجه الاكمل عبر تكافؤ الفرص وتحقيق المساواة في المجالات المهنية دون تمييز من خلال تقوية قدراتهن على مستوى التكوين والتحفيز والتأطير وصولا الى تحمل كل مراتب المسؤوليات الإدارية والوظيفية بكل المجالات من خلال إرادة سياسية تمكن من خلق ظروف وشروط تمكين النساء من الولوج السلس لكل المسؤوليات .
الدكتور محمد بوعزي طرح في مدخل عرضه مجموعة من التساؤلات المرتبطة أساسا بالسيسيولوجيا وذلك من خلال الوقائع الاجتماعية الجوهرية المرتبطة بكشف الواقع وكيفية بناء مجتمع بعيد عن المصالح الشخصية والعيش السوي داخل الفضاء العمومي من خلال مبدا المساواة وهدم الفوارق السوسيوثقافية داخل المجتمع ذو الطبيعة والتركيبة الايبيسية المحددة للقيم والمبادئ مؤكدا ان مسالة التكلس الفكري لا تساعد على بناء منظومة فكرية منتصرة للعدالة الاجتماعية والديموقراطية مما يطرح النقاش حول العديد من الرهانات والتحديات التي على مستوى القيم وعلى مستوى تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة لتجاوز واقع الاقصاء المعرقل للتطلعات النسائية وتنظيماتهن وتياراتهن الحقوقية والسياسية مؤكدا على الربط الجدلي بين التطلع الى المستقبل وحتمية التسلح بالمعرفة الموصلة الى تغيير واقع لا يرقى الى ما حققته المرأة المغربية في مجالات عدة مشيرا الى ان التغيير يرتكز بالضرورة على الايمان بالقضية والتضحية من اجلها فكرا وممارسة وذلك باعتماد رهان الحوار والنقاش العمومي المفضي الى تحقيق عدالة اجتماعية مبنية على أسس احترام خصوصية النوع .