الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

العسري: توقع إنفراج كبير في العلاقات الإسبانية المغربية بعد الموقف الجديد لإسبانيا من الصحراء المغربية 

العسري: توقع إنفراج كبير في العلاقات الإسبانية المغربية بعد الموقف الجديد لإسبانيا من الصحراء المغربية  جمال العسري
في خطوة غير مسبوقة أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، أن إسبانيا ”تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية، وحول هذا التحول الإستراتيجي الهام للموقف الاسباني  توصلت " أنفاس بريس " من القيادي بالحزب الاشتراكي الموحد جمال العسري  بالقراءة التالية: 
 
"  من خلال القراءة الأولية لهذه الرسالة المبعوثة من قبل رئيس وزراء إسپانيا لملك المغرب ، حسب بلاغ الديوان الملكي ، يمكن القول بإن إسپانيا و بعد شهور من شبه القطيعة مع المغرب و بعد أزمة غير مسبوقة بين الجارين قد خطت خطوة كبيرة ، بل خطوة هامة نحو إزالة أهم مسببات هذه الأزمة، والذي هو موقف إسپانيا من قضية الصحراء ، فلأول مرة يعترف رئيس وزراء إسباني بأهمية الموقف المغربي من قضيته  المتمثل في عرض الحكم الذاتي لأقاليم الصحراء حيث جاء في الرسالة - حسب بلاغ الديوان الملكي - " يعترف بأهمية مسألة الصحراء بالنسبة للمغرب " وهذا اعتراف  بكون  المغرب لم يخطئ عندما جعل أساس علاقته مع جيرانه مدى حسن تفاعلهم مع قضيته الأولى ، قضية الصحراء ، وبأن المغرب سيتعامل مع أصدقاءه بناءا على موقفهم من هذه القضية .بل إن رئيس وزراء إسپانيا ذهب بعيدا في رسالته حيث إعترف بأن بلده تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب منذ 2007 القاعدة الواقعية وذات المصداقية لأي حل لهذا الخلاف " وهو شبه تخلي عن مطلب الإستفتاء الذي تدافع عنه جبهة الپوليساريو والتي كانت إسبانيا الرسمية وغير الرسمية وإلى وقت قريب تدافع عنه، بل وحيى سانشيز،المجهودات المغربية داخل أروقة الأمم المتحدة للبحث عن حل نهائي و مقبول لهذه المسألة " وهذا تطور كبير في الموقف الإسپاني لا يمكن إلا الانتباه إليه وإعطاؤه أهميته!! 
الموقف الإسباني الجديد و المعبر عنه في هذه الرسالة ودائما حسب بلاغ الديوان الملكي يأتي كما قلنا بعد أزمة غير مسبوقة بين البلدين ، وبعد تصعيد حقيقي من المغرب،، تصعيد مس مجالات حساسة للاقتصاد الإسپاني ، تصعيد فاجأ الإسبان ولم يكونوا يتوقعوه البتة ولم يتوقعوا بعد حصوله أن يستمر كل هذا الوقت ، وجاء كذلك والعالم يعيش هذه الأسابيع على وقع أزمة عالمية حادة سببتها الحرب الروسية الأوكرانية ، وما رافقها من مشاكل كبرى في مختلف القطاعات من الغاز مرورا بالمحروقات وصولا إلى المواد الفلاحية . هذه الأزمة تتطلب مزيدا من التضامن و التلاحم بين الدول من أجل تجاوزها ، وعلينا أن لا ننسى أن إسبانيا تضررت كثيرا من أزمتها مع المغرب وكيف لا تتضرر وهي الشريك الإقتصادي الأول المغرب قبيل تلك الأزمة ، و لعل هذا ما جعل سانشيز يقول في رسالته بأن البلدين تربطهما علاقات تاريخية و جغرافية وتربطهما مصالح وصداقة مشتركة وبأن القدر يربط الشعبين كذلك .
إسپانيا في ظل هذه الأزمة تستند على أن المغرب بوابة أوروبا نحو إفريقيا، إسبانيا لا تريد أن تزداد خسارة في  إقتصادها : أزمة مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين و الحصار المضروب عليهما ، أزمة الجزيرة الخضراء و باقي الموانئ الإسبانية التي لا تستفيد من عبور الجالية المغربية المقيمة بأوروپا ، إسپانيا لا تريد خسارة اتفاقات الصيد البحري و لا تريد خسارة للشركات الصناعية الإسبانية المستقرة بالمغرب و لا تريد خسارة السوق المغربية و لعل هذا ما دفعه للقول بأن هدفه هو بناء علاقة جديدة مبنية على الشفافية و التواصل المستمر وإحترام الإتفاقات الموقعة بين البلدين . بل و مضى بعيدا و هو يؤكد في رسالته التخلي عن أي فعل فردي للحفاظ على أهمية العلاقة بين البلدين و كأنه يقدم إعتذارا غير مباشر عن ما بدر من بلده بخصوص إستقبال رئيس جبهة البوليساريو دون إخبار مسبق للمغرب بهذا الإستقبال، وهو ما فجر الأزمة التي كانت صامتة . و هذا الاعتذار المبطن هو ما جعله يقول بأن إسبانيا ستعمل مستقبلا على تبني سياسة الشفافية المطلقة تجاه صديق كبير و حليف و يؤكد على أن إسبانيا ستفي بوعودها ،وأنها تؤكد على ضرورة التعاون بين البلدين لمواجهة كل التحديات التي يواجهها البلدان و معهما بلدان البحر المتوسط، وعلى رأسها مشكل الهجرة عن طريق التعاون بين البلدين..
الخلاصة الأساسية التي يمكن الخروج بها من هذه الرسالة أنه و بعد الخطوة الأولى التي جاءت عبر الخطاب الملكي السابق جاءت الخطوة الثانية اليوم عبر هذه الرسالة من بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسپانيا ،وعليه يمكننا أن نتوقع إنفراج كبير في العلاقات الإسبانية المغربية في عاجل الأيام .وستعقبها تبادل زيارات بين مسؤولي البلدين ليصل الأمر لعقد اللجنة العليا للبلدين لما فيه صالحهما في ظل هذه الأزمة الإقتصادية العالمية".